شارة الكابتن
اجنادين نيوز / ANN
بقلم الكاتب احمد الحلفي
خلال مرافقتي لكتيبة (سعد عبد الجيار) فريق الصم لكرة القدم التابع الى اللجنة البارالمبية في ميسان ، سجلت الذاكرة مشاهدات لا تغيب ولا يمكن محوها بسهولة.
،قبل سرد تلك المشاهدات علي اولا ان اذكر ان شريحة الصم من الشرائح الصعبة جدا ولا يمكن التعامل معها الا اذا كسبت ودهم وحبهم ومن ثم تبدأ المراحل القادمة.
ومن هذا المنطلق بدأ (سعد) بالحب وهي اول لغة تعامل بها معهم والتي أصبحت مفتاح الدخول الى هذا العالم المليئ بالغرابة والمتناقضات ، وبعدها كانت لغة الإشارة وهي السبيل الوحيد للاستمرار معهم .
ومن هنا بدأت الرحلة ، رحلة البحث عن منجز انساني اولا ورياضيا ثانيا ، هكذا كان ايمان (سعد) بكتيبته وبالفعل كانوا الأبطال على قدر المسؤولية للتواصل في كل صغيرة وكبيرة تخص حياتهم اليومية ايمانا منهم بحكمته وقربه منهم ، وتحقيق الكثير من البطولات المحلية على مستوى العراق والمنطقة الجنوبية.
وقبل شهر تقريبا سجلت الذاكرة حادثة عدم استدعاء لاعب فريق ميسان ومنتخب شباب العراق( احمد حسين ) ، الى الخط الاول المشارك في بطولة اسيا لكرة القدم للصم والتي ستقام في ايران هذا الشهر، فكانت صدمه كبيرة اثرت بشكل سلبي على اللاعب ، وهنا كان دور ( سعد ) في اعادة الثقة بلاعبه وكيفية تأهيليه من جديد ، فبدأ بالحديث معه واخذ بالتقرب منه اكثر والتحدث امام بقية اللاعبين عن أحقية ( احمد حسين ) بتمثيل المنتخب ولكن هي قرارت وقناعة مدرب ، وهذا لا يعني عدم جهازيته ، فالفرصة قادمة وعمر اللاعب صغير والطريق أمامه طويل.
وهنا جاء معسكر تدريبي تخلله مباراة ودية مع فريق المثنى للصم فما كان من المدرب والملهم (سعد عبد الجبار) وقبل المباراة ان يتحدث مع لاعبيه عن المباراة وعن ( احمد ) وأنه سوف يعطي شارة الكابتن اليه ، الجميع صفق وأيد هذه الفكرة حتى قائد الفريق السابق حارس المرمى (احمد صدام) لان الذي يجمعهم الحب لا غير.
، دخل الفريق المباراة والجميع كان ينظر الى (احمد حسين) والذي كان على العهد فلعب مباراة العمر ، فتراه تارة في منتصف الملعب وتارة مع المدافعين وأخرى في مركزه الهجوم وبعد فلم يكتفي بذلك بل سجل هدفين من مجموعة الأهداف الثلاث لفريقه فكانت لـــ ( شارة الكابتن ) الأثر الكبير مع الحب الذين يجمع اللاعبين في عودة الروح والثقة للبطل (احمد حسين).
وفي الختام علينا ان نثمن ونحيي دور المدرب الذي يلعب اكثر من دور في سبيل الارتقاء بلاعبيه وفريقه .