تأثير الزوايا في تصوير الشخصيات العامة
اجنادين نيوز / ANN
داود الفريح
من خلال مادرسناه في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة ، تتجاوز فنون التصوير الفوتوغرافي مجرد توثيق اللحظات، إذ تحمل في طياتها دلالات قوية تتعلق بالسلطة والمكانة الاجتماعية، ففي حفل افتتاح مكتبة الفريد سمعان أثار استخدام الزاوية العالية في تصوير رئيس الجمهورية تساؤلات عند المختصين حول الرسالة المقصودة من وراء ذلك فالأبعاد البصرية ليست مجرد خيارات فنية، بل هي أدوات تعبير يمكن أن تعكس أو تنقل معاني معينة.
عندما يتم تصوير الشخص من الأعلى، فإن ذلك غالبًا ما يُفهم كوسيلة لتقليص حجمه الرمزي، مما يؤدي إلى إحساس بتقليل القيمة، شاهدنا في حفل افتتاح مكتبةالفريدسمعان، زاوية من الاعلى، تعكس هذه الزاوية محاولة لتقليل هيبة رئيس الجمهورية بصريا، من هذا اعتقد فقد الحدث اهميته اعلاميا رغم اهميته العالية، بإختصار لهذا الحدث يمكننا أن نستشهد بمثال محاكمة صدام حسين، حيث أظهر المصور المبدع صدام كمتهم تحت مراقبة القاضي، مما عزز الفكرة بأن القاضي هو الشخص صاحب السلطة في تلك اللحظة، بالمقابل في تصوير الرأي المحايد، نجد أن الكاميرا تتعاملت مع الأطراف المعنية بشكل متساوٍ فبدلاً من أن تبرز القاضي أو المدعي بشكل يرسخ السلطة، تُظهرهما في نفس الإطار البصري، مما يعكس توازنًا في القوى او رأيا محايدا تعكس هذه الزوايا المختلفة كيف يمكن للتصوير أن يؤثر على الإدراك العام للشخصيات وعلاقتها ببعضها البعض.
بناءً على ذلك، يمكن القول إن اختيار الزوايا في التصوير لا يعكس فقط الأسلوب الفني، بل يتداخل أيضًا مع الرسائل السياسية والاجتماعية التي يُراد إيصالها، إن الصورة التي تلتقط في لحظة معينة يمكن أن تحمل معانٍ عميقة وتعكس تصوراتنا حول السلطة والمكانة لذا، فإن فهم هذه الديناميات في التصوير يساهم في تحليل كيفية بناء الصور العامة للأشخاص والشخصيات في المجتمع.
واعتقد من وجهة نظر تحليلية ان خلافا بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية اظهر الاخير بهذه الصورة ليبين عدم استغلال جهود رئيس الوزراء في دعم فعاليات الاتحاد ماليا .