العلاقات الأردنية الصينية في مجال الأديان تتواصل بمشاعر التعاون والاحترام المتبادل

اجنادين نيوز / ANN

*إعداد: غسان أبو هلال. عضو في “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”. الأردن.
**تحرير ومراجعة الأكاديمي مروان سوداح، مؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”. المملكة الأردنية الهاشمية.

تؤكد التصريحات المتواصلة التي يُعلن عنها عدد من المسؤولين في الأردن والصين أن العلاقات بين الدولتين والشعبين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية متينة، إذ أُرسِيت قواعدها منذ عهد بعيد بمبادرة من قيادتي البلدين الصديقين، اللذين يواصلان صيانتها وحماية مناعتها وتواصل تألقها.
في الواقع المعاش أردنياً وصينياً نلاحظ من خلال متابعتنا الأخبار، أن آفاقاً متجددة يتم فتحها بين البلدين بين حين وآخر، ضمنها التعاون في عدد من المناحي ذات الصلة بالتطوير الداخلي في حقول عديدة في الأردن، وزيادة حجم المشروعات الصينية سواءً الجديدة منها أو القديمة، والتي سبق للصين أن شيّدتها لصالح المملكة الأردنية الهاشمية، وهو ما يؤكد قوة هذه العلاقات، وعُمقها في فضاءات كثيرة، منها الداخلية وتلك الخارجية، والتنسيق في الملفات ذات الصلة بمنطقة “الشرق الأوسط”، ناهيك عن الملفات الدولية.
التعاون بين الصين والأردن واسع المجالات والعناوين، ومِثالٌ على ذلك، كما أذكُر أنا كاتب هذه السطور، أنه قد سبق لوزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالسلام العبادي، أن أكد خلال لقائه قبل سنوات عديدة وفداً صينياً، متانة العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية، والتي أرست قواعدها قيادتا البلدين الصديقين جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس شي جين بينغ.

آنذاك، كان في استقبال الوفد الصيني الضيف على الأردن الدكتور العبادي، الضيف كان شَغِلَ منصب رئيس مصلحة الأديان في جمهورية الصين الشعبية آنذاك – لونغ زون – والوفد الصيني المرافق له الذي زار المملكة. حينها، أكد العبادي أن هذه الزيارة الصينية إلى الأردن “سوف تفتح آفاقاً جديدة للتعاون وتطوير العلاقة بين البلدين في جميع المجالات والتنسيق في القضايا المحلية والدولية.

آنذاك، قدَّم العبادي للوفد الصيني شرحاً حول قانون وزارة الأوقاف الأردنية الذي يُنظِّم عمل الوزارة وشؤونها ونشاطاتها، لاسيَّما شؤون الحج والزكاة والاستثمارات الوقفية وشؤون المساجد، مثلما قدَّم شرحاً حول أعمال الوزارة وانجازاتها في مدينة القدس الشريف، وإشرافها على المقدسات الإسلامية فيها، إذ ينطلق هذا الإشراف من مواثيق القوانين الدولية لتطبيقه في المدينة المقدَّسة، حيث يوجد التزام بالدور التاريخي الأردني في إدارة الأوقاف الإسلامية، مؤكداً في ذات الوقت على أن أي مساس بالرعاية والإشراف الأردني على المقدسات يُعتبر خرقاً للأعراف الدولية.

وعرض العبادي على الوفد الصيني الضيف محاور ومضامين “رسالة عمّان” التي أبرزت منطلقات الدعوة الإسلامية القائمة على الوسطية والاعتدال والتسامح والنظرة الايجابية للآخر، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مُشيراً إلى إن الوزارة مُستمرة بعقد الدورات العلمية الخاصة بالرسالة.

وقال العبادي في تصريح صحافي عقب اللقاء – آنذاك، إنه تم الاتفاق على إعداد مشروع مذكرة تفاهم بين الجانبين تشتمل على التعاون في المجالات ذات العلاقة.

من جهته أعرب السيد لونغ زون رئيس مصلحة الأديان في جمهورية الصين الشعبية، عن سروره لهذه الزيارة التي هي الأولى للأردن، لافتاً إلى أن الأردن يتمتع بسمعة طيبة سواءً
فيما يتعلق بالسياسات الداخلية أو الخارجية، وأنه يٌمَثِّل وسطية الإسلام واعتداله وتعاونه المستمر في سبيل تطوير العلاقات بين الدول وتعمير العلاقات الإنسانية.

وبيَّن لونغ زون الدور الايجابي المُهم للأديان في مجال تنمية المجتمعات في جميع مناحي الحياة وخاصة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مؤكداً أن جمهورية الصين الشعبية تعمل على تنمية الروح الإسلامية الوسطية وإثراء التعاون والتسامح.

كذاك، أشاد زون بمبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم التي سبق وأطلق من خلالها “أسبوع الوئام العالمي بين الأديان”، والذي أيّده الرئيس الصيني الرفيق والأخ شي جين بينغ، انطلاقاً من الحرص على التعاون بين أتباع الديانات، وأن الصين كانت أكثر الدول استجابة له، حيث أن جميع الأديان في الصين تَحتفل به.
وقدَّم زون شرحاً حول أوضاع المسلمين في الصين، وعددهم عشرات الملايين، و وجه الدعوة للدكتور العبادي لزيارة الصين.
وختاماً، نأمل بتواصل تطوير العلاقات الدينية بين الأردن والصين، وتنظيم لقاءات وتعاون مباشر بين المسلمين في البلدين، والاتفاق على مشاريع مختلفة ومتعددة الاهتمامات، بخاصة في المجال الديني، والثقافي، والسياحة الدينية، للأردن الذي هو أحد أهم البلدان العربية والإسلامية كون أرضه مقدَّسَة إذ شهدت تواجد الأنبياء والمرسلين ودعواتهم للتوحيد والمحبة والتعاون والسلام بين بني الإنسان.

زر الذهاب إلى الأعلى