في ذكرى استشهادك يا ولدي “علي “
اجنادين نيوز / ANN
عبدالامير الديراوي
لاحظوا هذا التاريخ الغريب
6/6/2006الساعة 6
قد يكون هذا التوافق بالوقت والتاريخ
غريبا لكنه حدث فعلا في مثل هذا اليوم الاسود فربما كان منسق من جهات التنفيذ
فقد تناسق اليوم والشهر والسنة والساعة
ليكون الموعد المحدد لتنطفئ فيه مجموعة من الشموع في وقت واحد ولحظة تهور
قد تكون المقصد منها ارهابيا او طائفيا ليحصد ارواح 35 شابا.
تلك المجزرة التي احزنت وادمت
قلوب كل من سمع بها او شهد لحظاتها المفجعة ..الا المجرمين الذين تلطخت
ايديهم بدماء الابرياء
ففي مثل هذا اليوم غربت الشمس
على ابشع جريمة كان ولدي “علي ”
احد الشباب المغدورين فيها فقد اخترقت جسده الفتي 7 رصاصات غادرة
ليست غريبة او جاءت من خارج
الحدود بل هي محلية التنفيذ لقد سقط “علي” مع نخبة من
الشباب كانوا يقفون عند بوابة الطب العدلي فانهمر الرصاص عليهم مثل
المطر دون معرفة السبب فكانت تلك
احدى نتاجات الحقد الطائفي المقيت
.انها جريمة الطب العدلي الشهيرة التي ادمت القلوب وخلفت
وراءها عدد من الامهات الثكالى
وعشرات الايتام والزوجات فيما رصت شوارع منطقة الخليج ب
“جوادر” التعازي لتعلن للدنيا كلها
ان ما حدث هو واحدة من جرائم
البطش التي لا تغتفر .
فانا لست ارثي ولدي ” علي”الذي
استشهد في هذه الجريمةالمنكرة لكني ارثيه للعراق الذي مزقته الصراعات الطائفية وحرب المذاهب .
فما كان بايدينا ان نفعل ؟ .
لقد أفلت شجرة ولدي وهو ابن
ال 24 عاما ففي 27/4/2006
تزوج مثل كل الشباب على امل ان
يعيش حياته سعيدا مع من اختارها
لتكون شريكة حياته لكنه
فارقها بعد38 يوما فراقا ابديا بعد
ان زرع في احشائها جنينا جاء للحياة
بعد 8 شهور من استشهاده فقد كان
يحلم بمولوده البكر لكن لم يرى احدهما الاخر .فلمن يشكي الناس مأساتهم وهي التي سجلت ضد مجهول ؟! دون ان تتخذ اي اجراءات تنصف ذوي الضحايا .
فباي زمان نعيش والى اي طريق نسير ..
هو زمن الفوضى والموت المجاني المغلف بالاطر اللا شرعية ..
اليك ياولدي اشكو من الم بعادك وضعف البصر والقلب الذي يعتصر كل لحظة
وارثي اليك امك التي قتلها الاسى
فتبعتك حزينة ..ممزقة ..
جريحة القلب كسيرة الجناح .. ماتت
وهي توصيني بولدك “احمد “الذي كانت
ترى صورتك فيه.. فهو اليوم قد نجح
الى الصف الثالث المتوسط
وقبل ايام كان يلح على الذهاب
الى حيث ترقد ليتحدث اليك وتسمع
انت بكائه
.فبرغم غيابك لم ينساك احدابدا ..
اصدقاؤك في المحلة اخوتك اخواتك
فقد كنت انت الشمعة
المضيئة في بيتنا وفي كل زواية
منه نتذكر كلماتك ضحكاتك حنانك
قبلاتك التي تطبعها
على جباه الجميع عندما تغادر
البيت، فاية حروف اكتبها في ذكراك ياولدي فانت عنوان الشهامة والنبل
وحتى شهادتك
فكنت قد ذهبت الى هناك بدافع
انساني بحت لكن ليس لدينا غير
ان نقول حسبنا الله
ونعم الوكيل .