حوار مع القاص خلدون السراي أجراه الصحفي داود الفريح

اجنادين نيوز / ANN

يُسعدنا اليوم أن نستضيف القاص خلدون السراي، صاحب القلم المميز في أدب القصة القصيرة جداً، وهو من مواليد عام 1988، خلدون استطاع أن يشق طريقه في عالم الأدب، محققًا العديد من الإنجازات، فهو عضو في اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، وحاصل على عدة جوائز منها المرتبة الأولى في مسابقة وكالة خبر الدولية ومسابقة رابطة كركوك للقصة والرواية، فضلاً عن تكريمه كأفضل قاص شاب في البصرة عام 2021. يتميز خلدون بأسلوبه الخاص الذي يتجلى في أعماله الأدبية المتنوعة مثل مجموعته “لم أكن نبياً” و”رأسي عش للعصافير”، وروايته “أوتو”. في هذا اللقاء، سنتعرف أكثر على مسيرته، وأفكاره، وما يلهمه في كتابة القصص القصيرة جداً.
مرحبا بك في صفحة أخبار الأدباء

1. حدثنا عن بداياتك في عالم الأدب، كيف كانت انطلاقتك الأولى، ومن الذي ألهمك لدخول هذا المجال؟

– هناك كتابات كانت تروق لي قراءتها والاطلاع عليها كل يوم في مجموعة عربية لم أتذكر اسمها، كانت تقيم مسابقات يومية في مجال الومضة القصصية، اعجبني هذا النوع السردي وجربت كتابته بعدما سألت عن شرط كتابته والمفاجئة حصلت على المرتبة الأولى في أول نص وهو:
بعنوان: مندفع
( اطلق سراح لسانه؛ رماه في زنزانة الندم )

2. القصة القصيرة جداً تتميز بكثافتها وعمقها، ما الذي دفعك لاختيار هذا النوع الأدبي تحديداً؟

– من يجيد وليس يكتب فقط الومضة القصصية دون شك سيكون ناجحا في كتابة القصة القصيرة جدا.. هذا النوع السردي المشاغب الذي يكتبه الكثيره ولا يعرف خفاياه سوى القليل، كل ما في الأمر أن القصة القصيرة جدا هي مشهد والومضة بريق ذلك المشهد، حين تجمع المشهد مع بريقه سيكون لديك نصا مكثفا جيدا، لذلك لم أرض على نفسي البقاء في خانة الومضة لأنها ولجماليتها ليس لها مجال وسط الأنواع السردية الأخرى، لهذا لجأت إلى كتابة القصة القصيرة جدا ووجدت نفسي خلقت من أجلها وسأستمر في كتابتها.

3. لقد حصلت على العديد من الجوائز، من ضمنها جائزة وكالة خبر الدولية، ماذا تعني لك هذه الجوائز، وكيف تؤثر على تطورك ككاتب؟

_ كل تكريم للكاتب مهما كان نوعه معنوي أو مادي يكون عامل مشجع للاستمرار في الكتابة يجعلك تشعر بأن ما تكتبه يستحق القراءة، على الرغم من هذه المسابقات ليست معيارا نقيس عليه الأفضلية حتى لو وصل عدد المشاركين مئتنان وأكثر،
ما يؤثر على تطويري ككتاب ليس المسابقة وإنما ضمير الكاتب نفسه حين يكتب نصا عليه أن يجعل نصه هادفا، يغير في المجتمع أو يكون مؤثرا سواء كان تراجيديا أو كوميديا.
4. “لم أكن نبياً” و”رأسي عش للعصافير” هي أعمالك الأدبية في القصة القصيرة جداً، هل يمكنك أن تخبرنا عن الرسائل والأفكار التي حاولت إيصالها من خلال هذه الأعمال؟

_ في مجاميعي القصصية أكثر من مئتي رسالة ولا يمكن حصر الأفكار في مجال ما ولكن.. أكثر ما ذهبت إليه هو نقد الأوضاع الراهنة بمشاهد ساخرة أو كوميدا سوداء التي يعيشها المجتمع من عادات سلبية، أو تخلف جمعي وفقدان الهوية الوطنية لتعدد الإنتماءات.

5. روايتك “أوتو” تمثل تجربة مختلفة عن القصة القصيرة جداً، كيف كانت هذه التجربة؟ وهل هناك اختلاف في أسلوب الكتابة بين الرواية والقصة القصيرة؟

_ ثلاث سنوات من كتابة أوتو استمتعت في كتابتها وسعيد بأخراجها للنور، عملت جاهدا على التغيير والإتيان بشيء جديد في الرواية سواء كان ذلك مرغوبا لدى البعض أم لا.. بالنسبة لي أحب تعدد المشاهد وأحب المشاهد المدهشة التي تضربك كالمطرقة على رأسك في كل حين، وبسبب قدرتي على خلق مشاهد بحسب تجربتي القصصية وظفت ذلك في روايتي وجعلتها من خمس رحلات، في كل رحلة قصة وبداخل كل قصة أكثر من دهشة، أما فيما يخص الأختلاف.. نعم، الأختلاف طبيعي بين القصة والرواية، فالقصة تحمل بطل واحد ومشهد واحد او مشهدين إن أراد كاتبها ذلك، أما الرواية فهي بحر، سلسلة كبيرة من الشخوص والأحداث لا حصر لها.

6. بكونك رئيس لجنة تحكيم في مسابقة القصة القصيرة جداً لشبكة أبابيل، كيف تقيّم تطور هذا النوع الأدبي في العراق، وهل ترى أن الشباب يتوجهون نحوه بشكل أكبر؟

_ اغلب الشباب وللأسف يستعجلون الانطلاق، وهذا ما يجعلهم اللجوء إلى ما هو شائع وسائد في الوسط الأدبي: (الشعر او الرواية) كتاب القصة القصيرة جدا في العراق لا يتجاوز عددهم عشرون كاتبا أما الآخرون فيكتبون القصة القصيرة جدا للرغبة في كتابتها ليس أكثر.. ومن الشباب الذين أعرفهم يجيدون كتابة القصة القصيرة جدا: ( هدى الغراوي من بغداد، علي العذاري من البصرة، ميرفت الخزاعي من البصرة، مهدي المبدر من ذي قار ).

7. كيف تصف دور الأدب في الحياة اليومية؟ وهل تعتقد أن القصة القصيرة جداً تستطيع إحداث تأثير كبير رغم حجمها الصغير؟

_ كل شيء يكتب بصدق وضمير فهو مؤثر، الأدب رسالة والقصة التي نكتبها هي كالرسول الذي يذهب برسالته ليسلمها للمرسل إليه، فنحن حين نكتب هذه القصة القصيرة جدا وننشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الصحف الورقية.. دون شك سيقرأها الكثير لصغر حجمها، على سبيل المثال لو كنت في الباص أو في صالة انتظار الطبيب وتتصفح موبايلك وتجد نصا مكتوبا وأسف النص مكتوب (المزيد) وأنت لا وقت لك، دون شك ستهمله، أما القصة القصيرة جدا، ستقرأها خلاث ثوان معدودات.. فهي كالوجبة السريعة (السندويج).

8. ماذا عن دورك في اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة؟ كيف ترى أهمية هذا الاتحاد في دعم الأدباء الشباب؟

_ إتحاد أدباء البصرة لم يقدم لي سوى اصدار مجموعتي الأخيرة: (رأسي عشٌ للعصافير) فالشباب لا دور لهم خاصة أولئك البعيدين من الإخوانيات والإنتماءات، أذكر لي شابا واحدا تمت دعوته لمهرجان داخل العراق أو خارجه من قبل الإتحاد.. كل هذه المهرجانات هي تقام لتجديد اللقاء بين هذا وذاك، والمربد خير دليل.

9. في رأيك، ما هي التحديات التي تواجه الأدباء الشباب في العراق اليوم، وما هي نصيحتك لمن يسعى لدخول هذا المجال؟

_ على الشباب أن يتحدى نفسه أولا ويكون واثق الخطى ويختار من ينصحه ويمهد له الطريق للدخول إلى مجال الأدب.. لأنه وعلى الرغم من أهميته فالعقبات كثيرة.. لا أنس فضل كل من القاص باسم القطراني والناقد مقداد مسعود لولاهما لما طبعت مجموعتي الأولى (لم أكن نبيا) ولم يكن لي اسم في هذا المجال

10. هل من أعمال جديدة أو مشاريع أدبية تعمل عليها حالياً؟ وهل هناك مجال لاستكشاف أنواع أدبية أخرى غير القصة القصيرة والرواية؟

_ كل ما يخص الأدب بالنسبة لي في الوقت الراهن متوقف بسبب الدراسة، ولكن بين الحين والآخر أكتب أو أدون مسودات لمراجعتها في عطلتي، لم ولن أترك كتابة القصة القصيرة جدا وسأستمر في كتابتها

11. ككاتب شاب استطاع أن يحقق نجاحات عديدة، كيف ترى مستقبل الأدب العراقي في ظل الظروف الحالية؟

_ مستقبل الأدب في العراق رائع ولكن بمجهود فردي وليس بدعم من المؤسسات، على سبيل المثال ما يحققه كل من القاص والروائي ضياء جبيلي والشاعر أحمد كاظم خضير من انجازات دولية كل منهما يعمل بصمت بعيدا عن ضجيج المؤسسات والنقابات

12. أخيراً، كيف تود أن يتذكرك القراء؟ وما هو الأثر الذي تطمح لتركه في عالم الأدب؟

_ كل ما أرغب به أن تقرأ قصصي وتصل إلى الجميع وتلاقي اعجاب القراء.. وهذا كل ما يطمح إليه الكتاب

زر الذهاب إلى الأعلى