الشهيد عز الدين سليم يخوض حوارا امميا لنيل استحقاقات الانسان العراقي
اجنادين نيوز / ANN
بقلم / سلام الفياض
تمر علينا ذكرى اليمة ومهمة في ذات الوقت وهي مناسبة استشهاد المفكر الاسلامي ورئيس مجلس الحكم عز الدين سليم ( عبدالزهراء عثمان ) للذكرى السابعة عشر لحادث اغتياله من قبل الارهاب هو ورفاقه البررة في عام 2004
عز الدين سليم الذي انتمى الى الحركة الاسلامية في العراق في ستينات القرن الماضي حتى واجه اشد مضايقات النظام البعثي فترة سبعينات القرن الماضي الى ان هاجر خارج البلاد وعاد بعد انهيار نظام صدام عام 2003 حاملا فكرا سياسيا ينسجم مع طبيعة النظام السياسي في العراق مستخلص من واقع المجتمع العراقي في طبيعة التكاتف المكوناتي من الاديان والمذاهب والاعراق بناءا على تجربة ناجحة لبعض الشعوب والامم وكيفية التعايش السلمي بين ابناء البلد الواحد بتنوع الثقافات والتوجهات في اطروحة جديدة اسماها (حكومة الانسان) اي انها تعطي مفهوما سياسيا في الحكم وفق نظام الاستحقاق الانساني وتحقيق العدالة الانسانية ورفع كل مايميز المواطن عن غيره بمستوى او فكر او انتماء معين
الفكرة هذه طرحها الشهيد عز الدين سليم في مرحلة مابعد انهيار نظام شمولي والتطلع نحو حكم ديمقراطي والانفتاح على العالم الخارجي هذه المرحلة كانت متعثرة على نحو فوضى عارمة في كل شي وانتهاز الفرص للاستحواذ السياسي والاقتصادي والاجتماعي وسحب بساط الزعامة لكل طرف سياسي مشارك في العملية السياسية لجانبه
في ظل هذه الاجواء وان الشهيد عز الدين سليم الشخصية البصرية الوحيدة الذي كان ضمن اعلى سلطة تحكم البلاد مابعد صدام بل شغل منصب رئيس مجلس الحكم قبل استهدافه وهو منشغل مع مبعوث الامم المتحدة الخاص في العراق الاخضر الابراهيمي لوضع المسار الصحيح لتشكيل حكومة ترضي جميع الاطراف صدحت كلمة المبعوث الاممي بين الاروقة السياسية والدولية وقتذاك لوصف عز الدين سليم من خلال لقاءاته المتكررة ( ان هذا الرجل يسحرني بطرحه السياسي) اي انه لم يستطع ان يقنع عز الدين سليم بما يريد بل حصل العكس
هنا يطرق جرس الانذار لبروز شخصية عراقية بصرية مفكرة قادرة على ادارة الحوار العراقي الاممي نيابة عن العراق لتحديد مصير البلاد بتشكيل حكومة مؤقتة لادارة البلاد والنتيجة ان عز الدين سليم يسحر الاممي الاخضر الابراهيمي اي اقنعه بما يريد
معادلة صعبة بين وجود عز الدين سليم في ادارة الحوار وتحديد شكل الحكومة وبين مايطرحه الشهيد الراحل عن فكرة حكومة الانسان بعيدة عن مسميات دينية وعرقية متحاصصة سياسيا تعتمد معايير القيم المبدئية للانسان لتعطي قيمة الانسان كحاكم او محكوم او نظام او مواطن
لم يبقى خيار إمّا الاصرار على اقامة نظام وفق القيمة الانسانية واستحقاقاتها المبدئية واما نسف كل ماطرح في هذا الامر فكان الخيار الثاني هو الاقرب في ظل الفوضى والانفلات الامني لتحقيق غايات دولية تتحكم بالقرارات لتجعل من العراق بلدا تسوده الفوضى وعدم الاستقرار هذه الغايات حركت ادواتها الارهابية لاستهداف الشهيد عز الدين سليم بتفجير مروع راح ضحيته هو ومن معه من رفاقه الشهداء في السابع عشر من ايار لعام 2004
رحم الله الشهيد عز الدين سليم ورحم شهداء العراق
ونستمد من هذا الفكر التطلع الى اقامة نظام سياسي خاضع للقيم الانسانية لنيل استحقاق المجتمع ومنحه حياة كريمة تسوده العدالة الاجتماعية بعيدا عن التحاصص والفساد السياسي