علي الستراوي يفتح قلبه ويتحدث : قد اكون قاسٍ على قصيدتي العامية مقابل قصيدتي بالفصحى!
اجنادين نيوز / ANN
مع الشاعر والإعلامي البحريني علي الستراوي الذي حاورنا، فكان متعاوناً بروح بسيطة غلبت عليها روح الحديث الفاعل في مجالات الأدب .
وبين الشعر والإعلام كانت الرسائل التي تحدث عنها الستراوي هي الرسائل الأصلب في حكايته للشعر وانتمائه الإعلامي، ودون تكلف كان لنا هذا الحوار الذي بدأناه :
حاوره – رضا الستراوي – طالب إعلام بجامعة البحرين
1-علي الستراوي يعد ضمن الجيل الرابع لشعراء البحرين المعاصرين ,فمن أين نبدأ في قراء التجربة لديك ؟
ج- 1- أعتقد إن أي تجربة كانت لابد لها من إنطلاقة أولى ترتبط بصاحبها كان هذا في الأدب أو في أي مجال حياتي آخر .
وبالنسبة لي كانت القصيدة العامية أول تعلقي بالشعر عن طريق تغيير الكلمات المغناة إلى منلوج ضاحك وكانت الكتابة بالشعر العامي هي أول تلك الخطوات
التي قادتني نحو كتابة الشعر .
2-نفهم من حديثك أنك أول مابدأت كتابة الشعر كانت قصيدتك العامية؟
ج2- بالضبط هذا ما اردت أن أوضحه قبل أن نتوسع في الحوار وتكون لديك معلومة واضحة حول أول خطاوتي التي قادتني نحو كتابة الشعر .
3- فهل لنا ان نقول أن الشاعر والأعلامي علي الستراوي تعرف على الشعر من بوابة التراث ، وهل طبعت لك ديوانا بالشعر العامي ؟
ج3- لا أخفيك سراً أن ما كتبته في الشعر العامي ظل حبيس الأدراج رغم أني جمعت ما كتبته مؤرخاً بالسنوات مبتدياً من العام 1972 حتى الأعوام الحالية من الألفية الجديدة فآخر مجموعة مؤرخة في العام 2021 تحت عنوان (سُفن عبد الله ) لأني لم انقطع عن كتابة القصيدة العامية بجانب كتابتي للشعر الفصيح .
4- لماذا كل هذا التأخير في جمع شعرك العامي في ديوان أو اكثر ؟
ج4- قد اكون قاسٍ على قصيدتي العامية مقابل قصيدتي بالفصحى ،لاعتقادي باهمية اللغة العربية في الشعر العربي وأن أي قصيدة لاتكتب بالفصحى قصيدة قزمة امام القصيدة العربية، ولا اظن ان هذا الإيمان بالنسبة منصفا لي ولا يمكن ان اخرج من ورطة الكتابة للشعر العامي لأنه يلاحقني كظلي .
5- في أي مرحلة عمرية تعرفت على القصيدة العامية وكتبتها ؟
ج5 منذ العاشرة من عمري تعلقت بهذه القصيدة ومن خلال ما كانت تحفظني اياه والدتي رحمها الله والتي تحفظ بعض ما حظته من تراث كتب بالشعر العامي وذلك منذ العام 1971م ولهذا اليوم لم اهجر الكتابة للشعر العامي رغم كل اصداراتي جاءت في القصيدة العربية الفصحى.
6- كتابة القصيدة بالفصحى متى بدأت معك ؟
ج6- بدأت معي مننذ العام 1980ميلادية كانت أول تجاربي في مجال كتابة القصيدة الفصحى.
وكانت البداية مع قراءة تنوع مدارس الشعر في الادب، حيث بدأت اكتب قصيدة البحر الواحد ثم قصيدة التفعيلة وقصيدة الشعر الحر ومع تقدم التجربة وقفت خطواتي مع قصيدة النثر التي رأيت فيها نفسي أكثر حرية ولكني لم انقطع عن كتابة شعر التفعيلة، اكتبه ولا اعتني بنشره .
7- قربنا مع أول اصداراتك وهل أنت مقتنع بأول هذه الاصدارات ؟
ج7-أول اصداراتي كان ديوان بحجم كفة اليد بعنوان المرافئ المتعبة صدر عام 1997للميلاد جمعت فيه كما كنت اعتقد انها تجربة ناضجة، بحيث قطعت شوطا لأكثر من عشرة أعوام اكتب ولا اطبع وكانت هذه التجربة جاءت بمباركة دار الكنوز بلبنان، ثم توالت الاصدارات وكل اصدار حمل تجربة انحاز فيها الشعرعلى أي حديث يعارض الادب.
8- بعد هذا العمر الطويل وفي تجربتك 7اصدارات شعرية وكان آخرها ما تحدثت عنه الصحف عن ديوانك الجديد الصادر حديثا عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع بمصر العربية والمعنون ” ذاكرة الماء “، هل لك ان تقرأ لنا هذا البعد في تجربتك ؟
8-ج-لست مخولأ لقراءة تجربتي لأني اكتب واترك التحليل والقراءة للناقد ، فهو الأقدر على قراءة أي تجربة وتحليلها حسب منظوره النقدي الأكاديمي .
9- لنبتعد قليلا عن الشعر ونتحدث عن تجربتك في الإعلام ؟
ج- تجربتي في سلك الصحافة والإعلام كانت بالنسبة لي حلم، بدأت بكتابة بعض المقالات مع بعض الجرائد محليا وخليجيا وبتشجيع بعض المحبين من الكتاب والاعلاميين على الإنخراط في مجال الكاتبة الإعلامية من باب البحث عن لقمة العيش، فكتبت في بداية انخراطي في الأعلام في جريدة الخليج الاماراتية والراية القطرية ومجلة بانوراما الخليج ومجلة هنا البحرين والجرائد الأخرى محلياً وخليجياً، وعندما بدأت العمل مع جريدة الايام في السنوات الاولى من التأسيس، من هناك بدأ مشواري الإعلامي .
ومع جريدة الايام عملت ما قارب 12 عاما في المجال الثقافي وفي مجالات اخرى بينها التحقيق الصحفي وقد كان لي شرف تأسيس ولادة صفحة للمواهب بجريدة الأيام تحت عنوان (واعدون)، ومن خلالها ولدت اكثر الولادات الادبية .
10- لماذا تركت جريدة الايام ؟
ج10 – في بداية تقليد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم كانت ولادة ميثاق العمل الوطني وانفتاح جلالته على تنويع العمل الصحفي، كانت الصحوة في ولادة اكثر من وجهة صحافية وكانت روح التنافس اقتضت التغيير ضمن هذا الانفتاح الديموقراطي، ما شجعني على الانتقال لعمل صحفي آخر.
11- نستطيع ان نقول : أن علي الستراوي رأى في هذا التنافس الأعلامي فرصته في التجديد وكيف كان هذا التجديد ؟
ج11- بالضبط، وهذا ما حصل حيث بعد العمل بجريدة الأيام عملت بجريدة الميثاق وكنت أول رئيس للقسم الثقافي بالجريدة .
ولمدة عامين ثم انتقلت لجريدة الوطن وعملت لستة اعوام كصحفي في القسم الثقافي. واخيرا بعد مشوار في هذا المجال الأعلامي تعاونت ولازلت أتعاون مع جريدة اخبار الخليج، رئيسا للقسم الثقافي ومشرفاً على الملحق الثقافي .
12- ماهي الطقوس التي تسبق كتابتك للشعر ؟
ج- 12-سؤال جميل رغم تكراره الا أنك ربطته بالطقوس، فالطقوس حالة تنطوي تحت ملكة الالهام وهي بما تشبه الولادة عند المرأة ضمن معاناة يعيشها الشاعر، وعنما تنضج تخرج بدمها ساخنة دون انقطاع السرة أو ما يسمى المشيمة،
يتركها الشاعر بدمها ثم يعود لها ليمسح عن جسدها اي (القصيدة) ما يجعلها ولادة ناضجة.
13- كيف ينظر علي الستراوي للناقد ؟
13–أصبت موقع الجرح من الداء، يوجد ناقد متخصص وناقد قارئ مجتهد، الأول تقدم عن الآخر الذي جاء بعد انحسار او انقطاع الناقد المتخصص في التجارب التي واكبت بواكير ولادة القصيدة الحديثة كالدكتور علوي الهاشمي للشعر والدكتور المرحوم عبد الله غلوم في السرد والمسرح واكتفائهما بجيل السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ثم برزت بعض الوجوه الاكاديمية في النقد كالدكتورة ضياء عبد الله الكعبي والاستاذ احمد المناعي والدكتور فهد حسين والدكتور نادر كاظم، الا أن هذا التوجه قليل ما نحى نقد الادب المحلي، وغاب عن الساحة الثقافية الادبية الناقد المجتهد مما جعل من الناقد الحالي عبر طريقته للنقد غير مواكبة النتاج الثري محليا.
من هذا البعد اصبح المنتج الادبي مظلوما من قبل الناقد المتخصص، تاركاً الحبل على الغارب لمن هم مجتهدين دون ان يحسب على النقاد .
14-يختلف النقاد للادب وخصوصا الشعر مما دعا ببعضهم إخراج قصيدة النثر من كونها شعر، كيف يرى علي الستراوي هذا الاختلاف؟
ج-14-الاختلاف ليس وليد اليوم، فهو ظاهرة تاريخية، والحراك الفكري لهذا الاختلاف لايفسد للود قضية، والتاريخ ليس مرتبطا بحركة واحدة، ولكن حتى لانظلم قصيدة النثر لنا ان نقرأ التاريخ بتمعن وفكر واعي وان تكون رؤيتنا شاملة لحراك نهضوي ثقافي وادبي غير جامد، ينصف قصيدة النثر .
15- هل تأمن بمقولة ان الأدب لايشبع جائعا؟
ج-15- لا – الجوع ضياع الأدب، وفقدان هوية صاحبه ، فالتاريخ حفظ لنا الكثير من الأدباء، وظل الأدب سيد الفكر على كل نتاج بعيداً عن الأدب وبالخصوص الشعر، لأنه سيد الكلام .
16- هل تؤمن بأدب نسائي وأدب رجالي؟
ج- لا – تصنيف الأدب بهذا الشكل تخلف لا يعطي قيمة للفاعل من هذا التصنيف الفج، الأدب اكبر من ذلك، وكل أدب هو نتاج حالة تعكس معاناة كاتبه .
17-الترجمة للشعرهل أضعفته؟
ج/17- لا اعتقد ذلك؟
لأن الترجمة الصحية اضافت الكثير للنص الأصلي واعطته قدرة اكبر مما هو عليه .
18-هل لازال الشعر سفير العرب، ام انحسر تأثيره امام حداثة الحاسوب ووسائل التواصل؟
ج18- جماليات الشعر وتأثيره باقية حتى قيام الساعة ولايمكن ان تقوم
وسائل التواصل مقام جلالة الشعر.
19- في ديوانك الاخير ذاكرة الماء الصادر حديثا هل يختلف عن دواوينك الاخرى؟
ج19- لكل تجربة بعدها المختلف، وكل ديوان طبعته يحمل رؤية آمنت بها .
20– آخر ما يتمنى علي الستراوي إنجازه؟
ج20- أتمنى أن أنجز طباعة أعمالي الشعرية العامية الحبيسة في الأدراج وأن أنجز طباعة كتاب (حوارات في الأدب والإعلام) وهو كتاب عملت عليه لسنوات وهو الآن في مرحلة الإخراج وبعض أعمالي الأخرى المتناثرة في انشغالات الأدب.