الصين ” الشيوعية ” ومعجزة التقدم
اجنادين نيوز / ANN
منصور ابو العزم / رئيس تحرير جريدة الاهرام
تقدم الصين نموذجا فريدا فى التقدم الصناعى والاقتصادى والتكنولوجى الرفيع الذى وصلت اليه خلال مسيرتها منذ التأسيس فى عام 1949 وحتى الان …فهى لم تكن مثل اليابان ولا حتى الدول الاسيوية الاخرى التى سبقتها فى التقدم مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا او اندونيسيا . فلم يكن ايا من تلك الدول شيوعية او يحكمها حزب شيوعى مثل الصين ، كما انها لم تكن مثل الدول الاوروبية التى تحكمها احزاب متعددة سواء كان النظام السياسى فيها برلمانيا او رئاسيا . والدهشة والعجب ان الصين هى الدولة الوحيدة فى العالم التى حكمها ومازال يحكمها حزب شيوعى وتحقق تقدما اقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا بهذا المستوى الراقى الذى فاق كثير من الدول الاوروربية المتقدمة ، وكسرت النظرية التى ظل علماء الغرب يرددوها على مدى عقود بان التقدم الاقتصادى والعلمى لايتحقق الا فى الدول الديمقراطية التى تتمتع بتعددية حزبية وتناوب السلطة او الحكم . بل والاكثر اثارة للدهشة انها – مع كل التطورات الاقتصادية والاجتماعية العنيفة التى حدثت على مدى ال 40 عاما الماضية – حافظت على استقرارها السياسى والاجتماعى بصورة دفعت الكثير من الخبراء الاقتصاديين وعلماء الاجتماع المحايدين لدراسة ما درجوا على وصفه ب « الحالة الصينية » !
وعلى الرغم من ان الاتحاد السوفيتى سابقا كان يحكمه الحزب الشيوعى الا انه فشل فشلا ذريعا فى احراز التقدم الاقتصادى والتكنولوجى لروسيا او للدول الشيوعية المجاورة التى كان يسيطر عليها بالقوة العسكرية. وبينما كان ينهار ويتفتت ، كانت الصين – الشيوعية ايضا – تتقدم بسرعة الصاروخ نحو القمة !
وخلال ايام يحتفل الحزب الشيوعى الصينى بالذكرى المئوية لتأسيسه حيث تأسس فى 23 يوليو عام 1921 فى مدينة شنغهاى وشارك فى المؤتمر الاول له 50 عضوا فقط – حاليا يضم الحزب اكثر من 90 مليون عضو – وهاجمت الشرطة الفرنسية التى كانت تحتل شنغهاى آنذاك المؤتمر ، وهرب الاعضاء وعقدوا المؤتمر بعد ذلك فى قارب فى البحيرة الجنوبية لمدينة جياشينج . واذا كان الحزب الشيوعى الصينى قد حقق انجازات كبرى للبلاد على مدى ال 100 الماضية وقاد هذا الشعب العريق من بئر الفقر والاحتلال والانقسامات الى رحاب الاستقلال والتقدم والغنى ، فانه حاليا يواجه تحديات كبيرة اهمها الفجوة المتزايدة بين جيل القيادة الحالى بقيادة شي جين بينج وبين الجيل الجديد من القيادات الذين تلقى معظمهم تعليمهم فى جامعات غربية ، ثانيا المحافظة على وحدة واستقرار الصين فى ظل تنمر خصومها خاصة الولايات المتحدة والهند واليابان ، ثالثا: تحقيق « الحلم الصينى » بان تكون البلاد القوة الاقتصادية الاولى عالميا فى 2030 .