قضاء الفاو…منفذ بحري مهم وشريان اقتصادي كبير.

اجنادين نيوز / ANN

كمال الحجامي

يعد قضاء الفاو في أقصى جنوب العراق بوابة اقتصادية.تتجلى فيها اسمى المعاني والتالف الاجتماعي.فلقد عاشت هذة المدينة على مر الازمنة كوحدة متماسكة لم تستطع كل الدساءس والانشقاقات أن تنال من هذا العشق والحب الأبدي في اروع معانيها واخلص صدقها يتقاسمون العيش المشترك في مودة وتالف بين شذى حناءها وظلال نخيلها..تربطهم التقاليد العشاءرية التي يتفاخرون بها من عواطف جياشة وطيبة ممتزجة بين اهلها..وقد جاء في المنجد أن معنى كلمة (الفاو)هو أول الشيء من الطريق والوادي وجمعه (فوهات) أو (افواه).ويكون بذلك المعنى أنه فوهة للعراق وحلقة الوصل بين مياه شط العرب والخليج العربي..ويقع قضاء الفاو على بعد (97)كم إلى الجنوب من محافظة البصرة.وتمتازبمساحات شاسعة من الخلجان والجداول الصغيرة.وتكثرفيهابسساتين النخيل والتي تبدا من (راس البيشة)وهي منطقة اللسان إلى باق المناطق والتي تسمى (احواز)أو أحياء.وكذلك يشتهر قضاء الفاو بزراعة أشجار (الحناء)وتمتاز بنوعيتها الجيدة عن أشجار الحناء في الدول الأخرى.وكان قضاء الفاو فيما مضى ناحية صغيرة..ففي عام (1903)جعلتها الحكومة العثمانية قضاء وبذلك ازدادت أهميتها ومنفذها البحري.المطل على شواطئ الخليج العربي.ويمتازقضاء.الفاوبجوه الحار جدا وذو الرطوبة العالية..وفي عام بدأت الأعمال بحفر قناة الفاو من مصب الفاو وحتى البحر من قبل إدارة الميناء وذلك لغرض تحسين الممرات الصالحة للملاحة البحرية وايضا لتامين مجرى البواخر الكبيرة..ومع مرور الزمن ازداد عمق القناة في عام 1931لغرض استيعاب ناقلات النفط وضرورة إنشاء طريقين تحاشيا لعدم التاخير والازدحام/البواخر/وبهذا اسهم في ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وكذلك تطور الحركة التجارية ومنافذها ومنها العمل على استخراج الملح من ماء البحر والاسهام الفاعل في عمليات الصيد البحري ضمن المياه الاقليمية لمياهنا العراقية.وكذلك تم ايصال خط لاانابيب نفط البصرة من قضاء الزبير والرميلة بمسافة (165)كم إلى قضاء الفاو ومن ثم ينزل تحت سطح البحر.حيث قامت شركة النفط بانشاء خزانات عملاقة في منطقة (الهاتف)لغرض تخزين النفط لكي يكون جاهزا عند الشحن.وتطلبت هذة المشاريع إلى إنشاء خدمة للعاملين وانشاء الدور لهم.وكذلك إنشاء مستشفى ونوادي ليلية ترفيهية..واستطاع الزعيم (عبد الكريم قاسم)بعدة مفاوضات مع شاه ايران من اجل سيادة العراق على شط العرب وفرض المبالغ المالية على كل من يدخل نهرنا الخالد واجباره على رفع العلم العراقي.. ولكن للأسف بمرور الزمن لم يعد للميناء دور فعلي أو اهمية تذكر في الوقت السابق وذلك بسبب الحرب مع الجارة ايران.حيث اطلقت عليه الاف الصواريخ واحالته إلى دمار شامل.لقدتحملت هذة المدينة اقسى الالام والويلات من جراء الحرب مع ايران ونزوح اهلها إلى محافظات عراقية أخرى…واليوم بعد العمل في انشاء ميناء الفاو الكبير والذي يعد مشروع استثماري واقتصادي في هذة المنطقة من حيث التبادلات التجارية مع دول العالم اجمع ففي هذا القضاء سوف ينشى أسواق حرةومعامل بتروكيماوية ومصفى نفطي وغيرها من المشاريع الاخرى وهذة كلها تسهم في بناء هذا الصرح الاقتصادي العملاق والذي بدوره يوفر آلاف الفرص لذوي الكفاءات من المهندسين والفنيين والبحريين واصحاب المهن من ذوي الاختصاصات الحرفية.وجعل هذا المنفذ البحري الكبير بوابة اقتصادية مهمة في العراق.وياتي بجهود متواصلة من الشركات العاملة فيه والاشراف والسعي الدؤؤب في قبل شركة الموانى العراقية من أجل تحقيق انجاز هذا الميناء العملاق.ويكون منجزا عظيماً يتباهى به كل عراقي غيور مخلص لبلده

زر الذهاب إلى الأعلى