طريق التكامل والتكافل بين الحماية البيئية والتنمية الاقتصادية في الصين
اجنادين نيوز / ANN
جريدة الشعب الصينية
عند الاقتراب من بحيرة يوندانغ في مدينة شيامن خلال فترة المد، فإن المصور بنغ تشي وي يبقى في الانتظار لمدة طويلة كي يلتقط صورا بديعة لنظام إيكولوجي مميز، حيث إنه وخلال فتح بوابات البحيرة، تسبح الأسماك في اتجاه المنبع بينما تحوم طيور البلشون فوق البحيرة وتنقض لصيد فرائسها من الأسماك.
يقوم بنغ تشي وي بتصوير الطيور بالقرب من هذه البحيرة منذ ما يقرب من 30 عاما وهو شاهد على كل التغيرات في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال: “في سبعينات القرن الماضي، تم تشييد حواجز والتي أحاطت بالبحيرة، كما تم تصريف مياه الصرف الصحي فيها مباشرة، مما تسبب في تدهور نوعية المياه في البحيرة بشكل حاد وانقرضت الأسماك والروبيان تقريبا، وأثناء المشي بجانب البحيرة، كانت تنبعث رائحة كريهة من ملابسي.”
ومنذ عام 1988، نفذت شيامن خمسة تجديدات واسعة النطاق لبحيرة يوندانغ وفقا لسياسة “إدارة البحيرة وفقا للقانون وإزالة التلوث منها، وتنظيفها وبناء كورنيش حولها، وتنشيط المسطحات المائية وتجميل البيئة”. وبعد أكثر من 30 عاما من العلاج المتواصل للبحيرة، صارت مياهها صافية وضفافها خضراء كما أن المناظر الطبيعية الجميلة في كل مكان.
تخرج الشاب تشنغ لي من جامعة شيامن ويعمل بالقرب من بحيرة يوندانغ. في أغسطس عام 2020، أصبح واحدا من الدفعة الأولى لـ “مدير البحيرة القاطن بالمدينة ” في شيامن. مع التركيز على “البناء المشترك والحوكمة المشتركة والمشاركة”، يتم تعيين “مدير البحيرة القاطن بالمدينة” من قبل مركز الحفاظ على بحيرة يوندانغ للمجتمع بأسره، وهذا يتطلب معرفة مهنية ذات صلة بحماية البيئة الإيكولوجية للمياه والحوكمة البيئية لها. وقال تشنغ لي، الذي تخصص في علم البيئة البحرية: “آمل أن أفسح المجال كاملا لمزاياي المهنية وأن أساعد في بناء بحيرة يوندانغ لتصبح بطاقة عمل مشرقة في شيامن.”
في الواقع، من بحيرة يوندانغ التي تبلغ مساحتها 1.6 كيلومتر مربع إلى مدينة شيامن التي تبلغ مساحتها 1699 كيلومترا مربعا، يمر مفهوم التنمية الخضراء عبر جميع الجوانب وعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بأكملها.
قامت جزيرة شيامن بتنفيذ سياسة استعادة الغطاء النباتي والتشجير، بالإضافة إلى إغلاق جميع مصانع الرمل والحصى، وأجرت عمليات إصلاح وإدارة إيكولوجية للعديد من المناجم، واستمر معدل تآكل التربة في الانخفاض، كما تم تشييد الحدائق في كافة أنحاء المدينة، كما يمكن لأي متساكن في المدينة من الوصول إلى إحدى الحدائق في غضون 15 دقيقة سيرا على الأقدام فقط، بالإضافة إلى إنشاء العديد من المسارات الصحية وتوسيع المرافق الخضراء للمواطنين في كل مكان، حيث تشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2025 سيصل إجمالي الأميال المقطوعة للمسارات الصحية في المدينة إلى 500 كيلومتر.
واليوم، يحتل مؤشر جودة الهواء الشامل ومعدل التغطية الخضراء للمناطق المبنية في شيامن المرتبة الأولى في الصين في الوقت الحالي، وقد تم تسريع توفير الطاقة في المدينة في المجالات الرئيسية مثل الصناعة والنقل والبناء والمؤسسات العامة، كما أن إجمالي كمية الطاقة المستهلكة لكل 10 آلاف يوان من الناتج المحلي الإجمالي الذي تنتجه المنطقة أفضل من المستوى الوطني.
من تسريع التحول الصناعي والارتقاء به إلى تحسين نظام الحضارة الإيكولوجية، من تحسين التخطيط المكاني إلى بناء حواجز بيئية متينة، اهتم أهالي شيامن بعناية بالمظهر الحضاري للمدينة، كما ضخوا زخما قويا في التنمية من خلال الابتكار وريادة الأعمال.
وعندما يدخل شخص إلى شركة شبكة إيليان للتكنولوجيا المحدودة، فإنه سينبهر بمشاهدة المنتجات والتقنيات الجديدة، فعلى سبيل المثال معدات اجتماعات الفيديو العادية وجودة صوت المكالمة تصل إلى “مستوى القرص المضغوط”، سواء عند الاستماع أو في الحد من الضوضاء، فإن كل شيء مدعوم من قبل خوارزميات متطورة في هذه الشركة.
تأسست شركة شبكة إيليان للتكنولوجيا المحدودة في عام 2001، ولديها أكبر حصة في السوق في العالم من الهواتف القارة، حيث يعتمد التطور السريع لهذه الشركة على سنوات من الابتكار المستمر في مجال الاتصالات. وفقا لأحد المسؤولين في الشركة، يمثل موظفو البحث والتطوير في الشركة أكثر من 60٪ من عدد الموظفين ويمثل الاستثمار السنوي في البحث والتطوير أكثر من 8٪ من المبيعات.
تعد منطقة المشعل الجديدة للتكنولوجيا الفائقة في شيامن التي توجد فيها شركة إيليان موطنا لأكثر من 10 آلاف شركة من جميع الأنواع، بما في ذلك أكثر من ألف شركة عالية التقنية ذات مستوى وطني، ومع أقل من 3 ٪ من مساحة أراضي شيامن فإنها تساهم بنسبة 43 ٪ من قيمة الإنتاج الصناعي للمدينة.
من خلال أخذ زمام المبادرة للتخلي عن الصناعات الواسعة والتركيز على الصناعات التحويلية الراقية وصناعات الخدمات الحديثة، أعادت شيامن تشكيل نمطها الصناعي في عملية التحول والتنمية. وقامت شيامن بتسريع الرقمنة الصناعية والتصنيع الرقمي، وبنت جيلا جديدا من نظام صناعة تكنولوجيا المعلومات يقوم على دائرة متكاملة من البرامج المتطورة وجيل جديد من شبكات المعلومات والذكاء الاصطناعي، ما ساهم في نمو الاقتصاد المحلي بسرعة كبيرة وبلغ عدد براءات الاختراعات عالية القيمة لكل 10 آلاف شخص 20.8، وهو ما يمثل 2.2 ضعف المتوسط الوطني. في عام 2022 بلغ حجم الاقتصاد الرقمي في شيامن 479 مليار يوان وهو ما يمثل 61.5 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي، كما يعد رضا السكان عن الحياة الرقمية من بين أعلى المستويات في البلاد.