مدينتي: لا سينمات ولا مسارح

اجنادين نيوز / ANN

بقلم: كاظم فنجان الحمامي

ربما يقول قائل منكم: ليس هذا هو الوقت المناسب للمطالبة بالسينما والمسرح. فالناس يطالبون بالكهرباء وبتوفير فرص العمل للعاطلين، وتوفير مستلزمات الأمن والأمان. .
نعم هذا صحيح، ولكن تذكروا مقولة شكسبير : (*اعطنى مسرحا أعطيك شعبا عظيما*)، ويقال إن أفلاطون هو أول من قالها، ونحن هنا لسنا بصدد البحث عن القائل الحقيقى لها، ولكن ما يهمنا هو معنى هذه الجملة، التى سنضيف لها مقولة أخرى للفيلسوف والمسرحى الفرنسى فولتير، الذى قال: (*فى المسرح وحده تجتمع الأمة، ويتكون فكر الشباب ويتحسن ذوقه، وإلى المسرح يفد الأجانب ليتعلموا لغتنا، لا مكان في المسرح لحكمة ضارة، ولا تعبير عن أية أحاسيس، إلا وكان مصحوبا بالتصفيق، فالمسرح مدرسة دائمة لتعلم الفضيلة*)، وهذا ما كانت عليه الحركة المسرحية في البصرة على فترات مختلفة أشهرها في الستينات والسبعينات، وهي الفترة التى شهدت أكبر نهضة مسرحية صنعها كبار الكتاب، وجيل كامل من الرواد سواء ممثلين أو مخرجين، كانوا يدركون أهمية المسرح فى نهضة الشعوب واحتياجاتها. .
نحن الآن في عام ٢٠٢١ وهو العام الذي تصاعدت فيه صيحات نقابة الفنانين في البصرة للمطالبة ببناء قاعات جديدة من أجل مواصلة نشاطاتها المعطلة، حيث لا توجد قاعة مسرحية متكاملة لتقديم مسرحية واحدة منذ عام ١٩٨٠، وهو العام الذي بدأت فيه القاعات المسرحية والسينمائية بالتقلص والانحسار، حتى اختفت الآن تماماً. ولم يخف عدد من المسرحيين البصريين في مناسبات عدّة تعرضهم لمضايقات كثيرة جراء تمريرهم رسائل من خلال أعمالهم المسرحية لم تكن على هوى القادة والمسؤولين في كل المراحل. .
ختاماً نقول: ان قاعة (عتبة بن غزوان) لم تعد صالحة لأي عمل مسرحي، وربما ستتحول الى مخزن تجاري مظلم على غرار المخازن المجاورة لها في شارع عبدالله بن علي. .
لكننا نتطلع الى مبادرة وزارة الثقافة، ونتطلع أيضاً لمبادرات الشركات الحكومية الرابحة، وما اكثرها في البصرة. ومن غير المستبعد ان تبادر احداها لتشييد قاعة حديثة تهديها الى نقابة الفنانين لتكون تحت تصرفها. .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى