شجون عراقية:(ليتنا نتعلم من تويودا وتويوتا!!)
اجنادين نيوز / ANN
بقلم د كريم صويح عيادة.
المؤسسات العريقة كالشعوب الحية والكائنات المفيدة والنخب المتميزة دائما أداءها ذو منفعة وسلوكها يمكن الاقتداء به، فشركة تويوتا وما قدمته وتقدمه من أنجازات على مر تاربخها يثير الدهشة والاستغراب، فحين تسحب سياراتها من كل العالم وتخسر الملايين من الدولارات لكتشافها خطأ بسيط ربما لأحد يكتشفه الا بعد سنوات فهذا دليل على المهنية العالية وأحترامها لزبائنها، وعندما يعتز موظيفها بالانتماء للشركة حتى كأنها وطنهم وعائلتهم فهذا يدل على روح الفريق المنسجم، وكان اخر ما قدمته للعالم هو استقالة رئيسها التنفيذي(أكيو تويودا)طوعا والشركة في قمة حصتها بالسوق العالمية وهذا دليل على أختيارها لقادة وليس مسؤولين لادارتها.
في زمن يتشبث فيه الكثيرون بالكراسي والسلطة والامتيازات، يظهر (أكيو تويودا) برؤية قائد حقيقي، يدرك أن القيادة ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تجاه المستقبل والآخرين، فبعد 14 عاماً في الشركة وادءه المتميز وعمر 57 عاما يتقدم تويودا بالاستقالة، قائلا؛ (بأنه قد تقدم في السن ولم يعد يستطيع فهم ذوق الاجيال الجديدة في السيارات !!)،شجاعته في التنحي ليست ضعفا، بل خطوة واعية تفسح الطريق لجيل جديد يدرك السوق ومتطلبات المرحلة، وأن أعتراف قائد بحجم تويودا بأنه لم يعد يفهم ذوق الأجيال الجديدة، هو تجسيد للحكمة والوعي الذاتي ما احوج الجميع له، وأستقالته خطوة تفوق تعينه وسمة تفوق كل مغريات المنصب ودرس في القيادة المحترفة التي تعرف متى تسلم الشعلة، فتضمن استمرار النجاح بدلًا من أن تتشبث بالكرسي والماضي وترهق المؤسسة بالخسائر والمنتسبين بالضياع والزبائن بعدم الرضا..تويودا أثبت أن أعظم القادة هم من يعرفون أن التغيير هو جزء من النجاح..وحين قرر مجلس الادارة أن يحل مكانه كوجي ساتو مدير(لكزس) فقد سلم القائد الأمانة للقائد اخرى على اساس الكفاءة والفعلية وليس الولاء والتبعية.
بينما نرى الكثير من مسؤولينا ومدراء مؤسساتنا حتى التي لا تشكل واحد من مليار من امكانيات وسمعة تويوتا، يتشبثون بالمنصب رغم تراجعهم الواضح وفشلهم الذريع الذي يعرفه الجميع الا المنافقين والمطبلين والمستفيدين، بل منهم من يخططون للبقاء طويلًا بعقلية “الإلتصاق القيادي أو لزكة جونسون” والتوريث، ويتناسون أنهم يكتبون بأيديهم مستقبل فشل لمؤسساتهم، وخيانة للمهنيتهم، ومعاناة للناس ودمار لأوطنانهم..كما أن هؤلاء لا يعرفون إن القائد الحقيقي هو من يدرك أن القيادة ليست بالبقاء لأطول مدة، وأنما بالانجازات وخلق فرصة للاخرين، لضمان استمرار النجاح والتفوق للمؤسسة بدل الفشل.
(شكرا تويودا وشكر تويوتا على هذه الدروس البديعة).
اللهم احفظ العراق وشعبه وكل بني الإنسانية