حوار مع الشاعر إسماعيل القريشي أجراه الصحفي داود الفريح
اجنادين نيوز / ANN
يسرنا اليوم أن نستضيف الشاعر البصري المبدع، إسماعيل القريشي، صاحب تجربة شعرية وأدبية ثرية تمتد من الشعر الشعبي إلى الفصيح، ومن الأدب إلى التنمية البشرية والفلسفة، بدأ القريشي مسيرته الشعرية عام 2012 بالشعر الشعبي، ليواصل إبداعه بالشعر الفصيح بعد ذلك، ويصبح عضوًا في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، حازت دواوينه الشعرية وكتبه في التنمية البشرية والفلسفة على إعجاب واسع، حيث يسعى من خلالها إلى نشر المعرفة وتشجيع التأمل والتفكير. في هذا الحوار، سنستكشف مع شاعرنا مسيرته الإبداعية ورؤيته الثقافية، ونقترب أكثر من تفاصيل تجربته الملهمة.
مرحبا بك
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية لحضرتك استاذ داود ولصفحة اخبار الأدباء ولكل المتابعين الكرام .
1. بدايةً، نود أن تخبرنا عن بداية رحلتك مع الشعر الشعبي في 2012، وما الذي دفعك لكتابة الشعر في ذلك الوقت؟
– كنت من أشد المعجبين بالشعر منذ الطفولة ورغبتي بالسماع والحفظ والترديد لكل ما يعجبني من أبيات شعرية وقد زاد إعجابي بالشعر الشعبي العراقي بعد انتشار الفضائيات والتعرف على الكثير من الشعراء ومن أكثر الذين أعجبت بهم الأستاذ المرحوم عبد الحسين الحلفي وبعد وفاته بقليل جدا كتبت أول قصيدة لي في الشعر الشعبي رثاءا له رحمه الله
2. ما هي أهم التحديات التي واجهتها كشاعر شعبي في بداية مسيرتك، وكيف تغلبت عليها؟
– عندما كتبت أول قصيدة لم أكن أعرف صحة وزنها وهل هي بالمستوى المطلوب وقمت بالبحث عن شاعر متخصص لكي يرشدني لذلك ولله الحمد لجأت إلى الأستاذ الشاعر علي المياحي وعرضت عليه قصيدتي وقام بإرشادي لتصحيح بعض الأبيات بها وتعديلها حسب تعليماته الخاصة بالوزن والحمد لله تمكنت من ذلك
3. بعد سنوات من كتابة الشعر الشعبي، انتقلت إلى كتابة الشعر الفصيح في 2019 ما الدافع وراء هذا التحول، وكيف أثر ذلك على تجربتك الإبداعية؟
– قلت لحضرتك إنني مغرم بالشعر العمودي منذ الطفولة وكان لي طموح كبير بعد تمكني من أوزان الشعر الشعبي والكتابة على معظمها أن أكتب الفصحى مع العلم إن أوزان الشعر الشعبي هي نفس أوزان الشعر الفصيح مما ساعدني على الكتابة ولكن تجربتي الأولى لم أكن أعرف كذلك إن كانت صح أم خطأ حتى استعنت بأستاذتي الأولى بالشعر الفصيح وهي الشاعرة سمية المشتت وبعدها الاستاذ قاسم العابدي لهم مني أرقى التحايا واستمرت تجربتي مع الكثير من الأساتذة بالشعر الفصيح ولايسع المجال لذكرهم
4. حصلت على عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عام 2023 كيف ترى هذا التكريم، وما الذي أضافه إلى مسيرتك الأدبية؟
– عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالعراق هي حلم كل أديب وشاعر وقد زادني فخرا هذا الإنتماء لأتعرف على شخصيات أدبية كبيرة لتزداد بهم خبرتي الأدبية
5. لديك عدد من الدواوين مثل “أوجاع الحنين”، و”جنات”، و”زمردة” ما الذي يلهمك عند كتابة هذه الدواوين، وما الموضوعات التي تفضل تناولها في شعرك؟
– كتبت معظم المواضيع بقصائدي للوطن وقصائد دينية وأدعية وقصائد حسينية وفلسفة وعلم نفس وغزل ولم اقف على موضوع محدد
6. أنت أيضًا مؤلف لكتب في التنمية البشرية والفلسفة مثل “كن عبقرياً” و”أفلا يتفكرون” ما الذي دفعك للكتابة في هذا المجال، وكيف ترى تفاعل الجمهور مع هذه الكتب؟
– هذه المواضيع كانت على شكل بحوث من جراء قراءتي الخارجية لمعظم الكتب بهذه المجالات ومعالجة لمشاكل اجتماعية قبل كتابتي للشعر بكثير وعندما كتبت الشعر جسدتها بقصائد موجزا لمواضيعها حتى أصبحت فكرتي أن أحول هذه القصائد بمواضيعها إلى كتب مفصلا بها تلك المواضيع وبالحقيقة لاقت إعجاب وتفاعل الكثير من الأصدقاء وغير الأصدقاء
7. كتابك “الوقاية من الإلحاد” يتناول موضوعًا فلسفيًا معقدًا. ما الرسالة التي ترغب في إيصالها من خلال هذا الكتاب؟
– كتاب الوقاية من الإلحاد أحببت أن يتمتع الكثير مثل ما تمتعت أنا بحلاوة الإيمان والإستقامة بالنهج الإنساني الصحيح بعد أن كنت شبه ضائع بين متاهات الأفكار المتعددة التي تشل الذهن وتعرقل التفكير
8. بصفتك شاعرًا، كيف توفق بين الشعر والكتابة في مجالات أخرى كالتنمية البشرية والفلسفة؟ وهل ترى أن لهذه المجالات تأثيرًا متبادلاً؟
– أنا قلت لحضرتك بأنني كتبت هذه المواضيع على شكل بحوث مسبقا قبل كتابة الشعر وبرأيي كل كتاب يدعم بقصائد من نفس الموضوع يتمتع بجمالية ومحبب للقارئ وأما التوفيق بين كتابة الشعر وتأليف الكتب يتبع رسالة الإنسان المثقف حسب رؤيته للمواضيع التي يرغب الكتابة عليها بالشعر أو تأليف الكتب
9. كيف ترى مستقبل الشعر الشعبي والفصيح في العراق؟ وهل هناك تحديات تواجه الشعراء الشباب في الوقت الحالي؟
– العراق عموما هو بلد الشعراء وكما نلاحظ على الساحة الأدبية كثرة الشعراء من الفصحى والشعبي بشكل ملحوظ جدا أما التحديات التي يواجهها الشعراء الشباب هي قلة المنظمات الأدبية التي تساعد على تطوير موهبتهم وإرشادهم ودعمهم والشيء الآخر قلة اهتمام الصحافة والقنوات الفضائية بعموم مفاصل الأدب
10. ما النصيحة التي تقدمها للشعراء الشباب الذين يطمحون إلى دخول عالم الأدب والشعر؟
– نصيحتي للشعراء الشباب هي الاقتداء بمن لديهم تجارب كبيرة والاختلاط بهم والاستفادة من خبرتهم وان يكثروا من القراءة بمختلف الكتب الأدبية
11. أخيرًا، ما هي خططك المستقبلية؟ هل هناك مؤلفات جديدة تعمل عليها؟
– أنا مستمر بكتابة الشعر والتأليف ولي كتاب عقل بلا حدود قيد الطبع وكتاب سر السعادة ايضا قيد الطبع
قصيدة تهديها لجمهورك
-طلة الحبيب
مَراحٌ إذا طَلَّت فلَيسَ مَثيلُها
وَلَيسَ سِواها بِالورى حُسنُ طلّةِ
سَماءٌ بِعَينَيها وفكري مجرَّةٌ
تُحَكِّمُ أجرامي امتثالاً بِنَظرَةِ
رَمَت مِن سِهامٍ كالأهِلَّةِ فَوقَها
تُحَدِّبُ ظَهري والعَزاءُ لِشَيبَتي
تَفيقُ على سودِ العُيونِ قَصيدتي
وفيها الفضا قد ضاقَ ليسَ بِقُدرَةِ
لَها الحُسنُ يَروي لِلأنامِ حِكايَةً
وَفي لَهفَتي جَهراً تَبوحُ سَريرَتي
إذا ما حَسِبتُ الوَجنَتَينِ بِفِتنَةٍ
تَدانَت لِيَ الخَيباتُ تَزجُرُ حِسبَتي
وَإن كانَ بَرقٌ ما وصفتُ لِثَغرِها
فَما قيسَ عُظمُ الراسِياتِ بِحَبَّةِ
سُرِرتُ بِمَرآها فَيا لِجَوارِحي
بِشَدوٍ كَتَغريدٍ يُبارِكُ فَرحَتي
وبَسمَةُ ثَغرٍ تُثمِلُ الرُّوحَ والحِجا
بِما عَتَّقَ النُدمانُ نادِرَ خَمرَةِ
ولَيسَ لَها بِالطولِ فَرطُ سَفاهَةٍ
ولا قِصَرٌ إلّا وناءَ بِرَوعَةِ
وتُحسِنُ قَولاً والمَقالُ تُذيبُهُ
بِجُلِّ ذكاءٍ والمُحالُ كَلُعبَةً
تُراوِدُ فِكري بِالفُضولِ لِسِرِّها
وما جادَ إفصاحاً إلَيَّ بِفِكرَةِ
كَبَذرةِ زيتونٍ غرستُ بِخافِقي
نَمَت في سُوَيعاتٍ وخاضَت بِوَفرةِ
وزَيتٌ بِها قَد ضاءَ مِن غَيرِ شُعلَةٍ
كَمشكاةِ نورٍ في مَتاهاتِ عُتمَتي
إذا ما رَمقتُ الصَّمتَ منا فإنَّما
أراهُ بَياناً في حُروفٍ بَليغَةِ
وَسَيّانَ في بَوحٍ تَجودُ فَصاحَةً
وما مَازَ مِنهُم مِن قَرينٍ بِميزَةِ
فَيا ذاتَ خالٍ بِاللسانِ كأنَّما
تَبوحُ بِنُطقِ كالحِسانِ بِخُلَّةِ
نَأيتُ بِفكري أطلُبُ الوَصلَ جُملَةً
وَهذي عُهُودي كَي أُعَزِّزَ طِلبَتي
فَلا تَبرَحي وَصلي لأَغدو مُيَتَّماً
وَقَد كَانَ يُوصى لِليَتيمِ بِرَأفَةِ
اسماعيل القريشي
الثلاثاء 2024/9/10
– جزيل الشكر والامتنان لاستاذ داود الفريح على هذه الاستضافة واللقاء الكريم والذي يعتبر تكريم جميل لي افتخر واعتز به كثيرا واتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح