القوة الناعمة للصين في الشرق
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: طارق قديـــس*
• نائب رئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في الأردن والعَالم العربي”.
دأبت جمهورية الصين الشعبية منذ تسلُّم الرئيس شي جين بينغ القيادة في عام 2013 إلى تعميق العلاقات مع الدول العربية بشكل مُكثف، من خلال طرح “مُبَادَرَة الحزام والطريق” الشهيرة، والسير بخطوات حثيثة صوب توطيد العلاقات ما بين الشعوب في الشرق، سواء على مستوى رأس الهرم (القيادة)، أو قاعدة الهرم (الشعب)، من منطلق التعاون بين البلدان، لا من منطلق القوة السائدة في العلاقات الدولية في العصر الحديث، وبحيث لا يكون الاستقواء مِن قِبل أحد الطرفين على الآخر هو المُحَدِّد الرئيسي لطبيعة العلاقة بين الطرفين.
وقد برز وتألق في السنوات الأخير منتدى التعاون العربي – الصيني كأحد أذرع التعاون المهمة ما بين الصين والعَالم العربي على المستوى الرسمي، والتي لطالما مًثلَت كلمات الرئيس شي جين بينغ فيها حجر الأساس، مؤكدةً على عُمق العلاقات التي تربط الصين والدول العربية، وعلى اهتمام بكين برفع مستوى التنمية الاقتصادية في البلدان العربية، ووقوفها إلى جانبهم في القضايا المَصِيرية في منظمة الأمم المتحدة.
وإلى جانب هذا الدفع الإيجابي على مستوى رأس الهرم (القيادة)، كان ثمة اهتمامٌ موازٍ من الصين على مستوى القاعدة الهرمية (الشعب)، من خلال تعزيز العلاقات أفقياً ما بين الشعوب، لِمَا لهذه العلاقات من القوة في التأثير وتصحيح الصورة التي يحاول الغرب زرعها في عقول العرب تجاه الصين، خاصة أن القوة الناعمة لدى الشعوب والتركيز على عملية التثاقف سُتسَاهِم في تصحيح الانطباعات ونبذ الأفكار المُسبَقة والمغلوطة التي يتم الترويج لها عن الصين. وقد كان لحضور “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين” كظاهرة نوعية مَظهَراً لافتاً جداً من مظاهر التعزيز والتجذير الأعمق للعلاقات العربية الصينية في أوساط المثقفين والكُتَّاب والإعلاميين والمواطنين العرب. وقد انبرت أقلام أعضاء “الاتحاد” منذ سنوات ماضية طويلة وللآن، لنشر الوعي بالثقافة الصينية من خلال المشاركة بالكثير من المقالات الثَرِيَّةِ في مختلف المَنَابِر الثقافية والمواقع الإلكترونية الأُردنية والعربية، باعتبار الصين قوَّة ناعمة تسعى بحق إلى تحقيق قفزات نوعية في وعي الشعب العربي تجاه العلاقات العربية الصينية.
ولَعَلَّه من المُهم بمكان هنا أن يتم التأكيد على أن الاهتمام الكبير لجمهورية الصين الشعبية بـِ”الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين” إنَمَا يَعود إلى وعي القيادة السياسية الصينية العميق بضرورة الالتفات إلى دور الشعوب في إحداث التغيير الثقافي والوعي الجَمعي، ومواجهة التشويه المُتعَمَّد لآلة الإعلام الغربي، وأنه لا يجب إغفال دور القوة الناعمة في المَشهد المُعَاصِر في دفع عجلة التقدم في العلاقات العربية الصينية وبشكل مؤثر ومَحسوس، خاصةَ في الحضور الإعلامي الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة.
*مراجعة وتدقيق المقالة، وتعليق: الأكاديمي مروان سوداح، مؤسِس ورئيس “الاتحاد الدولي – الأُردن”.
• تعريف بكاتب المَقَالَة: الاستاذ طارق قديس: شاعر وكاتب ولُغوي أردني وعربي شهير، وعضو قيادي مُتقدّم ونائب رئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في الأردن والعَالم العربي” في أنشطة وأعمال “الاتحاد الدولي ” على مختلف الأصعِدة، وعضو ناشط في مختلف الهيئات الأدبية والإعلامية الأُردنية والعربية.
• ..//..