التحدّي العراقي نحو العالميّة
اجنادين نيوز / ANN
سمير السعد
مع اقتراب الأدوار الحاسمة لتصفيات كأس العالم 2026، يتوجّب على الاتحاد العراقي لكرة القدم، والكادر التدريبي، واللاعبين تحمّل مسؤوليّاتهم بالكامل لضمان التأهّل والظهور المشرّف في البطولة العالمية، والعراق الذي يتطلّع لتحقيق أحلام جماهيره العريضة يجب أن يضع في اعتباره العديد من العوامل التي تسهم في نجاحه.
للتذكير حول مسؤوليّة الاتحاد العراقي هو المحور الأساس لضمان النجاح المستدام للمنتخب، ويتطلّب من الاتحاد توفير الدعم المالي اللازم لتأمين معسكرات تدريبيّة عالية الجودة في الخارج، وإجراء مباريات وديّة مع فرق من مستويات متقدّمة، وكذلك يجب أن يكون الاتحاد نشطاً في تسهيل التعاون مع الأندية المحليّة لضمان توفر اللاعبين في أتمّ الجاهزيّة دون ضغوط تؤثر على مستواهم البدني أو الذهني.
إضافة إلى ذلك، يجب أن يعزز الاتحاد الدعم الجماهيري من خلال تنظيم حملات توعويّة وإعلاميّة تشجّع على الحضور للمباريات وتقديم الدعم الإيجابي للمنتخب.
أيضًا الكادر التدريبي، بقيادة المدير الفني، يحتاج إلى وضع استراتيجيّات فنيّة وتكتيكيّة تتناسب مع فرق المجموعة المنافسة، ويفترض بالجهاز التدريبي أن يدرس نقاط القوّة والضعف لدى الفرق المنافسة وتحليلها بدقة، مع تخصيص تدريبات محدّدة لكُل مباراة.
التواصل الفعّال مع اللاعبين هو عنصر حاسم ويجب أن يضمن المدربون استعداد اللاعبين من الناحية النفسيّة والبدنيّة، مع العمل على تعزيز الروح الجماعيّة. وأن يكون هناك مرونة في الخطط التكتيكيّة للتكيّف مع تغيّرات الظروف خلال المباريات.
تقع مسؤوليّة على اللاعبين باعتبارهم هم العنصر الأساس لتحقيق الطموحات، ويتوجّب عليهم تحمّل مسؤوليّة التحضير الجيّد، بدءًا من الالتزام بالتدريبات وتطبيق التعليمات التكتيكيّة والحفاظ على اللياقة البدنيّة وتجنب الإصابات من خلال اتباع نظام غذائي صحّي والتكيّف مع روتين حياته باتزان أمر لا يقلّ أهميّة.
يجب أن يكون لدى اللاعبين الاستعداد الذهني لتحمّل ضغوط المباريات الحاسمة، خاصّة في الأدوار النهائيّة، والتي تتطلّب تركيزًا عاليًا وثقة بالنفس، إلى جانب الجهود الكبيرة المطلوبة من الاتحاد والكادر التدريبي واللاعبين لمتابعة ذلك، ويلعب الجمهور والإعلام الوطني دورًا لا يقلّ أهميّة عن دعم المنتخب العراقي خلال الأدوار الحاسمة لتصفيات كأس العالم 2026.
الجمهور العراقي مطالب وهو جزء لا يتجزّأ من روح المنتخب الوطني، بالحماسة في التشجيع والدعم المستمر كونه يمثل على مدى العقود مصدر قوّة للاعبين داخل وخارج الملعب، وفي هذه المرحلة الحاسمة، يكون دور الجمهور أكثر أهميّة من أي وقت مضى.
الحضور الجماهيري في المباريات، سواء كانت على أرض الوطن أم خارجه، يعزز من معنويات اللاعبين ويخلق أجواءً مميّزة تصعِّد حماسة الفريق، إلى جانب الحضور، ويجب أن يكون الدعم إيجابيًّا، حيث يسهم التشجيع الإيجابي في رفع معنويّات اللاعبين حتى في الأوقات الصعبة، وينبغي على الجمهور أن يكون متفهمًّا للضغوط التي يواجهها اللاعبون، وأن يتجنب النقد الجارح الذي قد يؤثر سلبًا على الإعلام الوطني هو الواجهة التي تعكس مشاعر وتطلّعات الشعب، ومن خلاله يمكن بناء حالة من التضامن الوطني حول المنتخب، ويتطلّب من الإعلام الوطني تبني أسلوب نقدي بنّاء يتجاوز حدود النقد من أجل النقد، ويركّز على تقديم التحليلات المفيدة التي تسهم في تحسين الأداء العام للمنتخب.
الإعلام مطالب بأن يقوم بتسليط الضوء على الجوانب الإيجابيّة وتقديم صورة متفائِلة عن المنتخب، دون إغفال التحدّيات والصعوبات والمهم أن يكون هناك توازن بين النقد البنّاء والدعم المعنوي باعتبار أن الإعلام كالجسر الرصين والآمن بين المنتخب والجمهور.
علاوة على ذلك، يمكن للإعلام تنظيم حملات إعلاميّة توعويّة تهدف إلى توحيد المشجّعين خلف المنتخب، وتعزيز الشعور بالانتماء الوطني والمسؤوليّة الجماعيّة تجاه دعم الفريق.
إن تحقيق التأهّل إلى كأس العالم 2026 ليس بالمهمّة السهلة، لكنه هدف يمكن تحقيقه من خلال تعاون جميع الأطراف المعنيّة والالتزام بالاستراتيجيّات المناسبة، ويمكن للمنتخب العراقي أن يكون في قلب الحدث العالمي ويفخر بتمثيل بلاده أمام العالم. لذا فالكرة الآن في ملعب الجميع.
لابد من التذكير أن دعم المنتخب العراقي يُعد مهمّة وطنيّة في رحلته نحو كأس العالم 2026 ويتطلّب تضافر جهود الجميع، فتفاني الجمهور وتشجيعه النظيف يلتقي مع قدرة الإعلام الوطني على توجيه الرأي العام نحو المؤازرة الوطنيّة، يشكّلان ركيزة أساسيّة في طريق الكرة العراقية للظفر ببطاقة المونديال، ومع هذا الدعم المتكامل يمكن للعراق أن يحقق أهدافه ويجعل من مشاركته العالميّة مصدر فخر لكُلّ مواطن.