قمة الدول السبع ومواجهة الصين

اجنادين نيوز /ANN

الدكتورة كريمة الحفناوي

إعلامية مصرية شهيرة ومعتمدة للنشر في  “شبكة طريق الحرير الصيني ” في الجزائر والوكالات العربية الإخبارية المتحالفة “اجنادين ” والسندباد” والحرير العراقية “والمدائن “وآشور ” وعضو متقدم ناشط في  ” الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين  ” وناشطة سياسية وقيادية في  “حركة كفاية  “وعضو مؤسس  “بالحزب الاشتراكي المصري  “وجبهة نساء مصر ” وعضو  ” حملة الحريات النقابية والدفاع عن الحق في الصحة ” .

عقدت قمة الدول الصناعية السبع لمدة ثلاثة أيام فى الفترة (12 – 14 يونيو 2021) فى مدينة كورنوال ببريطانيا وتناولت الدول السبع الاقتصادية (الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وكندا، إيطاليا، واليابان) ثلاثة محاور أساسية وهى محورالبيئة والتغير المناخى والاحتباس الحرارى، ومحور التصدى لفيروس كوفيد 19 ووضع استراتيجية دولية لمواجهة الأوبئة، ومحور تحالف دولى للتصدى للنفوذ الصينى والذى تسعى أمريكا لتكوينه مع دول أوروبية.

وقبل انعقاد القمة ردت الصين على القانون الذى أقره مجلس الشيوخ الأمريكى “بتخصيص استثمارات كبيرة فى العلوم والتكنولوجيا للتصدى للصين” باتهام أمريكا بالمبالغة فيما تسميه بالتهديد الصينى وقالت إن هذا القانون يكشف عن جنون العظمة والغرور لدى أمريكا”.
كان لصعودالصين فى السنوات الأخيرة ومنافستها للقطب الأمريكى المهيمن على دول العالم أثرا كبيرا فى انتهاج أمريكا سياسة معادية للصين. ولقد انتهج الرئيس السابق دونالد ترامب سياسة معادية للصين فى العديد من الجبهات ومنها شن حرب تجارية على الصين وفرض عقوبات على شركات صينية فى مجال التكنولوجيا لحد منع شركة هوواوى الإلكترونية من التواجد فى السوق الأمريكى والضغط على عدد من الدول الأوروبية لانتهاج نفس الوسائل، هذا بجانب فرض قدر من الجمارك العالية على العديد من السلع الصينية، وبالطبع قامت الصين بالمثل ردا على أمريكا.

ولم يكتف الرئيس الأمريكى السابق بهذه الإجراءات ولكنه وجه اتهاماته للصين على أنها منشأ فيروس كوفيد 19 فى محاولة لإلقاء عبء سياساته الفاشلة فى مواجهة الفيروس (والذى حصد حتى الآن فى أمريكا أرواح 600 ألف من المواطنين الأمريكان) على جمهورية الصين الشعبية.
ومازال التصدى للصين والخوف من صعودها كقطب اقتصادى أول فى السنوات القليلة القادمة من أولويات الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن منذ دخوله للبيت الأبيض حيث صرح بأن هدفه الأول هو العمل مع حلفائه لكبح جماح الصين.
ومازال بايدن ينتهج سياسة التهديد للصين وروسيا أيضا بل ويستمر فى التشهير بالصين بإعادة اتهامها بأنها المتسبب فى وباء كورونا بتسربه من مختبر ووهان الصينى رغم التحقيق الذى قامت به منظمة الصحة العالمية ونفيها لذلك. واتهم بايدن الصين بأنها لا تحترم حقوق الأقليات فى الوقت الذى لم تدن فيه أمريكا الاعتداءات الوحشية الصهيونية على سكان غزةوسكان الضفة الغربية وفلسطينيى 1948 بل ودافع بايدن عن “حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها”.

وبحث قادة الدول السبع فى كورنوال بانجلترا مواجهة جهود الصين فى كسب نفوذ العالم، واتفقوا فى نهاية اجتماعاتهم على مايسمى “إعادة بناء أفضل من أجل العالم” بتخصيص مبالغ للإنفاق على البنية التحتية فى الدول الفقيرة وذلك بإنشاء صندوق لمجموعة السبع للنهوض بالبنى التحتية للدول النامية، وذلك لمواجهة خطة الصين ومبادرة “الحزام والطريق” التى تقوم على تمويل مشروعات التنمية فى مجال البنية التحتية ومجالات الطاقة والنقل والطرق والتكنولجيا الحديثة فى معظم دول العالم التى وافقت على المبادرة فى أسيا وأوروبا وإفريقيا والدول العربية. تلك المبادرة التى تنطلق من نشر الصين لمبادىء التعاون على أساس المنفعة المتبادلة والمصير المشترك وعدم التدخل فى سيادة الدول.

وفى إطار محور المناخ انتهى الاجتماع بسعى قادة الدول السبع لوقف التدهور فى التنوع البيولوجى بحلول عام 2030 مع حماية 30% من الأراضى والبحار بالإضافة لإطلاق دولة بريطانيا لصندوق بقيمة 500 مليون جنيه استرلينى لحماية المحيطات والنظم البيئية فى الدول ومنها غانا وإندونيسيا، بالإضافة إلى تقليص إنتاج النفط واستهلاك المحروقات حول العالم ووقف إنتاج الفحم الحجرى ووقف السيارات التى تعمل بالبنزين بحلول 2030.
كما انتهى الاجتماع إلى تفعيل عملية إنتاج اللقاح وتوفيره لدول العالم والتبرع ب (مليار جرعة لقاح) للدول الفقيرة، بجانب التزام الدول السبع الكبرى بإعلان الحيلولة دون انتشار أوبئة فى المستقبل وضمان عدم تكرار الدمار الذى أحدثه كوفيد 19.
وناقشت الدول السبع وضع نظام ضريبى أكثر عدالة فى العالم وفرض ضرائب على الشركات الكبرى، وناقشت أيضا العلاقة مع روسيا واتفقت على حل النزاعات معها على أساس الشرعية والقرارات الدولية، وأشار بايدن إلى أنه يجب محاسبة روسيا على الهجمات السيبرانية، وتم أيضا نقاش بين كل من بوريس جونسون رئيس وزراء انجلترا وإيمانويل ماكرون رئيس فرنسا بخصوص البريكست وتداعياته بالنسبة لأيرلندا الشمالية.
الجدير بالذكر الإشارة إلى ماجاء فى جريدة الأهرام اليومية الصادرة بمصر يوم الإثنين 14 يونية 2021 ونقلا عن وكالات أنباء لندن وبكين والعالم “حذرت الصين مجموعة السبع من أن الأيام التى كانت تقرر فيها مجموعات صغيرة من الدول مصير العالم قد ولَّت منذ فترة طويلة”، ورد المتحدث باسم السفارة الصينية فى لندن “نعتقد دائما أن الدول كبيرة كانت أو صغيرة، فقيرة أم غنية، متساوية وانه يجب معالجة الشئون العالمية من خلال التشاور بين كل الدول”.
وإننى أقول إن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والصحية التى أعقبت صدمة تفشى فيروس كورونا على مستوى العالم، والمتغيرات الخاصة بصعود أقطاب الصين وروسيا، وإنهاء سيطرة القطب الواحد الأمريكى وهيمنته، مع تصاعد الحركات الاحتجاجية الشعبية فى السنوات الأخيرة ضد القهر والفقر والعنصرية على مستوى دول العالم الغنى والفقير،كل ذلك سيكون له الأثر في الوصول إلى عالم أكثر إنسانية ، عالم تسوده العدالة والمساواة وتتقلص فيه الفجوة الواسعة بين القلة الفاحشة الثراء والغالبية من الفقراء .

زر الذهاب إلى الأعلى