ايران: تفجيرات إمبريالية ورجعية فاشلة ارتدت على أَصحابها تدميراً
اجنادين نيوز / ANN
*تقديم: مروان سوداح
تتعرض الجارة والشقيقة – الجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ فترة غير قصيرة، إلى حملة شعواء من التهجمات والتلفيقات ونشر الأخبار المُفبرَكَة عنها، وكذلك التفجيرات التي أدَّت إلى استشهاد عددٍ من المواطنين الإيرانيين المسالمين. ويقيناً، أن وراء كل تلك العملانيات الإجرامية قوىً سوداء، على رأسها الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى مجموعةٍ من دول الغرب الجماعي التي لا تريد لإيران لا التطور في المناحي المدنية ولا في الحقول الحضارية، ولا لتقوية وضعها الوطني والأمني، ولا لاستقرارها دولةً وشعباً.
وفي هذا الصَدد، أكد الأمين العام للرابطة العالمية للتقريب بين المذاهب الإسلامية، حجة الاسلام حميد شهرياري، أن الجمهورية الإسلامية لن تسمح بدخول السلع الصهيونية، ولا حتى تلك التي منشأها “إسرائيلي”، إلى البلاد.
وأضاف شهرياري في حديث مع وكالة الأنباء الإيرانية “ارنا”: أن أحد الواجبات المُلقاة على عاتقنا هو مقاطعة البضائع الإسرائيلية لكي نتمكن من خلال ذلك من الحاق ضررٍ بالغ بالاقتصاد الإسرائيلي، عِلماً أن هذا الضرر قد تحقق بشكل كبير.
وتابع الأمين العام للرابطة العالمية للتقريب بين المذاهب الإسلامية، أن القطاع الخاص وإلى جانب القطاع الحكومي، وكذلك الناس العاديين الذين يستهلكون البضائع، بإمكانهم المساهمة في هذه القضية، وبوسعنا من خلال ذلك إلحاق أكبر الضرر باقتصاد الكيان الصهيوني، وإن من خلال اتخاذ بعض الإجراءات القادرين على اتخاذها.
لكن هذه التفجيرات التي شهدتها إيران لم تمر مرور الكرام، إذ لم يتمكن أربابها الإرهابيون من متابعة أجندتهم التدميرية التي يحيكون مخططاتها في كهوف الغرب الجماعي الظلماء، ذلك أن بقاء إيران قوة اقتصادية وعسكرية في المنطقة الأوسطية يُحسب حسابها في أقبية دول أجنبية عديدة، ذلك أن الكيان الصهيوني وربيبته واشنطن وعواصم عديدة في الغرب لن يتمكنوا من مواصلة مؤامراتهم سوى بالاعتماد على هذا الكيان المُنغَرِس في أرض فلسطين الجريحة، فمنه يتسلل لصوص الليل لضرب إيران، معتقدين بأنهم لن ينالوا أي عقاب، إلا أن الأجهزة الإيرانية الخاصة قوية، وهي تعمل بنجاح على تحييد العدو وكشف كهوف أزلامه السوداء والظلماء، واعتقالهم و/أو القضاء عليهم، وصولاً إلى تطهير البلاد من رجسهم جميعاً، وعلى سبيل المثال لا الحصر، قد أعلنت وزارة الأمن الإيرانية في بيان لها حول فاجعة كرمان الإرهابية، أنه تم القبض على 35 من عناصر إسناد الإرهابيين الإنتحاريين في ست محافظات إيرانية، ونوهت وزارة الأمن في هذا البيان الذي هو الثاني حول فاجعة كرمان الإرهابية، إلى إن مُجمَل عمليات الرصد الأمنية والإجراءات الإستخباراتية والعملياتية والفنية التي بدأت منذ وقوع التفجيرات، ما زالت مستمرة وبصورة شاملة، وأوضحت أن النتائج المتحصلة تُبيّن أن المُخَطِّطِ والداعم ِالرئيسي للعملية الإجرامية المذكورة، هو شخص طاجيكستاني بالاسم المُستعار “عبد الله طاجيكي”.
تقول المراجع الإيرانية، إن هذا الإرهابي المرتزق دخل بتاريخ 19 كانون الثاني/يناير الجاري مع امراة وطفل “لتأمين التغطية” بصورة غير مشروعة، ومن قِبل مهربين محليين إلى البلاد عبر الحدود الجنوبية الشرقية، وانتقل إلى محافظة كرمان واستقر في منزل مستأجر في ضاحية مدينة كرمان. وإضافةً إلى توجيه العمليات، فهو متخصص في إنتاج القنابل يدوية الصُنع، لذلك، وبعد تركيب المكونات التفجيرية والكهربائية وتصنيع القنابل، غادر البلاد قبل يومين من وقوع الكارثة!
واضافت الوزارة أن أحد الإرهابيين الانتحاريين كان يُدعى بازيروف “بوزروف” إسرائيلي إبن أمان الله، ويبلغ من العمر 24 عاماً، ويحمل الجنسية الطاجيكستانية، وانخرط في فرقة داعش الأمريكية الصُنع عن طريق موقع “تيليجرام”.. وهذا الانتحاري المَعدوم، توجَّهَ خلال الأشهر الأخيرة إلى مدينة فان التركية، وبعد مروره عبر إيران بمساعدة مهربين، انتقل إلى أفغانستان، وانضم هناك إلى مخيم داعش الإرهابي بمحافظة بدخشان، وتلقى لفترة تعاليم داعش الانحرافية والتكفيرية والتدريبات العملياتية والإرهابية، وبعد عدة أشهر انتقل إلى إيران عن طريق مهربين محليين عبر حدود مدينة سراوان، وتنقَّل بين مدن خاش وايرانشهر وجيرفت، ليصل في النهاية إلى كرمان.. إلى المنزل المذكور ذاته لينضم إلى الإرهابي آنف الذكر.
وتابعت: أنه فيما يخص هوية الإرهابي الانتحاري الثاني، تحصلت خيوط مهمة على أن تُعلَن بعد الحصول على بياناته الكاملة.
ومضت وزارة الأمن تقول: في يوم الحادث، انطلق الإرهابيان بصورة منفصلة نحو روضة الشهداء في كرمان، والهدف الرئيسي من التفجير كان مرقد القيادي الكبير لمكافحة الارهاب الداعشي، الفريق الحاج قاسم سليماني. لكن الارهابيين ومع مشاهدتهما التداير الأمنية المُشددة وقوات الأمن والشرِطة، قررا تنفيذ سيناريوهما الشيطاني في نقاط بعيدة نسبياً عن روضة الشهداء، وقبل الوصول إلى بوابات التفتيش قام الإرهابي الأول عند الساعة ۱۴:۵۵ دقیقة وعلى بعد 700 متر من روضة الشهداء، والإرهابي الثاني عند الساعة ۱۵:۱۵ دقیقة وعلى بعد ألف متر من روضة الشهداء، بتفجير حزامهما الناسف.
وأكدت أنه في صبيحة اليوم التالي تم الكشف عن الهوية الطاجيكستانية لأحد الإرهابيين والكشف عن مخبئهم ومقرهم السري والقبض على اثنين من العناصر الأُخرى الداعمة لهم.
واستطردت تقول: أن الإرهابيين وإضافة إلى الأحزمة الناسفة المستخدَمة، كانوا قد أعدّوا تجهيزات تفجيرية وأقمشة لإنتاج حزام ناسف آخر ودفنوها في فناء المقر السري، وسووا الموقع للتمويه عليه وعدم اكتشافه!
وذكر البيان، أنه تم حتى الآن تم القبض على 35 من العناصر الداعمة في ست محافظات داخل البلاد، كما تم تحييد عدد من المجرمين الضالعين في فاجعة كرمان على الجانب الآخر من الحدود، كما وتم وضع ملاحقتهم على جدول الأعمال، أذ تَعتبر وزارة الأمن أن مِن حقِّها ملاحقة المجرمين عبر الحدود وتطبيق العدالة بحقهم ولن تتهاون حتى تحقيق ذلك.
وعن الأخبار التي تحدثت أخيراً عن كشف مؤامرات عديدة للتفجير قبل مراسم الشهيد سليماني، قالت وزارة الأمن الأيرانية أن مؤامرات عديدة للتفجيرات؛ بما فيها إيجاد تفجير في مرقد الشهيد سليماني خلال العام الحالي؛ كانت موجودة، لكنها كلها تعود إلى خمسة أشهر من قبل على الأقل، وتم كشفها والإعلان عنها، لكن في الشهر الماضي كان عنصر تكفيري طاجيكستاني من نوع الإرهابيين الانتحاريين الآخيرين، قد دخل إلى مدينة مشهد لتنفيذ عمليات إرهابية، لكنه إعتقل على يد قوات وزارة الأمن قبل القيام بأي عملية.
في المحصلة، فإن كل الإرهابيين مِمَّن حاولوا طعن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بظهرها، ارتدوا على أعقابهم فاشلين، إذ تم تحييدهم بسرعة هم ومَن وراء كل منهم من القوى المختلفة المُتَّشِحِة بالسواد والناعقة بالخراب.