ياصحفي الثعلب الماكر وقع في المحناب

اجنادين نيوز  / ANN

باسم فضل الشعبي / صحفي وكاتب من اليمن

قبل اسبوع تقريبا قلت إن إسرائيل سوف تتوغل عسكريا في سوريا وصولا إلى دمشق، وذلك في محاولة لقطع ما تعتقد أنه شريان الإمداد العسكري لحزب الله القادم من سوريا، وايضا لتحقيق هدف السيطرة على منطقة الشام المجاورة لها بالكامل، ومنع أي تحرك قد يأتي منها نحو الداخل الاسرائيلي، فضلا عن محاولة خنق وإخماد محور المقاومة.

الاخبار تتحدث بالأمس واليوم أن الجيش الإسرائيلي بدأ التوغل فعلا في قرى ومدن سورية في الطريق صوب دمشق،واللافت أن إسرائيل تبحث ايضا عن نصر مكتمل من هذه المعركة، لم تجده في غزة وفلسطين، ولم تجده حتى الآن في جنوب لبنان، وتعتقد أنه بوصولها إلى دمشق واحتلال سوريا سوف تحقق ذلك النصر المتوهم.

عموما المعركة الان يبدو أنها سوف تتخذ شكلا مختلفا ومغائرا، اسرائيل في مازق فعلا، وفوق ذلك تتورط أكثر فاكثر، وإذا افترضنا جدلا أن بشار الأسد أصبح الآن في جيب أمريكا وإسرائيل كما يشاع، فإنه لا يعني ذلك أنه من السهل على إسرائيل ابتلاع سوريا دون حساب المصلحة و النفوذ الروسي والايراني هناك.

طيب، تعالوا نقرأ الموضوع من زاوية اخرى، المعروف أن إسرائيل هي كلب حراسة للمصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، فوق مالها طبعا من أطماع صهيونية دينية معروفة، والثابت أن روسيا والصين القوتان الكبيرتان الصاعدتان في العالم الان، تدركان ماذا تمثل اسرائيل لأمريكا في المنطقة، وماذا يعني زوال اسرائيل أو هزيمتها في هذه المعركة بالنسبة لامريكا، وبالتالي وفي تصوري وفي إطار صراع النفوذ في المنطقة والعالم بين القوى الكبرى، فإنه من مصلحة روسيا والصين هزيمة اسرائيل في هذه الحرب وكسر قوتها وغرورها واضعافها على الاقل، لان ذلك يعني فيما يعنيه هزيمة امريكا ايضا وحلفاؤها الاغبياء في المنطقة، وبالتالي تراجع نفوذ امريكا والغرب لصالح نفوذ روسيا والصين وحلفاؤهم وفي المقدمة إيران.

منذ البداية قلنا إن تورط إسرائيل في حرب غزة هو استنزاف لاسرائيل ومن خلفها امريكا، وان روسيا داخلة في حرب الاستنزاف هذه، وطالما وقد توسعت الحرب إلى لبنان، فإن عملية الاستنزاف في توسع، ثم يصبح انتقال الحرب إلى سوريا بمثابة توسع اكبر لحالة الاستنزاف، وقد رأينا كمية الدعم العسكري والمالي الأمريكي خلال الأيام القليلة الماضية للكيان، وهذا الأمر يعد مصلحة كبرى لروسيا وحلفاؤها، واستدراج خطير لاسرائيل إلى معركة شاملة لن تخرج منها منتصرة باي حال من الأحوال، وهذه فرصة لا تعوض لروسيا والصين لالحاق هزيمة نكرى بأمريكا في المنطقة، وكلنا يدرك أن هزيمة امريكا في المنطقة يعني أفول نجمها وسقوطها من عرش النظام العالمي، وهذا في الحقيقة يمهد الطريق أمام احلام وطموحات الزعيم بوتن بإنشاء نظام عالمي جديد.

لا قلق من همجية اسرائيل وكمية القتل والدمار الذي قد تحدثه في دول الشام أو غيرها، لان كل التنبوءات القديمة والمؤشرات الجديدة تقول: إن حال اسرائيل وامريكا في المنطقة أصبح الآن كما يقول جاري صائد الثعالب، سيف عبد مانع ،مناديا بصوت مرتفع” ياصحفي الثعلب الماكر وقع في المحناب”، والمحناب هنا هو القفص الذي يوضع لصيد الثعالب في معظم ارياف اليمن.

ومن قراءة المشهد يبدو أن محناب بوتن لامريكا في المنطقة اخطر وافظع من المحناب الذي وضعته امريكا لروسيا في اوكرانيا،والايام القادمة سوف توكد ذلك.

عموما لدينا قصة بوتن وانا مع الله، هي أشبه برؤيا صادقة، والهام قديم….لكن ما استطيع قوله الان، هو أن بوتن قد يكون آمن بقوله تعالى” لمن الملك اليوم لله الواحد القهار” لذلك هو مسدد من الله على الدوام، والنصر أصبح على مرمى حجر.

وفي الأخير لا عزاء للثعالب الماكرة، والحملان الغبية، الذين تكبروا على الله، ولم يفطنوا إلى أن من صفاته وطبيعته الاستدراج ثم الانتقام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى