حوارات مع المبدعين… الكاتب والشاعر//الحارث العجلي

اجنادين نيوز / ANN

حاوره / كمال الحجامي

منذ نشأته في سن المراهقة، استطاع أن يكسب المكانة الادبية في امتلاك ناصية الشعر العربي الفصيح، ويكون قدوته فيما بعد الشاعر العربي الكبير/أبي الطيب المتنبي والذي اوقد تلك الشمعة الشعرية في نفسه وهو في سن الخامسة عشر من عمره، وأول ابيات فصحى كانت فخرية في قبيلته/بني عجل/والتي يمكن أن توقد فيه اندفاع الشاب العربي اليافع والشاعر المستجد.

حيث يقول.. ماصارت الامجاد إلا بسمنا
وفي خلف من بعدنا بالقباءل
اتينا جنود الترك في يوم (نيبة)
فصاروا نساءتلتهي بالخصاءل
وفي يوم ذي قار ابدنا كتيبة
من الفرس نلقاهم بعزة وائل

والشاعر في البيئة الجنوبية فلا يمكن إلا أن تكون له بصمة في نظم الشعر الشعبي والابوذية على وجه الخصوص, ولاننسى أن هذا الشبل من ذلك الاسد، فجده الأستاذ الأديب (معن شناع العجلي) رحمه الله، والذي كان له الاثر الطيب في نبوغه وثقافته الكبيرة.

حوارنا مع الكاتب والشاعر/الحارث العجلي/لكي يحدثنا عن واحة الشعر في قضاء (سوق الشيوخ)ومنتدياتها الثقافية.

-تعد البيئة الريفية ميدانا كبيرا في صقل شخصية الشاعر وعلاقاته المتعددة مع اهله ومحبيه، مامدى تاثير تلك البيئة في حياة الشاعر في قيمه العليا وخصاله الحميدة فيها؟

-إن مدينة سوق الشيوخ مذ كانت تسمى (التل الاسود) هي منبع الأدباء والمفكرين رغم بساطة أهلها مادياً إلا أنهم أغنياء فكريا وإن البيئة الريفية على وجه الخصوص هي الميدان الأمثل لصقل شخصية الشاب والشاعر على حد سواء لغناها بالسلوكيات الحميدة كالشجاعة والإيثار ورفض الظلم والغيرة على الأعراض ورفادة الضيف والتجلد للمصائب مما ينعكس جلياً على قريحة الشاعر الريفي ويغني قصيدته بأنفس المعاني والأخلاقيات المحمودة ، ومما يحفز الشاعر السقشخي ويزيد من إصراره على النظم الأدبي وجود أدباء ومتذوقين حوله في بيئته ، وهو الموجود في مدينة سوق الشيوخ إذ الكل على حد سواء إن لم يكن شاعراً فمتذوق !

من احدى مغامرات الحداثة في روح العصر هي قصيدة (الومضة)والتي تعد نوع شعري جديد لها تجربتها وحضورها.ماذا تقول عن هذا الجانب الشعري الحديث فيها؟ :

-إن الومضة الشعرية هي تلك الرسالة المعزوفة حرفاً والمرسومة لفظا لا قلماً ، لتجسد فكرة معينة بصورة منمقة تعبر عن مافي النفس وتجلو مافي الصدر وقد اشتهرت في اوائل السبعينيات من القرن الماضي ومثال عليها أقول :

ومَن يعزز على سمح الأيادي
يُعافُ ، ويبتغى عنه بديلا

فإن أهداك دهرك سلسبيلاً
فكن أنت اللذيذ السلسبيلا

تكتب في انواع شعرية متعددة كيف ترى حضورك في هذه المجالات الأدبية القيمة؟

– إن التنوع الشعري نتاج ترادف الأجيال الأدبية منذ سالف الزمن وتعدد الاغراض الأدبية والأدوات في كل مكان وعصر قد أنتج هذا التنوع الفريد الذي يخدم الشاعر .. فتارة حينما تكون بين قومك في البيئة العشائرية ستجد إن أنسب أدب يمكن أن تهديه إلى مسامع من حولك هي (الاهزوجة ) او (الأبوذية)
وإن كنت في محفل عربي خارج القطر فإن التلاعب بالكلام الفصيح المشقق هو أفضل ماتُجَلّي به عن نفسك ، كأن أقول :

– أنعِم على الاعداءِ تلقى المعاليا
واحقر ردودهمُ تعش متساميا ..

وأكبتهمُ إن يقصدوك بسوءةٍ
واهززهمُ هز الحسام اليمانيا

الطيب في بعض المواضع عيبةً
والغشم حلوٌ إن غشمتْ الباغيا

فالناس تحترم الكريم وذو القوى
وتزكُ كل ممسكن متشاكيا .

تقام بين فترة واخرى ملتقيات ومهرجانات شعرية متعددة، في محافظاتنا العراقية، ماذا تضيف هذة لفة للشاعر في مشاركاته الشعرية وحضوره فيها؟

-قد إتفق العرب منذ العصر الجاهلي إن الشعر ديوان العرب وكم إنه أنال من أرب وإنه يلعب دوراً بارزاً في عملية حفظ اللغة وإثرائها، وهو الوسيلة التي يتم من خلالها تنمية الملكة البلاغية، وتفصيح اللسان، وإن لهذه الفعاليات الأدبية والشعرية كالأمسيات والمهرجانات و البرامج الشعرية دور كبير في إيصال هذه الرسالة الأدبية إلى المتذوق والمتلقي بل أيضا تحفز الشاعر الضعيف على أن يجاري القوي وتحفز الشاعر القوي على السعي إلى القمة وقد حافظت بشكل ملحوظ على إبقاء التنافس الشعري وتطويره وزيادة أغراضه موجودا في الساحة الشعرية في العصر الحالي .

تمثل المرأة للشاعر دافعا جميلا في قصيدة الغزل والحب والامومة والايثار ، ماذا كتبت في المسميات الجميلة؟

– قد كانت المرأة ولازالت الشرارة الكبرى لقريحة الشعراء حبا أو وجدا وحتى كرها وألما ، منها وبها .. ولايكون الشاعر شاعراً حتى تأتي من تحرك وجدانه وتثير الحب في قلبه وفي هذا أقول :

رأيت الحب أولهُ صداقة
وقد كان التجّمل واللباقة

رأيت ناس قد طرقته جهلاً
وقد كان التوجع من خِلاقه

فصار العاشقون بلا عقولٍ
وعبد العشق لا ينسى مذاقه

أما تدرين أن القلب طيرٌ
طوال العمر لم يُطلق وثاقه

أما والله إني خير شخصٍ
طوال الدهر لا يُخشى فراقه

ولكني عزيز النفس أأبى
اذا بُني الغرام على الحماقة

رأيت الحب لا يَقوى أساساً
بغير الصدق لايشتدُ ساقه …

هل لكم إصدار جديد بعد ديوانكم (طائر الفينيق)؟ :

– إن شاء الله مستقبلاً بحوله وقوته ..

اشكرك جزيلا على هذا الحوار معكم . وكلمة اخيرة للشاعر والكاتب//الحارث العجلي

– كلمة اخيرة،
في ختام الكلام وبعد الصلاة على خير الانام، فما نطق لسان ولا برز في الرقاق والصحائق بيان الا بتوفيق العليم الديان، فأن مسؤلية الشاعر ان يجعل لسانه منبرا للفضيلة ونبذ الرذيلة، ونسأل الله ان نكون كذلك، فشكرا لهذا الحوار المثمر .

زر الذهاب إلى الأعلى