التسول في النجف: أزمة اجتماعية تتطلب الحلول
اجنادين نيوز / ANN
النجف: وفاء الغراوي
تنتشر ظاهرة التسول، أو “الجداوة”، بشكل كبير جداً في الفترة الأخيرة، خاصة وسط الشباب. إن الحديث عن هذه الظاهرة يعد صعباً جداً، لأن هناك بالفعل أشخاصاً محتاجين اضطُروا لمدّ أيديهم، لكن الغالبية منهم جعلوا من التسول تجارةً، مستغلين تدهور أوضاع البلاد، ويتسولون باسم النازحين. وفي الوقت نفسه، نجد أن النازحين يعملون رجالاً ونساءً لكي لا يمدوا أيديهم، حيث يبيعون الرصيد والحلويات والمعمول.
التسول مفتاح الفقر
قال الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ” الْمَسْأَلَةُ مِفْتَاحُ الْفَقْر” .
و قال عليه السلام أيضاً: ” الذُّلُّ فِي مَسْأَلَةِ النَّاس ” .
و عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ أنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: “يَا مُحَمَّدُ، لَوْ يَعْلَمُ السَّائِلُ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ مَا سَأَلَ أَحَدٌ أَحَداً، وَ لَوْ يَعْلَمُ الْمُعْطِي مَا فِي الْعَطِيَّةِ مَا رَدَّ أَحَدٌ أَحَداً” .
الآثار السلبية
تُعتبر ظاهرة التسول حالة دخيلة ومشكلة اجتماعية تشوّه الوجه الحضاري لمحافظة النجف الأشرف. يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن محافظتنا الحبيبة تعج بالزائرين من كل بقاع العالم، مما يجعل من المهم التفكير بعمق في حلول لهذه التصرفات التي تُشوّه المجتمع وتقلل من قيمة أبنائه. التسول ليس مجرد نقص مالي، بل يؤثر على النسيج الاجتماعي ويزيد من التوتر بين أفراد المجتمع، خاصة عندما تتداخل مصالح المتسولين مع رغبات ومساعدات المواطنين الآخرين.
دعوة للتغيير
تقديم المال للمتسولين لا يحل المشكلة، بل يزيد من تفاقمها. أصبح التسول ظاهرة ملازمة في كل شبر من الوطن. هناك من يمتهن التسول ويجيد التمثيل، ومنهم من يستحق المساعدة، وهذا يتطلب دقة في التحري. من الأهمية بمكان تعزيز الوعي بين المواطنين حول ضرورة تقديم المساعدة بطريقة تضمن عدم تشجيع التسول كظاهرة مستدامة. يمكن أن تكون هناك بدائل مثل تقديم الدعم للأسر المحتاجة مباشرةً من خلال الجمعيات الخيرية أو عبر برامج اجتماعية تهدف إلى تمكين الأفراد بدلاً من الاعتماد على التسول.
نداء للسلطات
نناشد السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في محافظة النجف الأشرف بأخذ هذه الشكوى بعين الاعتبار للحد من هذه الظاهرة السيئة التي أصبحت تشكل خطورة على مجتمعنا. يجب توفير فرص عمل وخدمات اجتماعية ومساعدة المحتاجين الحقيقيين لتعزيز الأمن والأمان في المجتمع. كما يجب أن تتعاون الجهات الحكومية مع منظمات المجتمع المدني لتوفير برامج تدريب مهني وتأهيلي، مما سيمكن الأفراد من استعادة كرامتهم والمشاركة الفعالة في المجتمع.
الخلاصة
نبينا محمد (ص) شجعنا على العمل ومنع التسول والاتكالية. هذه القضية تحتاج إلى تكاتف الجهود من جميع أفراد المجتمع للحفاظ على قيمه ومبادئه. إن التصدي لظاهرة التسول يتطلب منا جميعاً الالتزام بالتعاون والمشاركة في الحلول، لنضمن مجتمعاً متماسكاً يحرص على كرامة أبنائه ويعمل على معالجة جذور المشكلة بدلاً من تفاقمها. دعونا نعمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل لمحافظة النجف الأشرف، حيث لا يتعرض أي إنسان للإذلال أو الحاجة.