شركة BYD المارد الصيني الذي أبهر العالم

اجنادين نيوز / ANN

بقلم: الكاتب احمد محمد،

 

عضو في الفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين .

في بادى الأمر تأسّست الشركة الصينية عام 1995, كجزء من شركة لصناعة البطّاريات القابلة لإعادة الشّحن تحمل الاسم ذاته وبسبب النجاح اللافت الذي حققته في تلك الصناعة، دفعت الشركة منذ عام 2003, لتنويع أعمالها لتشمل مجال صناعة “السّيّارات .
إذ قبل سنين ليس بالكثيرة، كان مسؤولي شركة BYD يشعرون بالقلق من أنها قد لا تتمكن من الاستمرار والتطور بسبب صعوبة منافسة السيارات الكورية و اليابانية والغربية، وايضا لضعف خبرتها في هذا القطاع .
لكن هذه المخاوف لم تمنع الشركة في المحاولة وعرض سياراتها في السوق الداخلي والخارجي وبشكل تدريجي أصبحت الشركة يصبح لها صدى داخليا وسوق خارجي.
وفي عام 2011 وفي مقابلة تلفزيونية مع إيلون موسك رئيس شركة تسلا عندما سُئله المذيع عن امكانية ان تنافسه شركة BYD ، في ذلك الوقت، كانت تسلا لا تزال شركة متزعمه قطاع السيارات الكهربائية، ضحك ماسك في امكانية ان تكون منافسه له .
اليوم، ربما يندم ماسك على رده فعله إذ استطاعت الشركة الصينية تجاوز العلامات التجارية المشهورة مثل مرسيدس وبي إم دبليو والخ ,وتستعد شركة صناعة السيارات “BYD” لتجاوز شركة “تسلا” باعتبارها الشركة الرائدة عالمياً الجديدة في مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل، وترسيخ مكانتها بين أفضل لاعبي الصناعة حول العالم.
وهو إنجاز يُسلط الضوء على الهيمنة المتزايدة للسيارات الكهربائية التي ركزت بي واي دي على إنتاجها في السنوات الأخيرة في سوق السيارات العالمية.
واضافة للإنتاج السيارات ، تنتج الشركة أيضًا الجزء الاهم من هذه المركبات وهي البطاريات ومعدات البنية التحتية داخليا وليس من خلال الاستيراد ،إذ ان مسؤولين مصممين على جعل الشركة تصنع الأجزاء الأكثر أهمية والأكثر تكلفة في سياراتها تجنبا لتضييق من قبل الدول الغربية وحظر هذه الادوات مستقبلا .
ويمكن أن يعزز سبب ازدهار و صعود BYD حسب ما سمعت عندما كنت في الصين في زيارة رسمية إلى الشركة ان السبب هو تركيز الحكومة الصين القوي الى الطاقة النظيفة و الترويج للسيارات الكهربائية لتقليل من الاحتباس الحراري .
فقد رأى المسؤولون أن التحول بعيدًا عن سيارات الاحتراق الداخلي يمثل فرصة لا تتكررفي الجيل الحالي للشركات الصينية للقفز على شركات صناعة السيارات الأجنبية.
وفي سبيل ذلك فقد نفذت الحكومة الصينية العديد من الحوافز والإعانات واللوائح التنظيمية والتسهيلات لتسجيل السيارات التي تعمل بالبطاريات التي شجعت المستهلكين على الانتقال من السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين إلى السيارات الكهربائية ،وايضا تقديم الإعفاءات الضريبية للشركة ففي عام 2021، تلقت الشركة (820 مليون دولار) من الإعانات الحكومية أكثر من أرباحها في ذلك العام. وفي عام 2022، تلقت الشركة ما يقرب من ضعف المبلغ المذكور .
كما بدأت الشركة في تحقيق نجاحات أكبر في الخارج من خلال استراتيجيتها الخاصة بالحافلات وسيارات الأجرة ، إذ قامت بتزويد اكثر من 60 ألف حافلة كهربائية حول العالم، ما جعلها أكبر شركة مصنعة للحافلات الكهربائية في العالم، بعدما صدّرتها إلى أوروبا واليابان والهند ودول جنوب شرق آسيا .
كما عززت وجودها في روسيا، حيث انسحبت شركات صناعة السيارات الاجنبية بعد حرب موسكو مع أوكرانيا مستفيدة من انسحاب السوق الغريي.
وان نجاحات الشركة الصينية لفتت أنظار عمالقة صناعة السيارات، فأقامت “بي واي دي” شراكات متعددة مع أهم الشركات العالمية وأكبرها، من بينها “تويوتا”.
اتفقت الشركتان في العام 2019 على شراكة في مجال السيارات الكهربائية والبطاريات، تنصّ على تطوير سيارات السيدان والدفع الرباعي بشكلٍ مشترك، على أن يتم بيعها تحت علامة تويوتا التجارية في الأسواق الصينية.
بدورها مدّت شركة “ديملر” الألمانية لصناعة السيارات يدها للتعاون مع “بي واي دي”، وهي المالكة للعلامة التجارية الشهيرة “مرسيدس بينز”. وتعاونت الشركتان على إطلاق علامة تجارية للسيارات الكهربائية خصيصاً، أُطلق عليها اسم “دينزا ،وغيرها من الشركات الأخرى التي طلبت التعاون مع BYD أيضا (1).
وهذه إشارة واضحة إلى أن حقبة جديدة قد بدأت حيث يزدهر سوق السيارات العالمي بسرعة بالسيارات الصينية الصنع.

ورغم أن هذه الاتجاهات تبشر بالخير، فإن التحديات لا تزال قائمة بسبب تتزايد التوترات بين بكين مع العديد من البلدان الاجنبية والولايات المتحدة الأمريكية و فرض الرسوم الجمركية بشكل مستمر.

 

المصادر
1.عربي بوست

زر الذهاب إلى الأعلى