التجربة النووية الأمريكية للمرة الثالثة في النقطة الحرجة.. إلى أين؟!
اجنادين نيوز / ANN
*الأكاديمي مروان سوداح: صحفي وكاتب أردني يحمل الجنسيتين الأُردنية والروسية، وحائز على أوسمة وميداليات وشهادات وتقديرات رسمية وعُليا في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الحليفة.
مؤخراً، طالعنا إعلان “مكتب الأمن النووي القومي الأمريكي” الذي جاء فيه أنه أجرى “التجربة النووية في النقطة الحرجة للمرة الثالثة”، وذلك بعد أخذ الإدارة الأمريكية الحالية زمام السلطة.
من الواضح، أن هذه التجربة النووية الأمريكية تُعد، بكل التقييمات الدولية والإقليمية، تصرفات خطيرة تؤدي إلى تخليق حالة من عدم الاستقرار لبيئة أمن المَعمورة برمتها، فهذه الحالة تزداد بإضطراد، سيَّما بعد أخذ الإدارة الأمريكية الحالية زمام السلطة.
إن هذا التصرف الأمريكي الغير المسؤول والمدعوم من جانب دول غربية، يُمَارِس تأثيرات سلبية على كل بلدان العالم، وهو، كما يرى عدد كبير من الخبراء والسياسيين، يَطعن بمناخ الاستقرار الذي تنشط دول عديدة لتثبيته، ويُخلخِل بتسارع استقرار البشرية بكل قومياتها وألسنتها ومناهجها السياسية ومخططاتها لتعبيد حياة أفضل لشعوبها في كل موقع أرضي.
أن هذه الممارسات الأمريكية تُمَارس كذلك تأثيرات سلبية ومباشرة وجِد خطيرة على قضية التوازن الاستراتيجي بين الدول الكبرى النووية الرئيسية، وتُهدد يومياً مناخ السلام العالمي والأمن الدولي بحروب و ويلات قد تؤدي إلى إفناء الجنس البشري وتدمير العالم برمته بحرقه نووياً.
– رداً على كل ما تقدم، أدلى الناطق بلسان وزارة الخارجية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بتصريح جاء فيه التالي:
كشفت الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها أن هدفها الاستراتيجي هو السيطرة العسكرية على البلدان الأخرى بالتفوق النووي المطلق، وأن وعد إدارتها الحالية بتقليص خطورة التقدير الاستراتيجي الخاطئ وتخفيف حدة التوتر العسكري عن طريق تخفيض الاعتماد على الأسلحة النووية لا يَعدو كونه هراء وباطلاً.
لا يحق للولايات المتحدة الأمريكية؛ التي تُعتبر أكبر دولة مالكة للأسلحة النووية في العالم ودولة وحيدة تستخدم الأسلحة النووية وقامت بالتجارب النووية أكثر من غيرها من بلدان العالم؛ نكرر، لا يحق لها أن تتشدق بتهديد الجنس البشري بالحرب النووية.
في العام الماضي 2023م، جلبت الولايات المتحدة الأمريكية الغواصة النووية الإستراتيجية إلى منطقة شبه الجزيرة الكورية لأول مرة بعد مرور عشرات السنين، وقامت بتشغيل “مجموعة التشاور النووي” التي تناقش استخدام الأسلحة النووية على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من حين لآخر، وهي تخطط لإجراء مناورات العمليات النووية الحقيقية مع “جمهورية كوريا” في آب/ أغسطس المُقبل.
لا يجوز التغاضي أبداً عن الآثار التي تنتج عن هذه التجربة النووية الأمريكية في وضع الأمن العسكري في منطقة شبه الجزيرة الكورية، إذ إنها تضيف توترات جديدة إلى المواجهة العسكرية بين الدول النووية، وتُعَجِّل بسباق التسلح النووي الدولي.
بهدف المواجهة الاضطرارية لأجواء عدم الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة والعالم، الناجم عن التصرفات الانفرادية للولايات المتحدة الأمريكية، نضطر إلى أن نأخذ الإجراءات اللازمة لتحسين حالة الردع النووي الشامل في إطار حقوق سلطتنا ومشروع اختيارنا المُحتَمل في عين الاعتبار مرة أخرى.
لن تسمح جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بنشوء الاختلال الاستراتيجي وفراغ الأمن في منطقة شبه الجزيرة الكورية، وهي تصون أمن الدولة وحقوقها ومصالحها تماماً بالأفعال الرادعة القوية المضادة للتهديد النووي الأمريكي المتطور.
نحن في منطقة “الشرق الاوسط” نعتقد شعوباً ودولاً وأفراداً، بأن على واشنطن أن تعود إلى رشدها وتوازنها القديم، وأن تدرك تمام الإدراك خطورة تهديداتها و/أو استخدام سلاحها النووي، لكونه سلاحاً سيُفني البشرية جمعاء في لحظة ما غير محسوبة لجميع الأطراف، وضمن هذه البشرية الشعب الأمريكي نفسه فغالبيته يطمح للسلام والآمان بعيداً عن النزاعات التي تصب أرباحاً فقط على الأغنياء ومجمعات إنتاج السلاح الذي يُوَظَّف لقتل مئات ملايين البشر الذين ما توقفوا ينطلعون إلى ضرورة تسييد السلام والآمان والاستقرار والمحبة بين الشعوب على وجه كامل البسيطة..!
*التاريخ: يوم الـ20 من أيار/ مايو، لعام 113 زوتشيه / 2024م.