مبادرة التنمية العالمية، مبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية: ثلاث مبادرات صينية لحل المشاكل العالمية
اجنادين نيوز / ANN
جريدة الشعب الصينية
إن الانتعاش الاقتصادي العالمي هش وضعيف، كما أن مختلف التحديات الأمنية آخذة في الظهور الواحدة تلو الأخرى، ولا يزال هناك سوء فهم وقطيعة بل وصراعات بين الحضارات، وأوجه القصور في السلام والتنمية والأمن والحوكمة آخذة أيضا في الازدياد. وللعمل على تعزيز تنمية المجتمع البشري وتقدمه، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في السنوات الأخيرة مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وساهم بالحكمة والحلول الصينية في تحسين الحوكمة العالمية والاستجابة للتغيرات العالمية، وحل المشكلات البشرية، وتقديم التوجيه الاستراتيجي لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.
إن السلام والاستقرار والوفرة المادية والازدهار الروحي هي المساعي الأساسية لتنمية المجتمع البشري. والتنمية هي الأساس المادي للأمن والحضارة، والأمن هو الشرط الأساسي للتنمية والحضارة، والحضارة هي الركيزة الروحية للتنمية والأمن. وقد طرح الرئيس شي جين بينغ المبادرات الثلاث المذكورة أعلاه والتي تشير إلى اتجاه المجتمع البشري من أبعادها الثلاثة والمتعلقة بالتنمية والأمن والحضارة، والتي تكمل بعضها البعض، وقد حظيت بتوافق واسع في الآراء وصارت عامل قوة في المجتمع الدولي لتعزيز التعاون ومواجهة التحديات وخلق مستقبل أفضل.
تلتزم مبادرة التنمية العالمية بتعزيز المجتمع الدولي لخلق نمط إنمائي مشترك من التوازن الشامل والشمولية المنسقة، والتعاون المربح للجميع والازدهار المشترك، والعمل معا لبناء مجتمع إنمائي عالمي. وقد دعم أكثر من 100 بلد ومنظمة دولية هذه المبادرة، وانضم إليها أكثر من 70 بلدا وبالتالي أصبحوا ضمن مجموعة أصدقاء المبادرة، وقد وقع ما يقرب من 30 دولة ومؤسسة دولية مذكرات تفاهم بشأن التعاون مع الصين لتعزيز التآزر المتعمق بين المؤشر العالمي للتنمية واستراتيجيات التنمية الرئيسية للبلدان والمناطق ذات الصلة. تلتزم مبادرة التنمية العالمية بمبدأ إعطاء الأولوية للتنمية وجعل الناس محورا رئيسيا لها، وبما أنها تتميز بالشمولية ومدفوعة بالابتكار وتعمل على التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة وكونها تلتزم بالتوجيهات نحو العمل فهي تتماشى تماما مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وتتماشى بشكل وثيق مع احتياجات سبل العيش الأكثر إلحاحا في البلدان النامية، وتعزز منصات التعاون والشراكات في المجالات الرئيسية مثل الحد من الفقر والأمن الغذائي والتصنيع والاتصال في العصر الرقمي وتعمق التعاون العملي وتعزز تبادل المعرفة الإنمائية من أجل إفادة البلدان النامية. وفي هذا السياق قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد أن تعزيز التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية هو المفتاح لتحقيق الأهداف المشتركة التي حددناها لشعبنا وكوكبنا.
تدعو مبادرة الأمن العالمي إلى التكيف مع المشهد الدولي المعدل بشكل عميق بروح من التضامن ومعالجة مختلف المخاطر والتحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية بعقلية مربحة للجانبين، والتمسك بالحوار بدلا من المواجهة، والشراكة بدلا من التحالف والفوز المشترك بدلا من المحصلة الصفر وذلك من أجل العمل المشترك لبناء مجتمع أمني. وقد تم إصدار وثيقة المفاهيم حول مبادرة الأمن العالمي لشرح المفاهيم والمبادئ الأساسية لها بشكل منهجي وتوضيح اتجاهات التعاون الرئيسية وآليات المنصة، ونجحت الصين في التوسط في المصالحة التاريخية بين المملكة العربية السعودية وإيران، ووضع مثال لدول المنطقة لحل النزاعات والخلافات من خلال الحوار والتشاور وتحقيق حسن الجوار والصداقة، والاستمرار في تعزيز محادثات السلام وتعزيز التسوية السياسية للأزمات بشأن القضايا الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعزيز حوكمة المناخ العالمي، وطرح المبادرة العالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي والتي تساهم في الاستجابة لمختلف التهديدات الأمنية غير التقليدية. حيث إن الإجراءات التي اتخذتها الصين لتنفيذ هذه المبادرة حازمة وقوية، كما أن جاذبيتها وتأثيرها يتعززان باستمرار. وفي الوقت الحاضر، تحصلت على دعم من أكثر من 100 بلد ومنظمة دولية.
أما مبادرة الحضارة العالمية، فهي تدعو إلى احترام تنوع حضارات العالم، وتعزيز القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وإيلاء أهمية لميراث الحضارات وابتكارها، وتعزيز التبادلات والتعاون بين الشعوب على الصعيد الدولي، وتشجيع التعايش الشامل والتبادلات والتعلم المتبادل بين مختلف الحضارات. إن الصين ليست الدولة التي طرحت مبادرة الحضارة العالمية فحسب، ولكنها تنفذها بشكل نشط للغاية. وقد جمع الحوار رفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية قادة أكثر من 500 حزب سياسي ومنظمة سياسية من أكثر من 150 دولة حول العالم، وتبادلوا بنشاط الخبرات في مجال التحديث وبناء الثقة والتوافق بشأن تعزيز التعاون وخلق مستقبل أفضل، لقد كانت الأشكال المختلفة للدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الحضرية والأنشطة العامة المرتبطة بها رائعة وذلك من أجل تعزيز التفاهم المتبادل والتعارف بين الشعوب من مختلف البلدان. كما أن التبادلات الثقافية والسياحية على طول الحزام والطريق مليئة بالحيوية، فقد تم إنشاء مسارح ومتاحف ومهرجانات للفنون ومكتبات ورابطات وغيرها والتي ترتبط كلها بالحزام والطريق. وقد تعاونت الصين مع جميع الأطراف لتنفيذ مبادرة الحضارة العالمية، متجاوزة بذلك القطيعة والصدام والتفوق للحضارات من خلال تعزيز التبادلات بينها البين، وضخت طاقة إيجابية قوية في بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.
لقد ترسخت مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، مما دفع المجتمع البشري في الاتجاه الصحيح للتنمية المشتركة، والسلام والاستقرار الطويل الأجل، والتعلم المتبادل بين الحضارات. واستشرافا للمستقبل، ستواصل الصين العمل مع جميع الأطراف من أجل التنفيذ الفعال لهذه المبادرات العالمية الثلاث، حتى ترفرف الراية المجيدة لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية عاليا.