سكة حديد البصرة – شلامجه .. رافعة للتنمية الاقتصادية والرقي بالوضع الجيوسياسي للعراق
اجنادين نيوز / ANN
الكاتب والاعلامي عدي العبادي- ربط خط السكة الحديدية بين البصرة والشلامجة إضافة إلى خفض تكلفة النقل بين البلدين وتطوير البنى التحتية للسكك الحديدية العراقية، يوفر الأرضية لتواجد العراق في ممر السكك الحديدية الدولي بين الشرق والغرب بهدف ربط الصين بأوروبا.
***
يلعب إنشاء خطوط السكك الحديدية مع دول الجوار دورا مهما في التنمية الاقتصادية وكذلك تحسين موقع العراق الجيوسياسي في المنطقة والعالم. في الوقت الراهن، لا يملك العراق خطوط سكك حديدية مع أي من جيرانه، ونتيجة لذلك، فهو لا يستفيد من مميزاتها بما في ذلك نمو التجارة مع جيرانه، واستقطاب المزيد من السياح، وتواجده على طريق ممرات السكك الحديدية الدولية التي تمر عبر البلاد.
دراسة إحصاءات التجارة وكذلك أيضا حجم حركة السُيّاح تُظهر أن إيران، بصفتها جارة العراق الشرقية، هي إحدى الأولويات الرئيسية لربط العراق بالسكك الحديدية، إذ يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما متوسطه 10 مليارات دولار سنويا، كما وبلغ التبادل السياحي بين البلدين نحو 9 ملايين زائر خلال السنوات الأخيرة. تشير دراسة إحصاءات الجمارك إلى أن غالبية البضائع والسياح يتم نقلهم عبر الحدود والطرق البرية، الأمر الذي يقلل هو الآخر بدوره من أمن وسلامة السفر، بالإضافة إلى ارتفاع في وقت وتكلفة النقل، كما وأنه من الملاحظ في الوقت نفسه، تمتع البلدين بفرص جيدة لربط بعضهما البعض عبر السكك الحديدية، بما في ذلك على حدود البصرة – الشلامجة. طريق البصرة – الشلامجة، الذي يحتاج في الوقت الحالي إلى نحو 30 كيلومترا فقط من وضع السكك الحديدية لربط البلدين، لم يكتمل بعدُ رغم مضي ما يربو على عقد من الزمن على اتفاقية البناء.
الربط السككي بين العراق وإيران، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية، يضع العراق على طريق الممر الدولي بين الشرق والغرب الذي يربط الصين بأوروبا. انضمام العراق إلى الممر الشرقي الغربي إلى جانب الممر الشمالي الجنوبي سيُحوّل العراق إلى مفترق طرق مهم في التجارة الدولية، وهذا بدوره، بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعراق، يؤدي إلى تحسين موقع البلاد الجيوسياسي في المعادلات الإقليمية والعالمية من خلال اعتماد جزء من التجارة الدولية عليه.