الخارجية الإيرانية إذ تصطف إلى جانب فلسطين داعمة لها ومؤازرة
الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تعلن عن دعمها لعضویة فلسطین الکاملة فی منظمة الأمم المتحدة
اجنادين نيوز / ANN
* الأكاديمي مروان سوداح: عضو في نقابة الصحفيين الأردنيين والاتحاد الدولي للصحفيين، ومؤسس ورئيس هيئات سياسية دولية.
كعادتها النبيلة في اصطفافها القوي إلى جانب حقوق الشعوب وبخاصة الحقوق العربية ولا سيَّما حق الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين مستقلة ومتحررة من الاحتلال الصهيو- إسرائيلي المدعوم بلا توقف أمريكياً ومن الغرب الجماعي، أصدرت وزارة الخارجية في جمهورية إيران الإسلامية، مشكورةً، بياناً لافتاً في ذكرى النكبة، بينما، وللأسف الشديد، لم تصدر غالبية دول العالم وبعض الدول التي تُصنّف بأنها عربية أية بيانات أو تصريحات بهذه الذكرى المؤلمة لجميع الشرفاء، بالرغم من إعلانات عشرات دول الكرة الأرضية أنها تنحاز لفلسطين وحقوق شعب فلسطين!
بعد قيام الثورة الإيرانية المباركة؛ والتخلص من حُكم الشاه البغيض والذي كان مطيعاً وتابعاً للأعداء ومنفذاً التعليمات الغربية والصهيونية دون أي جدال أو نقاش بشأنها مع هؤلاء الأعداء؛ تحوّلت إيران فوراً للكفاح المتواصل، وأعلنت شِعار “نصرة شعب فلسطين وفلسطين ذاتها”، وغدت إيران أيقونة المواجهة العقائدية والفعلية مع معسكر الشر الدولي الذي تترأسه في منطقة “الشرق الأوسط” الكيانية الاستعمارية الصهيونية المدعومة غربياً بالأموال والسلاح والإعلام والتقنيات المختلفة، وتحالفت إيران الجديدة؛ التي نفضت الشاهنشاهية عن ذاتها مرة وإلى الأبد؛ مع الدول والقوى العربية النضالية في مسيرة المواجهة المقدسة ضد الاستعمار الدولي في المنطقة بغية طرده منها مرة وإلى أبد الآبدين، ولأجل محاصرة نفوذه وعملائه، وشل تحركاته، بخاصةٍ صوب فلسطين وعلى أرض فلسطين المقدسة إسلامياً ومسيحياً.
من الضروري الإشارة هنا إلى أن المخطط الإلهي لن يسمح بأن تبقى فلسطين، المحروسة إلهياً عبر كل الدهور، مُهَدَّدَةً بشياطين الإنس الذين ماتوقفوا يهرقون ويشربون دماء الأبرياء من فلسطينيين ودماء الشرفاء من العرب وغير العرب أيضاً.
يَعرف ويُدرك الجميع أن جمهورية إيران الإسلامية دولة صلبة المِراس، وتتميز بتقدمها العلمي والتقني والعسكري، وفي حقول عديدة أخرى لا مجال لذكرها هنا، وهي مستعدة لمنازلة كبرى ومواجَهَة أية قوة غاشمة أكانت صهيونية أو إمبريالية، نازية أو فاشية، استعمارية أمريكية أو غرب أوروبية، وكسر شوكتها وشوكة كل مَن يقف ورائها من شياطين الإنس، الذين لن تطول حياتهم على هذا الكوكب الذي يَستعد لتغيير ملامحه السياسية والفكرية جذرياً إلى كوكب يُعلي ويُطبِّق العدالة، وينشر الخير والآمان على مساحات البسيطة بكل قاراتها. وفي هذا الشأن، شأن النكبة، أصدرت وزارة خارجیة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بياناً بعنوان “بیان وزارة خارجیة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی ذکرى النکبة”، وهو تالياً:
وفي هذا الشأن، شأن النكبة الفلسطينية، أصدرت وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بياناً مهماً بعنوان: ((بيان وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ذكرى النكبة))، ونصه تالياً:
إن یوم النکبة، هو ذکرى تأسیس نظام الفصل العنصری والاحتلال الصهیونی فی قلب العالم الإسلامی بمؤامرة الاستعمار البریطانی الخبیثة، وبدایة الفترة الدمویة من الإبادة الجماعیة والمجازر والتهجیر والاحتلال وتدنیس أرض فلسطین المقدسة بضوء أخضر وبدعم مباشر وغیر مباشر من القوى الاستعماریة فی العالم وعلى رأسها الولایات المتحدة الأمریکیة.
کان یوم 14 مایو 1948 بدایة فترة النکبة لاحتلال فلسطین والانتهاك الواضح لحقوق شعبها المظلوم، وخاصة حقه في تقریر المصیر. وقد عمت نتائجها المشؤومة منذ 76 عاماً المنطقة والعالم الإسلامی، وأصبحت جرحا عمیقا ومؤلما فی جسد العالم الإسلامی.
إن یوم النکبة، هو ذکرى تأسیس نظام الفصل العنصری والاحتلال الصهیونی فی قلب العالم الإسلامی بمؤامرة الاستعمار البریطانی الخبیثة وبدایة الفترة الدمویة من الإبادة الجماعیة والمجازر والتهجیر والاحتلال وتدنیس أرض فلسطین المقدسة بضوء أخضر وبدعم مباشر وغیر مباشر من القوى الاستعماریة فی العالم وعلى رأسها الولایات المتحدة الأمریکیة.
إن النظام الصهیونی المزیف، الذی یُعدُ رمزاً بارزاً للإرهاب الرسمي المنظم في العالم، یُضیف فی کل مرة صفحة مخزیة جدیدة إلى سجله السمیك من الجرائم الدولیة؛ إن اکتشاف المقابر الجماعیة فی مستشفیي ناصر والشفا في قطاع غزة یرسم صورة مروعة لجریمة هذا النظام الوحشی ضد الإنسانیة.
إن ارتکاب الجرائم الدولیة، بما فی ذلک جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانیة، یتعارض مع القیم الأساسیة للأمم المتحدة وجمیع الأعراف والمبادئ والمعاییر الدولیة المتعارف علیها، ومما لا شک فیه أن هذه الجرائم توجب المسؤولیة الجنائیة لمرتکبیها، ویعتبر استمرار إفلات المجرمین الصهاینة من العقاب مخالفاً لأحکام القانون الدولی.
تدین الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بشدة قتل أکثر من 35 ألف إنسان بریء، من بینهم نساء وأطفال والرجال العزل، وأصابة 75 ألف شخص وتشرید مئات الآلاف بلا مأوی فی الأراضي الفلسطینیة المحتلة على ید النظام الصهیونی وبدعم سیاسی وعسکری وستخباراتي واقتصادي شامل من الولایات المتحدة منذ أکثر من سبعة أشهر الماضیة وتعتبر ما قامت به الولایات المتحدة فی عرقلة عملیة وقف الحرب والقتل ضد غزة وتعطیلها ومعارضتها الأخیرة للاعتراف بالدولة الفلسطینیة فی الأمم المتحدة غیر مقبول وغیر مسؤول ومتناقضاً مع طلب المجتمع الدولی.
والآن، وبعد أن انکشفت الصورة الحقیقیة لنظام الفصل العنصری الإسرائیلي بعد سنوات من ابراز المظلومیة المنافقة خلف صورة معاداة السامیة، وبعد أن اکتشفت العقول والضمائر الحیة فی العالم الطبیعة الحقیقیة لهذا الکیان الشریر بعد سنوات من الدعایة الإعلامیة، وبعد أن بات الشقاق والخلاف الداخلی أکثر وضوحا من أی وقت مضی بین أرکان هذا الکیان المزیف، فمن المؤمل أن تنتهی هذه النکبة الحقیقیة والمحرقة ضد الشعب الفلسطیني المظلوم والمقاوم والحر والشجاع مع الاحتفال بمناسبة عید حریة هذه الأرض التاریخیة.
لقد صادقت الجمعیة العامة للأمم المتحدة، یوم الجمعة 10 مه 2024م، على قرار أکدت فیه أن فلسطین تتمتع بشروط العضویة الکاملة فی الأمم المتحدة وفقا للمادة 4 من میثاق الأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد، فإن وزارة الشؤون الخارجیة، ومن خلال تأکیدها على موقف الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الثابت تجاه القضیة الفلسطینیة والکیان الصهیونی المزیف وغیر الشرعي ودعمها لنضالات الشعب الفلسطیني التحرریة، تعلن مرة أخرى تضامنها مع القضیة فلسطینیة، وتؤکد أن قضیة فلسطین هي في مقدمة قضایا العالم الإسلامی.
کما تعلن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة دعمها لعضویة فلسطین الکاملة فی الأمم المتحدة وتعتبر قبول فلسطین عضواً کامل العضویة في منظمة الأمم المتحدة بمثابة الخطوة الأولى ونقطة التحول فی التعامل مع المظالم التاریخیة التی تعرض لها الشعب الفلسطینی بالصبر والتکلان.
إن وقوع الأحداث الأخیرة من طوفان الأقصى إلى عملیة الوعد الصادق المقتدرة بمعاقبة النظام الصهیوني المعتدي وهَبَّة حرکة المقاومة في المنطقة سیمهد الطریق لأحداث واعدة والتي ستؤدی عبر الهبة وصرخات الشعوب الحرة وخاصة النخب والشرائح المختلفة من الناس فی جمیع أنحاء العالم، بمن فیهم الأساتذة والطلاب الشجعان والأحرار فی غرب وشرق العالم، وصحوة الرأي العام العالمي ستؤدی إلى الإزالة الکاملة لاحتلال فلسطین وإحقاق الحقوق التاریخیة لشعبها، ولاسیما إقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة والموحدة على کامل هذه الأرض التاریخیة وعاصمتها القدس.