يَهود اليَوم.. لَيسوا يَهودَاً”! استعماريون غرباء احتلوا فلسطين ويبيدون شعبها.. وَ..عَمّو سام” والغرب الجَمَاعِي التوسعي يَشد أَزرَارَهُم ُوأَزرَهُمُ!
اجنادين نيوز / ANN
ـ الأكاديمي مروان سوداح.
(“يَهود اليَوم لَيسْوُا يَهوداً” – “الدراسة الأولى”)، كِتَاب عظيم لِمُؤلِّفهِ بنيامين فريدمان، وإعداد زهدي الفاتح.
ـ هو كِتاب لا قبله ولا بعده، فهو مُمتَلىء بالحقائق العِلمية والاستنتاجات الموضوعية، صَدَرَ باللغة العربية في العام 1983م، 1403هج، عن “دار النفائس”، في بيروت، لبنان.
– هذا الكتاب يُمَثِّل دراسة علمية تبين أن 92 بالمئة مِمَّن يزعمون ويَدَّعون أنفسهم يهوداً اليوم، هم مِن قومية “الخزر” الذين اعتنقوا الديانة اليهودية في سنة 720ميلادية، ولا علاقة لأجدادهم لا باليهودية، ولا بالأرض المُقَدَّسَة – فِلسطين، ولا بالعرب ولا بالعروبة.
قُبيل شُرُوعي بساعات قليلة في كتابة هذه المقالة الأولى، ونشر مقتطفات واسعة من الكِتاب الذي نحن بصدده عن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني – الغربي لفلسطين، ارتأيت الاستعانة بهذا الكِتاب كونه الأكثر تميّزاً؛ إذ آمل أن يبحث عنه لشرائه واقتناته وقراءته كل مَن يهتم بفلسطين وقضيتها التحررية، كونها قضية أولى للأحرار والأخيار.
شخصياً، لقد استمعت إلى لقاءات سياسية متتالية عن فلسطين ومجريات الأمور فيها في عددٍ من المحطات التلفازية العربية، وكذلك في محطة “أر.تي.” الروسية الناطقة بالعربية، وفي محطات غربية المصدر والهَوى السياسي والأيديولوجي، وفي الحقيقة لقد هالني جداً هذا الترويج – المقصود كما يبدو – للمقولات الصهيونية – الإمبريالية؛ إذ تَحدَّث مَن تحدث مَن هؤلاء “الضيوف – الخبراء!”، (وعدداً غير قليل منهم يهواداً صهاينة)، في السياسة ودهاليزيها، وتألقوا مِن على منصات تلك الشاشات العربية، وكذلك للأسف الشديد من خلال شاشة المُبَاصَرة لتلك الروسية الناطقة بلغة الضاد.. ومِن شدَّة سُخطي على هذا الترويج – المُفتَعل كما يبدو، لكونه يَستضيف بين حين وآخر صهاينة العقل ليبدون رأيهم بالأحداث، واستنكاري لأفكار هؤلاء الاستعماريين والاقتلاعيين لشعبنا الفلسطيني من أرضه التاريخية استعانة بما يُسَمَّى أفكار-هم” حول فلسطين، وقضية فلسطين، ومجريات الأحداث الأليمة الحالية التي نشهدها باكين في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية المحتلة فعلياً وواقعياً من جانب الجيش الصهيوني ومِمَن يَلف لَفَهُ من جيوش وهيئات المخابرات والاستخبارات الغربية، وتلك التنظيمات “الاستخبارية المُضادة” التي تديرها الصهيونية.. أقول، بأنه، ومِن شِدَّة سُخطي هذا، ولشعوري بسلبيات هذا الترويج لمواقف وسياسات عدائية للحقوق الفلسطينية والعربية، والتشويهات المتلاحقة التي يتم إلحاقها بالتاريخين الفلسطيني والعربي، أرتأيت أن أقاطع هذه المحطات، وأن أتوقف عن مشاهدتها، ذلك أن الأجدر كما أعتقد، هو متابعة غيرها من المحطات التلفزيونية التي تشتمل على حقائق وبرامج تنتصر لشعب فلسطين في برامجها وتحليلاتها السياسية، ولاصطفافها إلى جانب الحقوق الفلسطينية والعربية التي يتم اليوم ذبحها بالدرجة الأُولى على مذبحين رئيسيين هما: واشنطوني، وآخر “تل أبيب – ي”، وعلى مذابح أخرى “فرغية” عديدة ضمنها في باريس، وبون، وفي غيرها من العواصم الغربية التي تعرض علينا مذابح إعلامية متأمركة ومتصهينة، مايَشي للقاصي والداني بأن الغرب إنَّمَا يواصل اللعب بلعبة سياسية كبيرة ومًستَنَكَرة (بفتح حرف الكاف) جماهيرياً ودولياً في مواجهته اليومية الحربية والسياسية والفكرية للحقوق العربية المَشروعة والكاملة، إدعاءً من هذه “الغربية و الصهيونية” كلها، بأن “على وسائل الإعلام أن تكون محايدة”!!!. وبالتالي، نَستنتج من هذا كله، بأن مدراء تلك الجهات إنَّمَا يلعبون لعبة “الغُماية” عندما يَدَّعون بِمَا يُسَمُّونَهُ “الوسطية الإعلامية بين المتواجهين!” وهذا الإدعاء مُضحِكٌ جداً، إذ إنه يعتقد بأن القراء والمشاهدين بُلهاء. لكن في الوقائع التي تبث من خلال شاشات المُبَاصَرَة، يَتَبَدَّىَ بجلاء أنهم – هؤلاء، يَنحوُن بين حين وآخر لترويج عن قصد لأفكار معادية للعرب عموماً، وللحقوق الفلسطينية خصوصاً، وهذه حرب فعلية وحقيقية ويومية مُحتَرَّة من نوع جديد.
يَقتصر النشر عندي في هذه المقالة الأُولى بفقرات مِن الكتاب سالف الذكر، تتناول تعرية الاحتلالية اليهودية الصهيونية لفلسطين وأهدافها، كما والتعريف بفقرات مختلفة موضوعية مِن الكِتاب المُشَار إليه أعلاه لفضح وتعرية ما يُسَمِّيهِ العدو المُوَحَّد – الإمبريالي والصهيوني بِ “يهود فلسطين”، وأصلهم وفصلهم، وقوميتهم الحقيقية، فلا قومية يهودية في التاريخ، والخ، حتى يكون القارىء، وبخاصةٍ غير المتخصص، عارفاً ومُلِمَّاً على الأقل ببعض الحقائق حول هذا الموضوع الذي تتناوله الصهيونية الدولية والغرب الجماعي بمزيدٍ من التلفيقات اليومية، في مَسعَى استعماري من تلك النيوكولونيالية المتحدة والمُندغمة صهيونياً وإمبريالياً لفصل فلسطين عن العروبة والعربية والضاد، وعن المسيحية والإسلام والوقائع العلمية، في سعي صهيوغربي لإيقاع فلسطين – كنعان في سجن الصهيونية الدولية أبدياً، ولن يُفلحوا أبداً في ذلك. معسكر العدو الإمبريالي الصهيوني يسعى ويهدف يومياً إلى تثبيت “إسرائيل” كقاعدة دهرية وعسكرية واستخباراتية وتجسيسية “صهيو – غربية” خادمة للغرب حصراً، وعاملة على ذلك يومياً في دأب منها ومثابرة لمحاولة تقويض العَالَمِيِنِ العربي والإسلامي استخبارياً وعسكرياً.
واليوم، يرى كثيرون من الإختصاصيين السياسيين “الغربيين تحديداً”، أن “العم سام” غدا مُنهكاً، ومُشتت الفكر ومتضارب في سياساته، وبالتالي عدا أخرقاً وأهوجاً، كونه صار عجوزاً ومحدودباً ظهره وآيلاُ جسده للفناء بعدما طعنته العُفونة. وبغض النظر، وسواءً أكان بعض قادة الدول الغربية حُلفاءً أو مُنَاصَرين أو أصدقاءً أو مُحِبِّين للصهيونية وللطفل المُدَلَل غربياَ – “إسرائيل” الاستعمارية – الاقتلاعية.. إلا إن مصالح الغرب السياسي والأيديولوجي الدهرية، وأهداف الصهيونية التوسعية تستوجب منهم، ورغماً عنهم، مواصلة طريقهم الاستعماري برغم خرفِهم، وبغض النظر عن أن اليهودية – الصهيونية “تعَصُرَهُمُ” عَصْرِاً، تماماً كما يتم عصر حبة برتقال يتم تقديم عصيرها لمارِق طريق يرتدي أردية بالية ومُتَّسِخةٍ، وذات روائح نتنة، بل وغاية في النتانة، تشي بنهايته المادية والروحية في “جي هنوم”!!!
…
مقتطفات من الكتاب:
… إن أية خطوة خاطئة مسيئة أخرى في توجيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة في هذا الوقت، سوف تُقرّر نهائياً قدر الولايات المتحدة الى الأبد، ستُصدّق على صكّ هلاكها، فإما الى الجحيم أو الطوفان.
… هكذا سأل بولس المشككين من مستمعيه في غلاطيه Galatians وهو يخلّد سؤاله المعلن في اعترافه ضمن “رسالة بولس الرسول الى أهل غلاطيه” – الاصحاح الرابع، فقرة 16 – من ذلك التراث الكنسي التقليدي الموجود في “العهد الجديد”. في هذه الرسالة يُناشد بولس الرسول أتباعه الجدد الايمان بأن الحقيقة هي المعرفة، وأن المعرفة هي مجموعة وقائع وأحداث، وأن الحكمة هي في استعمال المعرفة. وبوحي ايمان بولس بالقوة الدينية للحقيقة، فإنّا نقدّم وقائع هذه الدراسة الى مسيحيي الولايات المتحدة الأمريكية، راجين أن تُضاف هذه المعرفة الى حكمتهم الحالية، مما سيضمن انتصار الولايات المتحدة في الحرب غير الشرعية العنيفة التي تخوضها الآن بصمت ضد عدو غير منظور، تمهيداً لإثارة حرب عالمية ثالثة، سوف تُضحّي الولايات المتحدة مرة أخرى، بأكثر من تضحيات سائر الدول، كما حدث في الحربين العالميتين السابقتين.
… إن أية خطوة خاطئة مسيئة أخرى في توجيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة في هذا الوقت، سوف تُقرّر نهائياً قدر الولايات المتحدة الى الأبد، ستُصدّق على صكّ هلاكها، فإما الى الجحيم أو الطوفان.
وأية خطوة خاطئة أخرى في توجيه دفة السياسة الخارجية الأميركية، في هذا الوقت، ستُثبّت مرحلة أخرى في التوجيه الظالم الخاطئ الذي يستحيل الرجوع عنه.
… إن دم هذا الجيل الذي أهرق، ودماء الأجيال القادمة التي لا تعدّ ولا تحصى، لن يكون بمقدورها أن تمحو عن صفحات التاريخ الأمريكي السوداء، تحميل الأجيال التي لم تولد بعد اوزار ظلم السياسة الأميركية الخارجية، ولا تبرئة حكام الولايات المتحدة من آثام ازهاق الأرواح البريئة والدمار الذي ستُخلّفه الحرب العالمية الثالثة، نتيجة خطوة خاطئة مسيئة في توجيه دفّة السياسة الأميركية الخارجية، هذه السياسة التي ستخفق دائماً إذا ما استمرت في سيرها المضطرب المتداعي، الذي يتحسّس الأمور في ارتباك ولغير ما هدف.
… ضريبة الموت الهائلة وتدمير أميركا المطلق نتيجة حرب عالمية ثالثة، يصعقان الخيال لمجرد التفكير بجائحة هذه الفاجعة. ويعجز الخيال الانساني تماماً عن تصوّر الخسائر المروّعة في الأرواح والمنجزات والممتلكات، التي ستُفجع بها الولايات المتحدة بتورّطها في حرب عالمية ثالثة. ولا تستطيع الولايات المتحدة الأميركية أن تتجاهل، وفقاً لما يمليه عليها الضمير الحي، شعوباً أخرى معرّضة كذلك لتهديد الخطر نفسه، في مناطق أخرى من العالم. إن هذا، في الواقع، يشلّ طاقة التخيّل في تصوّر أبعاد الحروب التي تستخدم فيها القنبلة الهيدروجينية المقذوفة بواسطة الصواريخ.
… لقد استطاع اسلوب “الكذبة الكبرى” للاحتيال المروّع الذي لم يعرف كل تاريخ البشرية مثيلاً له، أن يغسل أدمغة مسيحيي الولايات المتحدة الأميركية، ليغرز فيها كذبة إن من يدعون “يهودا” في كل مكان من عالم اليوم، هم، من الناحية التاريخية، يتحدرون ممن يُسمّى “الشعب المختار” لـ “الأرض المقدسة” في تاريخ “العهد القديم”. لكن أرفع المراجع والمستندات العلمية الخاصة بهذا الموضوع، تؤكد على حقيقة موضوعية مدركة على الوجه الأفضل، وهي أن من يزعمون أنفسهم “يهوداً” في كل مكان من عالم اليوم، ليسوا، من الوجهة التاريخية الصحيحة، من سلالة الذين عرفوا بـ “يهود الأرض المقدسة” في تاريخ “العهد القديم”. علاوة على ذلك، فإن أصحاب هذه المراجع والمستندات يلمسون بأن الولايات المتحدة الأميركية معلقة تحت مشنقة نشوب حرب عالمية ثالثة، نتيجة سيادة أسلوب “الكذبة الكبرى” للاحتيال المروع الذي لم يعرف تاريخ البشرية مثيلاً له، هذا الأسلوب هو المسؤول عن الخوف المثير الشامل الذي يزيد في شكوك الدول الصغيرة إزاء سياسة الولايات المتحدة الخارجية.
… إن وسائل الإعلام العامة مستمرة في غسل أدمغة مسيحيي الولايات المتحدة الأميركية، مدّعية أن من يزعمون أنفسهم “يهوداً” في كل مكان من عالم اليوم هم، من وجهة نظر الحقيقة التاريخية، يتحدرون ممن عرفوا بـ “يهود الأرض المقدسة” في تاريخ “العهد القديم”. لقد غسلت أدمغة مسيحيي الولايات المتحدة، من قبل هؤلاء الذين يزعمون أنفسهم “يهوداً”، من حقيقة أن هؤلاء المزعومين “يهوداً” هم تاريخياً من سلالة الخزر . . كما شارك في عملية غسل الأدمغة هذه عبيدُ من يزعمون أنفسهم “يهوداً” من المسيحيين، أولئك الذين يؤلفون أدواتهم السرية المستذلّة، ممن سبق أن غُسلت أدمغتهم أيضاً قبل سنوات عدة، عن طريق الخداع المروّع الذي لم يعرف تاريخ البشرية المدون مثيلاً له، تضليلاً لإيمان المسيحيين. . .
… يمتلك من يزعمون أنفسهم “يهوداً” اليوم، والذين تعود سلالة نسبهم التاريخية – باستثناء القلة النادرة منهم – الى الخزر . . . يمتلكون أجهزة الاعلام العامة في الولايات المتحدة الأميركية، ويتحكّمون بها، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بواسطة المعونات المالية. وتقوم هذه الأجهزة بتكوين البُنية العقلية للشعب الأميركي في كل القضايا المهمة، وتحول دون إدراك هذا الشعب للحقائق. وتشتمل أجهزة الإعلام العامة في الولايات المتحدة على الصحف، التلفزيون، الإذاعة، المجلات، أفلام السينما، الكتب، المسارح، وكثير مما له تأثير ونفوذ في التسلّط على الرأي العام.
… إن ما تفضحه أصول 327 مرجعاً ودراسة من الحقائق عن الخزر، التي تضمّها مكتبة نيويورك العامة، وغيرها من المراجع والدراسات الموجودة في المكتبات الأخرى الرئيسية العامة والخاصة . . . – أقول إن ما تفضحه كل هذه المراجع والدراسات، مُختصر في “الموسوعة اليهودية” طبعة 1903، الموجودة في مكتبة نيويورك العامة (المجلد الرابع ص 1-5). والمجال هنا محدد لا يتيح لنا غير اقتباس الفقرات القليلة التالية:
“… الخزر: شعب تركي الأصل، تمتزج حياته وتاريخه بالبداية الأولى لتاريخ يهود روسيا .. . أكرهته القبائل البدوية في السهول من جهة، ودفعه توقه الى السلب والانتقام من جهة أخرى. . . على توطيد أسس مملكة الخزر في معظم أجزاء روسيا الجنوبية، قبل قيام الفارانجيين (سنة 855م) بتأسيس الملكية الروسية.. . في هذا الوقت (855م) كانت مملكة الخزر في أوج قوتها تخوض غمار حروب دائمة. .وعند نهاية القرن الثامن.. تحوّل ملك الخزر ونبلاؤه وعدد كبير من شعبه الوثنيين الى الديانة اليهودية.. . كان عدد السكان اليهود ضخماً في جميع أنحاء مقاطعة الخزر، خلال الفترة الواقعة بين القرن السابع والقرن العاشر.. . بدا عند حوالي القرن التاسع، أن جميع الخزر أصبحوا يهوداً، وأنهم اعتنقوا اليهودية قبل وقت قصير فقط”.
… المؤرخ الفذ البروفسور هـ. غراتيز، الذي يزعم نفسه “يهودياً”، وهو المتحدر تاريخياً من السلالة الخزرية، ألّف كتاباً ممتازاً عن “تاريخ الخزر”، الذي يُعتبر أعظم مرجع تاريخي عن موضوع الخزر، نشرته سنة 1894 “جمعية النشر اليهودية” في فلادلفيا. كتب البروفسور غرايتز بتفصيل وافر عن الخزر في كتابه هذا “تاريخ الخزر”. وهو أول خبير عالمي بشؤون تاريخ الخزر، بدءاً من القرن الأول قبل الميلاد، مع دخولهم الى أوروبا.
… قبل الهجرة الكبرى لمن يزعمون أنفسهم “يهوداً”، المتحدرين تاريخياً من سلالة الخزر، من مملكة الخزر الى أوروبا الغربية، حينما أجلاهم الغزو الروسي عن الشمال. .. كان الأوروبيون الغربيون يجهلون تماماً أن الخزر قد تحوّلوا عن وثنيتهم ليسمّوا أنفسهم “يهوداً”. كشف النقاب عن هذه الحقائق بدقة تامة كتاب البروفسور غرايتز “تاريخ الخزر”، الذي نقتطف منه المقطع الموجز التالي، حسبما يسمح لنا المجال:
“… قد تكون الظروف التي اعتنق في ظلها الخزر اليهودية زُخرفت بخرافة، لكن الحقيقة ذاتها قد أثبتت على نحو واضح من جميع الأطراف لتحول دون أي شك حول واقعها وصحتها.. اليهود العقلاء الذين أُغووا نظّموا حياة مستقرة. . وكرروا كلماتهم السابقة ذاتها.. أنشأوا معابد ومدارس يهودية.. لتدريس الوصايا.. في “الكتاب المقدس” و “التلمود” .. احدثوا طرازاً من الخدمة الدينية على غرار المنظمات القديمة.. ووفقاً للقانون الأساسي للدولة، فإن للحكام اليهود وحدهم الحق في اعتلاء العرش (عرش مملكة الخزر).. وظل يهود الدول الأخرى، لبعض الوقت، لا يعرفون بتحوّل هذه المملكة الكبرى الى اليهودية، وأخيراً، حين انتشرت إشاعة غامضة عن هذا الواقع وامتدت الى أسماع يهود العالم، اعتقد هؤلاء أن خازاريا – أي مملكة الخزر – كانت آهلة ببقية القبائل العشر السالفة”.
… ظهرت كلمة “يهودي JEW” الإنكليزية للمرة الأولى في القرن الثامن عشر الميلادي كمرادف انكليزي لكلمة “ايوداس Iudaeus” اللاتينية، وكلمة “ايوودايوس Ioudaios” اليونانية. وهاتان الكلمتان: “ايوداس” اللاتينية و “ايوودايوس” اليونانية، تعنيان بالانكليزية “جوديان Judean”، لكن “جوديان” هذه يُراد بها المعنى الجغرافي، نسبة الى “جوديا Judea”بمفهومها الجغرافي أيضاً، أي وطن المسيح خلال مدة حياته في الشرق الأوسط، المنطقة المعروفة بهذا الاسم في عهد الامبراطورية الرومانية. كلمتا “ايوداس” اللاتينية و “ايوودايوس” اليونانية، كانتا تعنيان “جوديان” الصفة الوطنية لوحدها بمفهومها الجغرافي، لا “جوديان” بأي مفهوم ديني أو عرقي، مهما ارتبط الذهن بأي مفهوم آخر خاطئ لكلمة “جوديان”.
… ظهرت كلمة “يهودي JEW” الانكليزية في القرن الثامن عشر الميلادي لأول مرة في ترجمة “العهدين القديم والجديد” الى الانكليزية. الانكليزي ويكليف Wiclif كان أول من ترجم “العهدين القديم والجديد” الى الانكليزية في سنة 1380م. وفي ترجمة ويكليف التاريخية هذه، ظهرت كلمة “ايو iew” حيثما تظهر الآن كلمة “يهودي Jew” في ترجمة “العهدين القديم والجديد” الى الانكليزية، بعد القرن الثامن عشر الميلادي. استعمل ويكليف في القرن الرابع عشر الميلادي “ايو iew” مرادفاً إنكليزياً قصيراً محرفاً وموجزاً للكلمة اللاتينية “ايوداس Iudaeus” وللكلمة اليونانية “ايوودايوس Ioudaios”، حيثما ظهرت كلمة “ايوداس” في نص الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس المعتمدة عند الكنيسة الكاثوليكية رسمياً، وحيثما ظهرت كلمة “ايوودايوس” في الأصل اليوناني لترجمة التوراة السبعونية (ترجمة يونانية لـ “العهد القديم” قام بها 72 عالماً يهودياً في 72 يوماً). وقد قام ويكليف بترجمته الأولى الشهيرة الى الانكليزية عن هذين النصين المذكورين.
… من السخيف المضحك أن نتوقّع من شخص تعلّم التكلّم بالانكليزية فقط، القدرة على تلفّظ كلمة “ايوداس Iudaeus” اللاتينية وكلمة “ايوودايوس Ioudaios” اليونانية، باللغة الإنكليزية الملفوظة، محاولاً أن يحذو حذو التهجئة اللاتينية لكلمة “ايوداس Iudaeus” والتهجئة اليونانية لكلمة “ايوودايوس Ioudaios”. ولقد نشأت الحاجة الى مرادف انكليزي قصير محرّف (لفظياً) وموجز لهاتين الكلمتين، اللاتينية واليونانية، يستطيع التلفّظ به، بالتهجئة الانكليزية، أيّ شخص تعلّم فقط التكلّم بالانكليزية، وذلك في سنة 1380م، من أجل ترجمة ويكليف لـ “العهدين القديم والجديد” الى الانكليزية. اختار ويكليف كلمة “ايو iew” لهذه الغاية. وبالاسلوب ذاته هذا صيغ بالانكليزية عدد لا يحصى من المرادفات القصيرة والمحرّفة والموجزة لكلمات أجنبية، من المتعذّر لفظها بالتهجئة الصوتية الانكليزية، على من تعلّموا فقط التكلّم بالانكليزية، تبعاً للتهجئة الاجنبية.
… في وقت مبكّر من القرن الثالث عشر الميلادي، ابتُكر المرادف الانكليزي القصير والمحرّف والموجز لكلمتي “ايوداس Iudaeus” اللاتينية و “ايوودايوس Iodaios” اليونانية، وذلك بأن أُخذت المقاطع اللفظية الصوتية القصيرة الأولى من كلمتي “ايوداس Iudaeus” و “ايوودايوس Iudaios”: حرفا IU من كلمة “Iudaeus” وأحرف IOU من كلمة “Ioudaios”. والحقيقة أن حرفي IU من Iudaeus وأحرف IOU من Ioudaios تُلفظ باللاتينية واليونانية على نحو متشابه صحيح تقريباً لكلمة هيو Hew الانكليزية. طريقة التلفّظ الصوتي الانكليزية لكلمة هيو Hew، تُصوّت كطريقة التلفّظ الصوتي لأي مرادف انكليزي قصير وموجز لكلمتي “ايوداس” و”ايوودايوس”، التي ابتُكرت في الخمسمائة سنة التالية، وكل منها عنى “جوديان Judean”، بالمفهوم الجغرافي فقط من كلمتي “ايوداس” و “ايوودايوس” اللاتينية واليونانية، التي تعني “جوديا Judea” بالانكليزية، وبالمفاهيم الجغرافية، على نحو كامل، لِما يُدعى “الشرق الأوسط”، المنطقة التي عُرفت بهذا الاسم في عهد الامبراطورية الرومانية، بدون أية ترجمة تفسيرية أخرى.
ـ يتبع.