الشاعر والملحن نزار الكناني يحل ضيفاً في وكالة اجنادين الاخبارية
اجنادين نيوز / ANN
حاوره داود الفريح
يعد نزار الكناني أحد أبرز الشعراء المعاصرين في مدينة البصرة، وعضوًا في اتحاد أدباء العراق البصرة، والاتحاد الدولي للأدباء والشعراء العرب.
وُلد الشاعر نزار الكناني في عام 1962، وبدأ رحلته الشعرية منذ المرحلة المتوسطة، حيث كان يكتب الشعر ويحفظه بكل حب وشغف في عام 1991، هاجر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الانتفاضة الشعبانية، وهناك واصل كتابة الشعر وجمع قصائده في دواوين عديدة مثل “مسافر في طريق الحب”، “صمت العيون” و “ليل تؤرقه الدموع” نال الكناني حضورًا إعلاميًا واسعًا بمشاركته في عدة قنوات تلفزيونية عربية، كما قدم العديد من الأناشيد والأغاني التي عرضت على القنوات الفضائية، ليبرز ليس فقط كشاعر بل أيضًا كملحن موهوب.
إضافة إلى ذلك، عمل الشاعر كمترجم ومقدم برامج وطبيب في العلاج بالعسل ومنتجات النحل، وكتب مسرحيات ذات طابع نقدي، منها مسرحية “سبايكر في ذاكرة العقول” التي سلطت الضوء على قضايا حساسة في العراق رغم إبداعاته المتنوعة، واجه الكناني التهميش من بعض المؤسسات الثقافية العراقية، مما زاد من إصراره على مواصلة مسيرته الأدبية بصلابة.
مرحبا بك استاذ نزار في صفحة اخبار الادباء
1. حدثنا عن بداياتك الشعرية وكيف كانت رحلتك منذ كتابة أول قصيدة؟
–
2. كيف أثرت هجرتك إلى إيران في أسلوبك وموضوعاتك الشعرية؟
-في الحقيقة تعتبر هجرتي الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية نقلة فريدة من نوعها حيث انتقلت من الصمت والخوف والتقيد الى عالم الحرية فقد كنت خلال حكم النظام البائد اخشى الظهور كشاعر كي اتجنب الانخراط في عالم المديح والتملق وكنت اخفي اشعاري عن الجميع كان يسكن في منطقتي الشاعر الكبير احمد مطر .
وحين هاجرت الى ايران بدأ انفتاح الشعر والحرية يرسمان لي عالم جديد.
3. ديوانك “مسافر في طريق الحب” يعتبر من أبرز أعمالك. ما هي الفكرة أو القصة التي ألهمتك لكتابة هذا الديوان؟
يعتبر ديوان مسافر في طريق الحب أول أعمالي الشعرية والكل يعرف ان اغلب الكتاب والشعراء يكون لهم أول اصدار مصحوب بالندم لأنه يطبع بالعجله والسرعه فيكون ملئ بالاخطاء المطبعية وأنا كنت واحداً منهم ولكني أعتز به كثيراً لأنه فتح لي باب الطباعة لتصل أعمالي الى ١٤ ديوان شعري ومسرحية شعرية.
–
4. ما هي القصائد أو الأعمال الأدبية التي تعتبرها الأقرب إلى قلبك ولماذا؟
أول قصيدة كتبتها كانت قصيدة اشتياق ولازالت من أجمل قصائدي وقلت عنها القصيده التي ترافقني في كل زمان ومكان
قصيدة اشتياق..
اشتاقُ الموتَ بعينيكِ
واغادرُ كلَّ النظراتْ
لاذوب من الشوقِ شموعاً
أتساقطُ مثلَ القطراتْ
اجعلكِ قبري وفنائي
وملاذي بين الشهواتْ
ياحلوةُ جئتكِ من بردٍ
غطّيني بين القبلاتْ
واسقيني الحاضرَ والماضي
لاتقفي صمتاً كالّلاتْ
لأعيش بعالمِ ذاكرتي
مجنوناً كلَّ الأوقاتْ
مقتولاً قالوا ماعلموا
قتلاكِ ليسوا أمواتْ
اشتاقُ الموتَ بعينيكِ
وامامي كل الطرقاتْ
فسبيلُ بقاءي في الدنيا
أن أُدفنَ بين الوجناتْ
والدنيا لو علمتْ حبّي
أحيتْ ألافاً ومئاتْ
لكنّي وحدي أعشقكِ
فتركتُ الاتيَ للآتْ
–
5. تتناول قصائدك موضوعات متنوعة منها الحب، الحزن، والألم الاجتماعي. ما هو الدافع الرئيسي وراء هذه الموضوعات العميقة؟
ليس كل مايوصفه الشعر حقيقة.
الشاعر وأنا اتكلم عن نفسي فقط عانيت كثيراً في وطني وفي غربتي فعندما اتذكر بعضاً من هذه المتاعب تبدأ عجلة الشعر تحركني. كتبت عن الوطن كثيراً وعن الحب وعن الدين وعن السياسة وعن المجتمعات والأجيال والحروب وعن كل الحالات السلبية وغير السلبيه
لي قصيدة حسينية مخلده علقت في كربلاء المقدسة ومن عظمتها نسبت الى شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي مطلعها
وقف الزمانُ على ضريحك سائلاً
ماسرُّ يومٍ كلَّ يومٍ يخطرُ
والناسُ تنحبُ في المجالسِ كلّما
اسمُ الحسينِ على النابرِ يُذكرُ
ولي قصيدة رشحت لمقترح النشيد الوطني العراقي الجديد
–
6. كتبت ولحّنت العديد من الأناشيد التي لاقت صدىً واسعًا. ما الذي يجعلك تختار كتابة نشيد معين أو تلحينه؟
ألحاني متعددة الأوصاف فهي متنوعه
أغنية مملكة الحب كلماتي والحاني وغناء الفنان عمران الصافي
أغنية كلمة أحبك كلماتي والحاني وغناء حميد سلامت
وأناشيد حربيه وأناشيد توعية ونصائح وأناشيد حربيه للمقاومة ولطميات كثيرة وكلها كلماتي والحاني
واللطيف في هذا الأمر أني لم أتعامل مع المطربين والمنشدين مادياً بل كنت أهدي الكلمات واللحن مجاناً دون مقابل
–
7. حدثنا عن مسرحيتك “سبايكر في ذاكرة العقول” ولماذا تعتقد أنها أثارت الجدل؟
المسرحيه الكبرى سبايكر في ذاكرة العقول مسرحية عظيمه ومتكاملة الأحداث لأني اعتمدت على معلومات حقيقة لكتابتها ولأنها معلومات حقيقية أثارت الجدل وقتها فقد اعتذرت وزارة الثقافة عن انتاجها وعرضها بحجة ان تكاليفها تفوق ال ٢٠٠ مليون دينار
ثم سلمتها الى المخرج البصري عبد الأمير السلمي وايضا اعتذر والحجة لايوجد طاقم مسرحي بهذا العدد والخبرة الشعرية.
أما السبب الحقيقي هو التخوف من كشف المتآمرين على المجزرة من الرؤوس الكبار لأن المسرحيه قد كشفتهم.
–
8. كونك مترجمًا وطبيبًا في العلاج بالعسل، كيف تجمع بين هذه التخصصات وبين الشعر والأدب؟
الانسان المحب للهوايات والمهنة الأصليه لاتعيقه الظروف والأعذار والوقت فأنا يومي مقسم تقسيماً دقيقا
وقت للعمل كطبيب
وقت لكتابة الشعر
وقت لتدريس بعض الطلاب دروس اللغة الانجليزية
وقت للتلحين
وقت لتضيد دواويني
وقت للمقابلات التلفزيونية والبث المباشر
وقت للبيت والعائلة
–
9. ذكرتَ أنك واجهت التهميش من بعض المؤسسات الأدبية، ما السبب في ذلك حسب رأيك، وكيف يؤثر هذا على تجربتك الأدبية؟
عندما عدت للوطن كان حلمي هو انتماءي لاتحاد ادباء البصره واظهار نتاجاتي الأدبية للشارع البصري والعراقي ولكني صدمت بمواجهه عنيفة وحقد وكراهيه وتهميش من الاتحاد وخصوصا من رئيس الاتحاد وقتها سلمان كاصد لان النتاجات الادبيه التي أملكها لايملكها أحد منهم
١٤ ديوان شعري
اكثر من ٢٠ لحن
أكثر من ٥٠ مقابلة تلفزيونيه وبث مباشر وغيرها من النتاجات
لذلك وضعوا طابع التهميش على صفحتي ومحاربتي رغم اني بعيد عنهم
–
10. لديك قصيدة مرشحة لتكون النشيد الوطني العراقي الجديد. ما هي القصة خلف هذه القصيدة وما الذي تمثله بالنسبة لك؟
في زمن حكومة السيد نوري المالكي قامت الدولة باقامة مسابقة شعرية لمقترح النشيد الوطني العراقي الجديد وقد شاركوا كل الشعراء فيها وأخيرا تم اخباري عن طريق رئاسة الوزراء باختيار قصيدتي هذا العراق لمقترح النشيد الوطني العراقي الجديد
هذا العراق …….
القصيدة المرشحة لمقترح النشيد الوطني العراقي الجديد
وطنٌ على جنحِ الرياحِ سلامهُ
ومن الشمالِ الى الجنوبِ حزامهُ
كم تفخرُ الأجيالُ فيه تعجّباً
كيف ارتقى نبضَ العصورِ غرامهُ
يا موطني يا موطنَ الحبِّ الّذي
بالحبِّ دوماً يُستهلُّ كلامهُ
جئناكَ فخراً كي نثبّتَ بالعلا
علمَ العراقِ فبالعلوِّ مقامهُ
ياموطناً وهبَ الزمانَ حضارةً
ولخلدهِ وهبَ السلامَ حمامهُ
من بابهِ التأريخُ بانَ الى المدى
ودوتْ على سمعِ المدى أقلامهُ
كم عاشَ في سحبِ السماءِ محلّقاً
وأنارَ في سوحِ النضالِ ظلامهُ
هذا العراقُ وبالعراقِ شموخنا
يسمو إذا تُحنى الرؤوسُ قيامهُ
لبيكَ يابلدٌ بهِ أمجادنا
وبكلِّ صدرٍ لوّحتْ أعلامهُ
بلدُ الشواطئِ بالفراتِ ودجلةٍ
عذبُ المذاقِ من الخلودِ مدامهُ
بلدٌ إذا مسَّ الكرامةَ معتدٍ
لدمِ الشهادةِ يستفيقُ حسامهُ
هذا العراقُ أيا عراقُ لكَ الفدا
فقفوا لهُ إنَّ الشموخَ وسامهُ
–
11. كيف ترى دور الإعلام في دعم الشعراء والأدباء العراقيين؟ وهل ترى أن الإعلام يقوم بواجبه تجاه الشعراء بشكل كافٍ؟
هذا السؤال طرح في احدى مقابلاتي التلفزيونية بث مباشر مع قناة العالم حيث سألت المذيعة لماذا قبلا نسمع عن شعراء المقاومة مثل ايليا ابو ماضي ومحمد درويش ونزار قباني وغيرهم ولكن الان لانسمع عن اسماء رنانة مثلهم في عالم الشعر
فكان جوابي السبب هو الاعلام
قبلا كان الاعلام صادق ومثابر ويزحف حول المواضيع المهمة والشخصيات المهمه. اما الان فمعظم الاعلاميين يزحفون حول مشاهير التوك توك والفاشينستات والمواضيع المخلة تاركين خلفهم شعراء وادباء وكتاب وروائيينٍ
–
12. باعتبارك عضوًا في الاتحاد الدولي للأدباء والشعراء العرب، كيف ترى مستقبل الشعر العربي في ظل التحديات الحالية؟
لاأرى مستقبل للشعر في ظل حكم وترأس مجموعات همها الوحيد هو قتل شعر العمود وتتويج شعر النثر عليه .
هناك مؤامرة كبيره لدثر شعر العمود والشعر الحر وابراز طابع شعر الهايكو وشعر النثر
–
13. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ وهل هناك دواوين أو أعمال جديدة تعمل على نشرها؟
نعم لي ٣ دواوين في مرحلة الطبع
رسائل مني ولي
بائعة الورد
رسالة من السماء
–
14. كيف تريد أن يُذكر الشاعر نزار الكناني بعد رحيله؟ وما هي الرسالة التي تود تركها للأجيال القادمة؟
عندما أخبرتك سيّدي الفاضل بأني أهدي نتاجاتي كشعر ولحن مجاناً دون مقابل فهذا يعني بأني لاأبحث عن الشهرة.
ولكني متأكد بأن سيأتي من بعد موتي ناقداً أو مؤرخاً شريف وسيبحث عن قناتي في اليوتيوب وعن صفحاتي وعن دواويني وأعمالي وحينها سيخرجني للعالم ويحسسهم بالندم لاني كنت كنت منسياً ومهمشاً في زمنهم
ومن أشهر مقولاتي…
أنا شاعر سيفتقدني الزمن يوماً ما ولكني حينها لن أعذره….