الملك.. وغزة.. ودعم الأَشقاء
اجنادين نيوز / ANN
الأكاديمي مروان سوداح.
منذ بداية العدوان الصهيوني الإبادي والوحشي على أهلنا الصامدين في قطاع غزة، وجَّه جلالة الملك عبدالله الثاني بإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة للمواطنين الفلسطينيين في هذا القطاع، إذ تم الإتفاق الأُردني مع السلطات المصرية من أجل تسهيل توجّه قوافل هذه المساعدات الأُردنية من خلال الأراضي المصرية بالذات لعوامل عديدة، منها ضمان حماية قوافل المساعدات بقوى الجانب المصري، وسرعة تسليمها لمُستحقيها من الفلسطينيين، وقد نجحت كل تلك الجهود الثُنائية بعدما تم التنسيق الكامل والمُسبق بين الجانبين الأُردني والمصري، في سبيل أن تسلك القوافل الأُردنية إلى القطاع المُحَاصَر بسهولةٍ ويُسر وآمان، وذلك عن طريق مَعبر رفح الذي ما توقف يعاني إلى هذه اللحظة من قصف صهيوني مكثف ومتواصل، برغم شجب المجتمع الدولي لهذا القصف وللسياسة الإسرائيلية التي ما توقفت ترفع الشعار النازي الذي رفعه “هتلر – شيكل غروبر”، ألا وهو “القضاء على شعب فلسطين”، و “الاستيلاء على فلسطين بالكامل”، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية متقدمة لتل أبيب، ولعددٍ من العواصم الغربية!
وفي عملية مُشَابِهة وموازية، وجَّهَ جلالة الملك أيضاً بتحديد الاحتياجات المطلوبة للفلسطينيين في “الضفة الغربية” أيضاً، وتوفيرها لهم بالسرعة الممكنة ودون أيِّ إبطاء، تطلعاً من جلالته مشكوراً، إلى ضمان مواصَلة صمودهم بوجه الهجمة الصهيونية – الاقتلاعية، التي أخذت بالاتساع دون أي لجم دولي لها، ودون استنكار أي دولة من الدول الكُبرى للمجازر اليومية التي ترتكبها الصهيونية التي تَكَشَّفَ بما لا يَدع مجالاً للشك، أن معظم هذه الدول الكُبرى تُنَاصِر الاحتلال والصهيونية، ولا تشجب عملية إبادة شعب فلسطين وسلبه حقوقه المشروعة، وهو ما عرَّى هذه الأنظمة الرجعية أمام كل العالم، لتترسخ وتتعاظم في شعوب الكون مشاعر وفعاليات الغضب عليها واستنكارها، وصولاً إلى تعرية تلك الأنظمة من أوراق التوت التي حاولت التخفي خلفها، وفي العتمة البرانية، وما تَمَكَّنت للآن من ذلك.
لقد لاحظ العالم أجمع أن المساعدات الأُردنية المُوَزَّعَة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، تميزت بكونها الأُولى من نوعها، والأُولى في سرعة شحنها لفلسطين، والأُولى كذلك في سرعة تنظيم تسليمها للشعب الفلسطيني المُعَذَّب، فمنذ أوائل الحرب الصهيونية التي يشَنَّها أشياع وحُرَّاس “جي هنوم” على شعب فلسطين؛ بغية تشريده ووصولاً كما يُخطِطُون منذ عشرات السنين إمبريالياً وصهيونياً ورجعياً لإبادته؛ وصلت المساعدات لشعب فلسطين من الأُردن سريعاً وفي خضم أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة أبكت العالم أجمع، وبدأ توزيعها في مواجهة فرض الكيان الصهيوني حصاراً كاملاً على هذا القطاع، ضمنه قصف العدو للمخابز، والمحال التجارية، والمؤسسات التي تختص بالغذاء والدواء، وقطع إمدادات الطاقة والمياه والأغذية عن شعب غزة المُعَذَّب، الذي تَعَرَّض، وما يزال حتى هذه اللحظة يتعرض للعدوان والغارات الإسرائيلية النازية والفاشية الشكل والمضمون، زالشديدة التدمير له ولكل حياةٍ ومرافىء في القطاع المُحَاصَر للآن.
في العمليات الأُردنية الإنسانية الشكل والمضمون لنصرة شعب غزة، بتوجيهات جلالة مليكنا المُفدى والانسان الانسان عبدالله الثاني، سارع الأُردن الملكي؛ وذلك بعد أن تم قطع الكهرباء والغذاء والوقود والمياه عن القطاع، إلى دعم غزة، دون أي خشية من جانبه مِمِّا حذرت منه القناة 12 الإِسرائيلية، بأن تل أبيب “وجهت تحذيراً إلى السلطات المصرية بأنه “إذا أَدخلت إمدادات إغاثية إلى قطاع غزة فسيتم قصف الشاحنات”!
سيبقى الأُردن عَصِيَّاً على أشياع جهنم مهما بذلوا من جهد ضد وطننا الحبيب، وقائده الفذ عبدالله الثاني المُعَظَّم، مِمَّن يَسكنون أبدياً في لهيبها الشنيع، فلا مستقبل لهم لا في السماء، ولا على هذه الأُرض الفلسطينية، ولا على أي أرض عربية أُخرى.
ـ يتبع..