في مقالته: السفير الصيني إذ يؤكد الدبلوماسية الإنسانية للصين عالمياً
الحَل الصيني عن ماهية العالم وكيفية بنائه يتطلع الجانب الصيني إلى تعزيز التعاون مع دول "الشرق الأوسط"، ودفع البناء المشترك لـ” الحزام والطريق” بجودة عالية
اجنادين نيوز /ANN
عرض المقالة بتصرف: الأكاديمي مروان سوداح – مؤسس ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – المملكة الأردنية الهاشمية.
في مقالة تتسم بأهمية قصوى، وذات أبعاد استراتيجية، اجترحها ونشرها الرفيق والأخ تشن تشوان دونغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاط الملكي الهاشمي، نقرأ في سطورها عن الأهداف والروافع التي بَنتها الصين في سبيل نُصرة شعوب العالم، وبخاصةٍ تلك التي تحتاج بالذات إلى المعونة الصينية المُتقدِّمة في شتى المناحي، إذ إن صين القائد الأُممي الفذ الرفيق شي جين بينغ، قد باتت ومنذ عهد غير قصير، تُعلن عن وتقدِّم إلينا جميعاً واقعاً غير مسبوق، كونه جاذباً وعادلاً، ويتلخص في بناء الصين فضاءٍ تعاوني جديد للبشرية جمعاء، جُلُه الأخوَّة الحق، والسلام الشامل، والوئام الأكيد بين أصحاب اللغات والقوميات المختلفة، إذ ماتوقفت بكين عن التأكيد، بعينها البصيرة سياسياً وفكرياً، ضرورة توزيع المصالح، لتشمل جميع الشعوب صغيرها وكبيرها بالتساوي، وهي فكرة نبيلة شرعت الصين منذ فترة طويلة بتطبيقها لإسعاد الناس، بغض النظر عن منطلقاتهم الفكرية والسياسية، ومكانتهم في مجتمعاتهم، فالأهم في نظر الصين؛ وهي فكرة وعملانية رائدة وصحيحة وجد نافعة للمجتمعات البشرية، إذ إنها فكرة تتمتع في جوهرها بأفكار تؤكد لزوم توظيف القدرات الجماعية في صناعة الخيرات ومضاعفة منسوبها، لتغدو رافعة قوية وثابتة لسنين طويلة مُقبِلة، وصولاً إلى بناء حقيقي وواقعي لِ “مجتمع المستقبل المشترك للبشرية”، الذي تصفه الصين وتؤكد، وهو واقع في جوهره وتطبيقه، بأنه الهدف النبيل الذي تتطلع البشرية إليه، وها هي الدبلوماسية الصينية الإنسانية القسمات والرؤى قد بادرت إلى تفعيله وتوظيفه في الحياة البشرية، وها نحن نتابع كيف غدت الأُمم العقول السوية تؤيده، ومعها تلك الدول الساعية لإسعاد ناسها.
يتساءل سعادة الرفيق السفير، بأنه في نهاية عام 2023، حيث تشابكت الاضطرابات والتحولات في العالم، إلى أين سيذهب البشر؟ ويستطرد السفير من خلال متابعاته للوقائع الدولية، التالي: هذا سؤال يدور ببال شعوب العالم كافة.. وفي هذا التوقيت الاستثنائي عقدت الصين مؤتمراً هاماً – المؤتمر المركزي للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية.
وفي هذا المضمار، أوضح الرئيس الصيني الفذ شي جين بينغ وحَذَّر كذلك إلى أن العالم قد دخل في مرحلة جديدة من الاضطراب والتحوّل، إلا أن الاتجاه العام لتطور وتقدُّم البشرية لن يتغير، والمنطق العام لتاريخ العالم المتمثل في المضي قدماً وسط التعرجات والمنعطفات لن يتغير، والزخم العام للمجتمع الدولي نحو مستقبل مشترك لن يتغير. وبيّن الرئيس بكل ثقة، التالي: يجب أن تكون لدينا ثقة تاريخية كاملة بذلك.
يلفت السفير أنظارنا إلى الأهم، وهو مستقبل البشرية لقرون قادمة إذ يرى الرئيس شي بعينه الثاقبة أنظارنا إلى المَثل الصيني الذي يقول: إن الشخص النبيل دائماً يجد رفاقه. وبالتالي، بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو المبدأ الأساسي لفكر شي جين بينغ حول الدبلوماسية والهدف النبيل للدبلوماسية الصينية، بما يُقدِّم حلاً صينياً عن ماهية العالم الذي يجب بناؤه وكيفية بنائه، ويتفق مع التطلعات المشتركة لشعوب العالم.
وفي ملامح المجتمع الجديد للبشرية الذي ترنو صين شي جين بينغ إلى أن تقبل به شعوب وأُمم العالم لحل مختلف مشاكلها بمفتاح إنساني يحفظ للكل مصالحهم، وفي سبيل وضع لَبِنات التآخي الإنساني الشامل، نتابع الكلمات الذهبية المهمة التالية: فيما يخص بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، فهدفه هو: 1/ بناء عالم منفتح وشامل ونظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك؛ 2/ وإن مساره هو الدفع بالحوكمة العالمية التي تتميز بالتشاور والتعاون والمنفعة للجميع؛ 3/ وإن مبدئه التوجيهي هو تطبيق القيم المشتركة للبشرية، 4/ وإن ركيزته الأساسية تكمن في بناء نمط جديد من العلاقات الدولية؛ 5/ وإن القيادة الاستراتيجية له تأتي من تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، 5/ وإن منصة العمل له تقوم على التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية.
يُطلِعنا السفير الصيني على الأساس في إنجاح المسعى الصيني الإنساني والمُبدع والذي وضعه الرئيس شي جين بينغ، وهو مسعى يصب في الواقع اليومي في صالح ومصالح الجميع، ألا وهو ضرورة أن “نسعى إلى حشد جهود كافة الدول لمواجهة التحديات وتحقيق الازدهار المشترك، ولدفع عالمنا إلى مستقبل مُشرق يَنعَم بالسلام والأمن والازدهار والتقدم”.. وهو لعمري، كما أرى أنا، مروان سوداح، المفتاح الذهبي الأسرح القادر على حل كل المشاكل العالمية مهما بلغت حِدَّتها وصعوبتها.
الصين و العرب
في المسار الصيني العربي نقرأ بأنه في ديسمبر عام 2022، أجمع الجانبان الصيني والعربي على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وذلك في الدورة الأولى من القمة الصينية العربية، مِمَّا بين لنا وأرشد اتجاه طريقنا المشترك للعالمين الصيني والعربي.
بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في “الشرق الأوسط”
في غاية الأهمية بمكان في هذه الأيام وعلى مدار السنين المقبلة بالذات، أن نشرع نحن العرب وبكل دولنا وشعوبنا الإقليمية، إلى التكاتف والتآخي لبناء مجتمع جديد، جله “بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في الشرق الأوسط” – أي، في المنطقة العربية الاستراتيجية الموقع جيوسياسياً في قارتي آسيا وإفريقيا، وهو مايستدعي التعددية القطبية التي تتسم بالمساواة والانتظام، والالتزام بالمساواة التامة بين جميع الدول والشعوب، بغض النظر عن حجمها، وكذلك أن نلتزم برفض الهيمنة وسياسة القوة التي تمارسها عادة الدول الإمبريالية التوسعية.
من الضروري الإشارة لِمَا تتضمنه هذه المقالة الصينية، بخاصةٍ التالي: “لا يوجد ما يُزعم بـ”الفراغ” في منطقة “الشرق الأوسط”، تدعم الصين سيادة شعوب المنطقة والتقوية الذاتية لدول المنطقة عبر التضامن. لا بد للجميع الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتمسك بالقواعد الأساسية للعلاقات الدولية التي يُعتَرف بها عالمياُ، وتنفيذ تعددية الأطراف الحقيقية، والعمل على إحلال السلام الدائم والأمن الشامل. لم تدَّخر الصين جهداً لتحمل مسؤوليتها لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في منظمة الأمم المتحدة، وخاصة في مجلس الأمن الدولي، وبما أوفت بتعهدها بالسلام من خلال مُنجزاتها الحقيقية.
تشير المقالة، إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في طالشرق الأوسط” إنَّمَا يستدعي العولمة الاقتصادية الشاملة والقائمة على المنفعة للجميع، ومعالجة ما يترتب عليه التوزيع العالمي للموارد من الاختلالات التنموية الدولية والمحلية. تدعم الصين بثبات المصالح المشتركة للدول النامية بما فيها الدول العربية والإسلامية، وصيانة أمن سلاسل الصناعات والإمدادات الدولية، وتدعو إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات العالمية مثل أمن الطاقة، والأمن الغذائي وغيرهما. يجب على الجميع رفض التيار المضاد للعولمة، ورفض إساءة استخدام مفهوم الأمن، والنزعة الأحادية والحمائية بكافة أشكالها، وضرورة تعزيز الحرية والتسهيل للتجارة والاستثمار بحزم.
في خواتيم المقالة نقرأ الأسطر التالية التي تتميز بأهمية كبيرة بخاصة عن المسار السياسي الصيني وعامنا العربي والعالم عموماً: يتطلع الجانب الصيني إلى تعزيز التعاون مع دول “الشرق الأوسط”، ودفع البناء المشترك لـ” الحزام والطريق” بجودة عالية، وترجمة “الأعمال الثمانية المشتركة” للتعاون العملي بين الصين والدول العربية على أرض الواقع المُعاش، وللاستفادة من تكامل المزايا بين الطرفين واكتشاف إمكانات التعاون، بما يعود بالخير على الشعوب.
تنتهي مقالة الرفيق السفير الحكيم تشن تشوان دونغ، وهي متميزة ومهمة، إذ إنها تتناول الصين والعالم ومنطقتنا العربية، ويختتمها بالفقرة الذهبية المهمة للغاية لنا وللأجيال العربية المُقبِلة، وهي تالياً: لقد دخلنا عاماً جديداً، وتستعد الصين للعمل مع الأردن والدول العربية الصديقة على تبديد الضباب المتراكم حول البشرية بنور السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك، وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية معاً.