حوار مع الشاعر صفاء الهاجري اجراه الصحفي داود الفريح

اجنادين نيوز / ANN

الشاعر صفاء عبد اللطيف زيد الهاجري، المعروف أدبياً باسم الشاعر صفاء الهاجري، يعدّ واحداً من الشعراء البصريين الذين أبدعوا في كتابة الشعر الفصيح والشعبي، وُلد في قضاء الفاو عام 1959، ونشأ في بيئة جمعت بين حب البحر وعشق الشعر، فبدأ يكتب الشعر في سن مبكرة، بعد أن تخرج من الأكاديمية البحرية عام 1980، تابع حياته في مجال البحر والسفر، ما أكسبه تجربة فريدة أثرت في أعماله الأدبية، أصدر الشاعر عدة دواوين شعرية تنوعت بين القصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة، والشعر الشعبي، وله مشاركات واسعة في المهرجانات والمعارض الأدبية في العراق، مثل مهرجان المربد الشعري ومعرض الكتاب الدولي في بغداد، بشعره المتنوع ولغته الفريدة، استطاع الهاجري أن يكون صوتاً معبراً عن ثقافة وأصالة جنوب العراق.

مرحبا بك استاذ صفاء

1. كيف كانت بداياتك في الشعر، وما هي الذكريات التي ما زالت تتذكرها عن أول قصيدة كتبتها؟

_ كان حبي وتعلقي بالشعر منذ أيام الإبتدائية فقد كنت أجد نفسي أحفظ القصائد الموجودة في المناهج الدراسية الإبتدائية عن ظهر قلب من خلال أول قراءة المعلم لنا وكنت أحب أشعار إيليا أبو ماضي وغيره..وحين دخلت المتوسطة وفي سن مبكرة كتبت أبياتا في ابنة الجيران فسر بها أصدقائي وزملائي في الصف الأول المتوسط وأخذوا يتغنون بها ونسخها فيما بينهم مما شجعني بالاستمرار بكتابة الشعر..فكانت تلك الذكرى من أجمل ذكرياتي مع الشعر

2. ما هو تأثير البيئة البحرية في البصرة على تجربتك الشعرية، وكيف استطعت المزج بين حب البحر والشعر في أعمالك؟

– كان للبيئة الأولى التي نشأت بها وهي بيئة الفاو تلك المدينة التي تجمع بين الزراعة والصناعة وصيد الأسماء والمياه الوفيرة كل الأثر في حياتي الأدبية حيث تجد في قراءتك لقصائدي رائحة الحناء والنخيل والماء وتشاهد بيوت الطين وتسمع خرير المرازيب..ومن ثم إنتقلت إلى بيئة البحر والسفر حين عملت بحارا في شركة ناقلات النفط العراقية وبدات اجوب العالم بقاراته الخمس فكان للبحر ايقونته الخاصة بين كل حروف الحنين وابيات الشوق وقوافي الفراق ورائحة البحر وصوت الموج

3. لديك إصدارات عديدة مثل “سمفونية الأحزان” و”عطور النرجس”، كيف يختلف كل ديوان عن الآخر، وما الرسالة التي أردت إيصالها في كل واحد منها؟

– من خلال قراءاتك لجميع دواويني ستجد عاملا مشتركا واحدا بين الجميع وهو القصائد الوجدانية والتي تصف احوال العاشق ومعاناته من خلال الغزل والحب والفراق والاشتياق وووو لذلك من الصعب أن تجد أي فرق بينها لكن بالنسبة لسؤالك بخصوص ديوان سمفونية الاحزان فان لها ميزة خاصة وهو ان قصائد هذا الديوان كانت تحاكي مراحل عمري منذ سن الطفولة وحتى سن ال٤٠عاما.. اما بقية الدواوين والمجموعات الشعرية الأخرى فقد حكت مابعد ذلك..وأولها كانت مجموعة عراق الألفية الثالثة والتي اختزلت جميع احداث العراق السياسية والاجتماعية مابعد عام ٢٠٠٠ لحين طباعة الكتاب بطبعتيه الأولى والثانية.

4. شاركت في عدة مهرجانات ومعارض للكتاب، مثل مهرجان المربد ومعرض الكتاب الدولي في بغداد، كيف أثرت هذه المشاركات على مسيرتك الشعرية؟

– كان لهذه المهرجانات والمعارض الأثر الكبير في اتساع معرفة الناس بصفاء الهاجري ومؤلفاته مما شجعني واسعدني بحصولي على عدد كبير من الاصدقاء والقراء والمتابعين ونشر قصائدي على مستويات ابعد وابعد.

5. هل يمكنك أن تحدثنا عن تجربتك في كتابة الشعر الشعبي، وديوان “ظنيتك عشك”، وما الذي يميزه عن دواوينك الأخرى؟

– أولا أنا لست بشاعر شعبي ولست كما ذكرت في مقدمتك يا استاذ داوود وديوان (ظنيتك عشك) هو بالنسبة لي مجرد كتاب يؤرشف ماكتبت من قصائد شعبية أو أبوذيات ودارميات ولدت في مناسبات معينة كأن تكون مجاراة لقصائد منشورة في وسائل التواصل من قبل بعض أصدقائي من الشعراء الشعبيين او جاءت نتيجة الهام معين او طلب من بعض الأصدقاء..فقررت ان اجمعها في كتاب او ديوان ليبقى كذكرى في مسيرة حياتي الشعرية ووجدته لاقى استحسان من الكثيرين ممن يعشقون هذا النوع من الشعر.

6. كتبت الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة والنصوص النثرية، ما هو النوع الذي تجد نفسك أكثر قرباً منه، ولماذا؟

– الشعر العمودي طبعا..هو أقرب إلى نفسي من جميع أنواع الشعر فهو الأصالة في الشعر ورأيي بان أي شاعر عليه أولا ان يجيد القصيدة العمودية قبل ان يلجأ الى أي نوع آخر من الشعر..وتأتي بالمرحلة الثانية هي قصيدة التفعيلة لما لها من جمالية في الموسيقى والنغمات الشعرية الرائعة..اما النصوص النثرية أو مايسميه البعض بقصيدة النثر فأنا كتبته فقط لأثبت لاصحاب هذا النوع من النصوص بأني قادر على كتابته واني احبه ولا أكرهه لكنه يبقى بالنسبة لي نثرا وليس شعرا مهما بلغت أنا من درجة الابداع فيه.

7. كعضو في عدة منظمات أدبية وثقافية مثل اتحاد الأدباء ومنتدى السياب، ومؤسسة ثغر الفيحاء للثقافة والاعلام كيف ترى دور هذه المؤسسات في دعم الشعراء العراقيين؟

– هنلك البعض من هذه المؤسسات التي أنتمي أنا لها أجدها نشطة كثيرا ولكن للاسف البعض الآخر فيها تلكؤ واضح أما بسبب تقصير الادارة أو بسبب تقصير من الاعضاء .

8. نشهد في السنوات الأخيرة انتشاراً للنشر الإلكتروني، هل فكرت في نشر أعمالك إلكترونياً، وما رأيك في النشر الرقمي؟

– انا عن نفسي لا أفكر بالنشر الإلكتروني كما هو معروف وإنما فقط أنشر في حساباتي على وسائل التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك وانستكرام والتيكتوك واليوتيوب بالإضافة لكتبي ودواويني الورقية.

9. ما هي الصعوبات التي تواجهها كشاعر في العراق، وكيف تمكنت من تجاوزها؟

– للأسف في الفترات الأخيرة بدأت تظهر العديد من الصعوبات التي تواجه اي أديب واغلبها بسبب المحسوبية والعلاقات الشخصية فتجد الكثير من الادباء الكبار والمتمكنين لايدعون إلى المهرجانات التي تقيمها وزارة الثقافة او الاتحادات الأدبية او المهرجانات الخاصة وتقتصر الدعوات على كل من هب ودب ممن يسمون انفسهم ادباء وقلة قليلة فقط ممن هم أهلا للأدب..اما عن نفسي فأنا تجاوزتها بعدم المبالاة سواء دعيت أو لم ادعا فانا لي اناسي الذين يعرفوني ويعرفون من انا ولا احتاج ان اطلب من فلان وعلان أن يدعوني للمشاركة او للاستضافة في أي محفل.

10. هل لديك طقوس خاصة للكتابة أو أوقات معينة تلهمك لكتابة القصائد؟

– كما هو معروف لدى الجميع بأن طقوس الكتابة ليس لها وقت معين فالإلهام يأتي للشاعر حتى وهو يغط في نوم عميق.ولكن أغلب الأوقات يأتي الالهام للشاعر أو الأديب بصورة عامة إثناء ماينتابه من ساعات فرح او حزن وكثيرا ماتكون طقوس الكتابة في الأوقات المتأخرة من الليل.

11. كونك عايشت فترات مختلفة في العراق، كيف ترى تأثير الأحداث والتغيرات السياسية والاجتماعية على شعر العراقيين؟

– الفترات المختلفة التي عايشتها في العراق اختلفت بمرور الزمن من الناحية السياسية والاجتماعية فقط..اما الناحية العاطفية والوجدانية والتي أنتمي انا الى مدرستها فلم تختلف ابدا فالحب كما هو والشوق والفراق والجمال موجود لذلك ستبقى المدرسة الوجدانية كما هي ولن تتغير..اما الحالة السياسية والاجتماعية فأنا تطرقت لها في قصائدي في مجموعتي (عراق الألفية الثالثة).

12. ما هي مشاريعك الأدبية المقبلة، وهل هناك دواوين جديدة تنتظر الطباعة؟

– انا مستمر بالكتابة والنشر ولدي حتى الآن ٩ كتب مطبوعة بين ديوان ومجموعة شعرية وهنلك ٤ او ٥ دواوين شعرية اخرى في طريقها الى الطباعة كما أفكر بمشروع جديد وهو التجربة السردية فمن المحتمل ان أنجز رواية أو مجموعة قصصية اذا كان لي في العمر بقية.

13. ما النصيحة التي توجهها للشباب الذين يطمحون لدخول عالم الشعر والأدب؟

– اقول لكل من يحاول الدخول الى عالم الشعر والأدب سواء كان من الشباب او ممن هو أكبر .. الله الله بالادب لا تحولوا الشعر والادب بصورة عامة الى سلعة رخيصة تباع وتشترى أو تتقلب حسب اهواء من يعطيكم وعودا بأن يرفع من شانكم..فأنت من يرفع شأنه بذراعه وبأبداعه وليس بذراع فلان وعلان..والتوفيق من الله.

14. كيف ترى مستقبل الشعر العراقي، وما هو الدور الذي يمكن للشعر أن يلعبه في بناء المجتمع ونشر الوعي؟

– الشعر العراقي في تطور وخاصة بعد عودة الشعر العمودي الى واجهة الحضور بعد تراجعه في السنوات القليلة الماضية لكنه اليوم نجده اعيد الى الحياة بأيدي الشعراء الشباب.. رغم انه لم يمت.

في الختام أشكر ومن أعماق قلبي أسرة تحرير صفحة أخبار الادباء على مايقدمونه من جهد في سبيل رفع كلمة الأدب والشعر ونشر عطرها بين كل فئات المجتمع وأتمنى لهم التقدم والعلو وديمومة الابداع والاستمرار به.
كما لايفوتني ان أشكر جمهوري وقرائي ومتابعيني الذين يلاحقوني أين ما أكون سواء في منشوراتي على السوشيل ميديا او في مهرجاناتي وجلساتي التي اشارك بها.
والسلام عليكم ورحمة الله.

زر الذهاب إلى الأعلى