ما الإشارات التي ترسلها زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي للصين؟
اجنادين نيوز / ANN
بقلم الصحفية الصينية سعاد ياي شين هوا
من المتوقع أن يزور الصين مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي (مستشار الأمن القومي) جيك سوليفان في الفترة من 27 إلى 29 أغسطس تلبية لدعوة من وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب، لعقد جولة جديدة من الاتصال الاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة.
وخلال ال 16 شهر الماضية، تم عقد ثلاث جولات من التواصل الاستراتيجي في “دولة ثالثة” بين وانغ يي وسوليفان. وستكون الزيارة المقبلة هي أول زيارة يقوم بها مستشار أمن قومي للرئيس الأمريكي إلى الصين منذ ثمانية أعوام، وهي أيضا أول زيارة يقوم بها مستشار الأمن القومي سوليفان إلى الصين. وتعد هذه الزيارة خطوة مهمة للجانبين لتنفيذ التفاهمات المشتركة التي توصل إليها الرئيسان في اجتماعهما في سان فرانسيسكو.
كما أنه في الوقت الذي تكون فيه ولاية بايدن في فترة العد التنازلي والتي تراكمت فيها مخاطر العلاقات الصينية الأمريكية، تمثل زيارة سوليفان للصين أحدث الجهود التي تبذلها الدولتان لاستعادة التوازن في العلاقات الثنائية بينهما. لكن، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة دائما قمع الصين واحتواءها، فقد لا تزال العلاقات الصينية الأمريكية تواجه تقلبات وتحديات.
الاتصالات الاستراتيجية الأخيرة بين بكين وواشنطن
توصل رئيسا البلدين الصيني والأمريكي في اجتماع بالي بإندونيسيا في نوفمبر عام 2022 إلى توافقات مشتركة مهمة بشأن تطور العلاقات الصينية الأمريكية، وبما فيها الحفاظ على اتصالات استراتيجية بين البلدين. ومنذ مايو عام 2023، أجرى وانغ يي وسوليفان ثلاث جولات من الاتصالات الاستراتيجية في فيينا ومالطا وبانكوك على التوالي، بالإضافة إلى لقائهما المباشر في واشنطن بأكتوبر الماضي، فإن هذه الزيارة ستكون اللقاء الخامس بينهما منذ 16 شهر الماضية. ومن المتوقع أن يتبادل الجانبان آراءهما حول العلاقات الصينية الأمريكية والقضايا الإقليمية والدولية الساخنة عبر قناة الاتصال الاستراتيجي هذه.
ومن الجانب الأمريكي، تتحمل زيارة سوليفان للصين بعض الأهداف السياسية.
أولا، بدأت ولاية بايدن في العد التنازلي. وفي هذا التوقيت، تأمل سلطة بايدن في مواصلة الحفاظ على تبادلاتها رفيعة المستوى مع الجانب الصيني، وبما فيها الاتصالات الاستراتيجية، لتفادي حدوث تقلبات هائلة في العلاقات بين البلدين.
ثانيا، منذ العام الجاري، تحافظ الصين والولايات المتحدة على تبادلات رفيعة المستوى بينهما، وبما في ذلك لقاء بانكوك بين سوليفان ووان يي في أوائل العام الجاري، وكذلك الزيارات التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي بلينكن وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين إلى الصين. وتمثل هذه الجولة من الاتصالات الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة تنفيذا للتوافقات المشتركة المهمة بين رئيسي البلدين والتي تم التوصل إليها في لقائهما في سان فرانسيسكو، حيث وافق رئيسا البلدين على مواصلة استخدام هذه القناة للاتصالات الاستراتيجية.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال العلاقات الصينية الأمريكية تعاني من الاحتكاكات المستمرة، حيث يتخذ الجانب الأمريكي سلسلة من الإجراءات لاحتواء المؤسسات الصينية، وبما فيها فرض تعريفات جمركية إضافية على الصين وإساءة استخدام قائمة الكيانات. ومن ثم، فإن زيارة سوليفان للصين ستوفر أيضًا فرصة للجانبين لمناقشة القضايا الملحة ذات الاهتمام المشترك لدى الجانبين وإدارة الخلافات بينهما.
ما المميزات التي تتسم بها زيارة سوليفان للصين وما هي أهميتها؟
يمكن أن نلاحظ أن اللقاء المقبل سيجري بين وانغ يي، وهو مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وسوليفان الذي يتولى منصب مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، فهما يعتبران ممثلين لرئيسي البلدين، إن التواصل بينهما يتسم بالقوة، وسيتركز على بعض القضايا الاستراتيجية، ويهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز التفاهم والتعارف الاستراتيجيين بين البلدين. كما أن التوافقات المشتركة التي سيتوصل إليها الجانبان ستصبح من الإرشادات لمعالجة العلاقات الصينية الأمريكية في الفترة المقبلة. وفي التوقيت الحالي الذي تواجه العلاقات الصينية الأمريكية تقلبات وتحديات، فإن الحفاظ على انفتاح قنوات تواصل رفيعة المستوى بين البلدين تتسم بأهمية كبيرة في معرفة الأهداف الاستراتيجية وتفادي سوء الفهم وإدارة الخلافات بينهما.