شجون عراقية: (عندما نعجز عن التعزية والحزن !!)

اجنادين نيوز / ANN

د. كريم صويح عيادة

من مهازل القدر وهوان الدنيا على الله ان نفارق سيد حسن بالامس واليوم يغادرنا السنوار، وليبقى عليها ليتحكم بنا قادة وأبطال من ورق.

لقد ارادا سيد حسن والشهيد يحيى ان يكونونا مع الانبياء والصدقيين وقد تحقق لهم ذلك وهما الان في الفردوس الاعلى يتعانقان، لان الشهادة والبطولة لا تليق الا لمن يرفص الظلم ولا يساوم على القضية التي يؤمن بها ويدافع عن تراب الوطن..لقد قابلا الموت مقبلين غير مدبرين تحت الارض وفوقها، لتصعد الأرواح لبارئها بينما تبقى الاجساد الطاهرة بين ركام المباني تحتضن تراب الوطن لانهما كبقية الشرفاء يحبون الوطن مهما كان ركاما او ترابا او خرابا..كان بأمكان سيد حسن والسنوار ان يغادرا بلادهما لمكان اكثر امنا، لكنهما فضلا الاستشهاد فيهما ليعطونا درسا قلما عرفناه وربما نسيناه من الجور والظلم والاستبداد، بأن الوطن قضية والقضية شرف لكل مواطن مخلص وحر.

لقد اعطيا كل شئ وكان اخرها روحهما حين تركهما الأخرون بلا ناصر ولا معين حتى لقاء ربهما بهذه الصورة حيث تمزق الشظايا اجسامهما وتلطخ الدماء ملابسهم والتراب يغطي وجوهم ولحاهم، بينما قادة الامة يتأمرون ويتلذذون بموائد اللحوم والدهون التي تملأ كروشهم والخمور التي تنتن افواهم وسيدات الفراش على اسرتهم.

يعتقد الطغاة ان دول المنطقة امامها خيران اما التطبيع او التطبير والتفتيت، ونسوا ان السيف لا يمكنه ان ينتصر على الدم مهما كانت هناك منعطفات تاريخية وخسارات ميدانية، لأن العقيدة لا تموت، كما أن الشهيدين صنعا فكرا ورجالا لا يمكنهم نسيان القضية والدم والظلم والجور، وكلما خسر الاحرار قائد انجت الثورة قائد اخر، وكلما غادر بطل سلم الراية لاخر حتى الى الاطفال والنساء، فالامم الحية تنجب الثوار من رحم المعاناة .

صحيح بالامس بكى الاحرار سيد حسن بدموع حرى وحزن ثقيل في النفوس رغم أن جسده لم يورى الثرى لغاية الان، لكن اليوم رغم منظر جسد السنوار الذي عرضه العدو للشماتة والتنكيل والذي يدمي قلوب الاحرار لكنهم لن يحزنوا او يبكوا عليه حتى لا يشمت عدو ومتخاذل ولا يضاف كمدا وحزنا لحر ومقاتل مهما كان وقع المصيبة قاس .
يا أبا هادي ويا أخا زكريا ويا بقية الشهداء ناموا قريري الأعين عند مليك مقتدر، وأتركوا العار لهذه الامة ولكل من خذلكم او وشى بكم او تجرأ عليكم..فيوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم، مهما تكالبت قوى الشر ..(ولا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون..).(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون…)، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
اللهم احفظ العراق وشعبه وكل بني الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى