اجنادين نيوز / ANN
المصدر / جريدة الزمان
التحديث الصيني النمط:
تخطيط جديد لتطور الصين، فرص جديدة لتنمية العالم
في الشهر الماضي، تكللت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني بنجاح، وكان هذه الدورة اجتماعا مهمًا للغاية خلال الفترة الحاسمة لدفع بناء دولة قوية وتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية من خلال التحديث الصيني النمط. وركزت الدورة الكاملة على موضوع تعزيز التحديث الصيني النمط ووضعت الإجراءات الاستراتيجية لمواصلة تعميق الإصلاح على نحو شامل، ويعد “قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن مواصلة تعميق الإصلاح على نحو شامل والدفع بالتحديث الصيني النمط” الذي تم النظر فيه وتمريره خلال الدورة الكاملة، وثيقةً منهجيةً لمواصلة تعميق الإصلاح على نحو شامل في المسيرة الجديدة، وأطلقت علامة واضحة أن الصين ستواصل تعميق الإصلاح على نحو شامل، ومواصلة توسيع الانفتاح الرفيع المستوى، ومواصلة تعزيز التنمية العالية الجودة.
الصين لن تتوانى جهودها الدؤوب لمواصلة تعميق الإصلاح على نحو شامل. تضمن “القرار” الذي تم تمريرها في الدورة الكاملة 60 استراتيجية إصلاح وأكثر من 300 إجراء إصلاح مهم، وحدد الهدف الرئيسي لمواصلة تعميق الإصلاح على نحو شامل: بحلول عام 2035، سيتم إنشاء نظام اقتصاد السوق الاشتراكي الرفيع المستوى بشكل كامل، وستكون الاشتراكية ذات الخصائص الصينية أكثر اكتمالا، وسيتحقق تحديث نظام وقدرات الحوكمة الوطنية بشكل عام، وسيتحقق التحديث الاشتراكي بشكل عام، الأمر الذي سيضع أساسًا متينًا لبناء دولة اشتراكية حديثة وقوية بشكل كامل بحلول منتصف هذا القرن. في الوقت نفسه، سيتم التركيز على سبعة مجالات رئيسية بما في ذلك النظام الاقتصادي، والنظام السياسي، والنظام الثقافي، والنظام الاجتماعي، ونظام الحضارة الإيكولوجية، ونظام الأمن القومي، ونظام بناء الحزب، ويخطط أن يتم إنجاز المهمات الإصلاحية المطروحة في “القرار” بحلول عام 2029 الموافق الذكرى الثمانين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. ومن المؤكد أن مواصلة تعميق الإصلاح على نحو شامل سيوفر قوة دافعة قوية وضمانا مؤسسيا للتحديث الصيني النمط..
الصين لن تتوقف خطواتها الثابت لمواصلة توسيع الانفتاح الرفيع المستوى على الخارج. إن الانفتاح هو رمز مميز للتحديث الصيني النمط، وطُرح في الدورة الكاملة أنه يجب الالتزام بالانفتاح على الخارج كسياسة وطنية أساسية، والمثابرة على تعزيز الإصلاح من خلال الدفع بالانفتاح، والاعتماد على مزايانا المتمثلة في حجم السوق الضخم. وتحسين القدرة على الانفتاح خلال توسيع التعاون الدولي، وبناء نظام اقتصادي منفتح جديد بمستوى أعلى، وتوسيع الانفتاح المؤسسي بخطوات متزنة، وتعميق إصلاح نظام التجارة الخارجية، وتعميق إصلاح نظام إدارة رأس المال الأجنبي والاستثمار الخارجي، وتحسين معادلة الانفتاح الإقليمي. ستواصل الصين الدفع بالتعاون العالي الجودة في بناء “الحزام والطريق”، وتعزيز التعاون في التنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات، وبناء شبكة الترابط والتواصل الشاملة الأبعاد لـ “الحزام والطريق”، وتعزيز التنسيق الشامل للمشاريع النموذجية الكبرى والمشاريع المعيشية “الصغيرة لكن الجميلة””. ومن المؤكد أن توسيع الانفتاح الرفيع المستوى سيضخ ثقة قوية وزخما تنمويا في الاقتصاد العالمي.
الصين لن تتزعزع عزيمتها الراسخة لمواصلة الدفع بالتنمية الاقتصادية العالية الجودة. إن التنمية العالية الجودة هي المهمة الرئيسية لبناء دولة اشتراكية حديثة بشكل شاملة، وطُرح في الدورة الكاملة أنه يتعين علينا تطوير القوى الإنتاجية الجديدة النوعية وفقا للظروف المحلية، وتعزيز التكامل المعمق بين الاقتصاد الحقيقي والاقتصاد الرقمي، تحسين تطور صناعة الخدمات، وإكمال بناء البنية التحتية الحديثة، وتعزيز صلابة سلاسل الصناعة والإمداد ومستوى أمنها، وتشجيع صناعات جديدة وأنماط جديدة وديناميكية جديدة، وتطوير القوى الإنتاجية التي تتميز بالتكنولوجيا المتقدمة والكفاءة الجيدة والجودة العالية. وفي النصف الأول من هذا العام، وصل الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 61.7 تريليون يوان صيني، بزيادة سنوية قدرها 5.0%. وزادت القيمة المضافة لصناعة التصنيع العالية التكنولوجيا فوق الحجم المحدد بنسبة 8.7% على أساس سنوي، وحققت القيمة المضافة لصناعة الخدمة الحديثة المتمثلة في نقل المعلومات والبرمجيات وصناعات خدمات تكنولوجيا المعلومات زيادة بنسبة تتجاوز 10%، وظهرت الإنجازات العلمية والتكنولوجية الكبرى باستمرار، وتنامت القوى الإنتاجية الجديدة النوعية باطراد. ولم يتغير الرخم التنموي للاقتصاد الصيني المتمثل بالتوجه نحو التحسن لمدة طويلة مع الحفاظ على الاستقرار.
لا تنفصل تنمية الصين عن العالم ، كما أن ازدهار العالم يحتاج إلى الصين في نفس الوقت. إن التحديث الصيني النمط هو تحديث يتبنى طريق التنمية السلمية وسيخلق المزيد من الفرص التنموية والخبرات التنموية لجميع دول العالم بما فيه العراق. وفي الوقت الحالي، يمر كل من الصين والعراق بمرحلة حاسمة لتحقيق التنمية والنهضة، وتحرص الصين على تعميق التعاون مع العراق في مجال الطاقة والبنية التحتية وغيرها من المجالات، وتوسيع التعاون في مجال التحول الرقمي، والاقتصاد الأخضر ومنخفض الكربون والزراعة الحديثة وغيرها من المجالات وحسن تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي مبادرة الحضارة العالمية، والعمل معًا لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ودفع الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الصين والعراق أن تتقدم إلى الأمام بخطوات متزنة.