العَالَم يتابع رفاق السلاح والسلام والتضامن الزعيم كيم جونغ وون والرئيس فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين: أُخوَّة إستراتيجية وعالَمٍ جديد وأَمن واستقرار دولي … الجزء الأول.
اجنادين نيوز / ANN
*الأكاديمي مروان سوداح: مؤسس ورئيس المجلس العربي للتضامن والتحالف مع الشعب الكوري وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية؛
**الأُستاذة يلينا نيدوغينا: كاتبة روسية، نائب ومُسَاعِد رئيس المجلس العربي للتضامن والتحالف مع الشعب الكوري وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
كان مُتوقّعاً للمُتَابِع والخبير أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيونغ يانغ العاصمة الجميلة والراقية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وذلك لأجل الاجتماع بأخيه ورفيقه وجاره الجيوسياسي العظيم كيم جونغ وون – القائد الصلد والمخلص للتحالف مع روسيا، وذلك لمزيدٍ من تعزيز العلاقات الثنائية بين الجارين روسيا وكوريا زوتشيه، وللتنسيق الكامل والشامل في القضايا الثنائية، وتلك ذات الصلة بأقصى شرق آسيا، ولأجل مجموعة أخرى من الأهداف التي يَتفق عليها الجانبان في سبيل أن يتم توحيد جهودهما الشريفة لضمان أمن بلديهما والدول الصديقة والحليفة الأُخرى لهما، سيِّما تلك التي تشغل رقاع جيوسياسية في شرق القارة الآسيوية، وفي غيرها من القارات، وصولاً إلى بناء كوكب جديد جُلّه المساواة بين الدول والشعوب، وللأخذ بيد الإنسانية عامةً، إلى كرة أرضية جديدة لا وجود فيها للقهر السياسي، ولا للتهديدات العسكرية والأوامر الغربية المُباشِرة الصادرة لقادة دولٍ ومنظمات المجتمع المدني، وهي أوامر تتلاحق في صدورها من عواصم العديد من دول الغرب في محاولة ابتزازية منها لتسود على عددٍ من دول ورؤساء وشخصيات وإعلاميين وكُتَّاب تقدميين في دولٍ مستقلة وسيدة، وصولاً لفرض القيادية الأمريكية و “الغربجماعية” عليها؛ اعتقاداً، غير واقعي من “العَم سام” الهَرم، أنه مازال شاباً يتمتع بقواه العدوانية المتعددة، وأنه قادر حتى هذه اللحظة على فرض إرادته على غيره من الدول ورؤساء الدول في مسيرته السياسية التي عافتها شعوب الدنيا، كونها مازالت تتسم بالاستعلائية، والنمط الإمبريالي التدخلي، والإلزامي في فرض التبعية إليه، فانتفضت غالبية البلدان بشعوبها وأنظمتها على “سام” دون رجعة إليه.
زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ، واللقاء الحميمي بين الزعيمين بوتين وكيم جونغ وون، والذي تناولته وعرضته معظم وسائل الإعلام العالمية والإقليمية المرئية منها والمسموعة أيضاً، وتابعتها شعوب وأُمم، تؤكد أن روسيا بوتين وكوريا زوتشيه تسيران في خط واجد مستقيم في عملية تجذير تحالفهما الثنائي، الذي يُسَاعِد بلدان أخرى في فك تبعيتها للأجنبي الاستعماري، وتطلعا منها لنيل استقلالها الوطني الفِعلي، وفتح كوى متجددة لتقدّمُها الاجتماعي والزراعي والصناعي والخ، وبخاصةٍ في البُعدين الأمني والعسكري، وتحديث وتطوير قوى الدول الصديقة والحليفة في مسارها في إطار عملية تحديثها، لتغدو مستقلة تماماً وفعلاً و واقعاً، وبالتالي، تخليق واقع حِسي جديد، وصَحِيح وثابت في مساره، ومادِّيّ مَلْمُوس، بل ومُؤَكَّد، ومُحَقَّق، جُلّه تأكيد مسارها في إطار قراراتها الوطنية حصراً، بدعم رفاقي من الفدرالية الروسية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
كانت صدمة كبيرة للغرب الجماعي زيارة بوتين إلى كوريا الاشتراكية، والصدمة الأكبر هي أن برنامج زيارة بوتين إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، مُكَثّف للغاية، وقد تم خلال الزيارة إجراء مباحثات بين الجانبين الروسي والكوري على أعلى مستويات وبأشكال مختلفة، بما في ذلك في شكل موسع.
اللافت، أن الرئيس الروسي بوتين وصل إلى بيونغ يانغ في وقت متأخر من الليل، وعلى الرغم من ذلك، فقد استقبله شخصياً في المطار الزعيم الكوري كيم جونغ وون، ولهذا الأمر أبعاد سياسية لا تخفى على أحد.
أشارت وكالة الأنباء الكورية المركزية إلى إن الرئيس فلاديمير بوتين أعرب عن سعادته بزيارة بيونغ يانغ، وعن امتنانه العميق لأن كيم جونغ وون جاء شخصياً إلى المطار لاستقباله بحرارة، وأضافت الوكالة، أن قائدي البلدين تبادلا التحية في المطار، حيث تحدثا بشكل حيوي لعدة دقائق بالقرب من موكب الرئيس الروسي، ثم غادر الزعيمان مطار بيونغ يانغ في ذات الوقت، وفي الطريق أجريا محادثة، وتبادلا الآراء حول تطوير العلاقات بين بلديها.
وتضمن برنامج الزيارة أيضاً، حفلاً موسيقيًا على شرف زيارة الرئيس فلاديمير بوتين، وحفل استقبال رسمي، و وضع إكليل من الزهور على نصب التحرير التذكاري المُخصَّص لجنود الجيش الأحمر الذين حرروا كوريا خلال الحرب العالمية الثانية، وأبلوا بلاء حسناً سوياً مع رفاقهم العسكريين الكوريين في عملية هزيمة القوات الغربية الاستعمارية، التي أرادات احتلال كامل شبه الجزيرة الكورية وفشلت في ذلك فشلاً ذريعاً وتكبدات خسائر فادحة، وتم ردها مُندحِرةً تُجرجر ذيول فشلها وهزيمتها إلى جانب سيلان أنهار من دماء أفرادها المقاتلين الذين انطوت صفحاتهم من على هذه الكرة الأرضية إلى غير رجعة..
وقد رافق الرئيس الروسي في الجولة وفد تمثيلي. كما حضر المباحثات وزير الخارجية الروسي الشهير والمُخضرم سيرغي لافروف، و وزير الدفاع أندريه بيلاوسوف، والنائب الأول لرئيس الوزراء دينيس مانتوروف، ونائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، ورئيس وزارة الموارد الطبيعية ألكسندر كوزلوف، ووزير الصحة ميخائيل موراشكو، ووزير النقل رومان ستاروفويت.
كذلك، شارك في عدد من الفعاليات التي تخص الجانبين الكوري والروسي، ممثلون كبار عن الشركات المحلية الكبرى، بما في ذلك رئيس “روس كوسموس” يوري بوريسوف، والسكك الحديد الروسية الرئيس أوليغ بيلوزيروف.
ويُذكر، أن آخر زيارة بوتينية إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كانت في العام 2000، عندما كان رئيس كوريا آنذاك، الزعيم الفقيد الكبير والأخ المِقدام والشهم كيم جونغ إيل، والد الزعيم الحالي الشهير بصلابته الفكرية والعسكرية وفكره الثاقب كيم جونغ وون الشريف والشهير والجليل.
-(يتبع الجزء الثاني)..