حوار مع القاصة خولة الناهي أجراه الصحفي داود الفريح

اجنادين نيوز / ANN

تعتبر خولة جاسم الناهي من الأسماء البارزة في الساحة الأدبية، كاتبة صحفية ومترجمة ومحررة أخبار، ولدت في البصرة وقدمت للمكتبة الأدبية العديد من الأعمال المتميزة، من بينها مجموعتان قصصيتان بعنوان “لائحة بأسماء الملائكة” و “جنوب خط 33” نشرت قصصاً ضمن كتب مشتركة مثل “لاعبو السرد” و”تغريدات بلا وسم”

تمتاز أعمالها بأنها تحمل لمسة إنسانية عميقة وتجسد تجارب وأحاسيس فريدة، ما جعلها ضمن كتب أنطولوجيا الأدب النسوي العراقي ومعاجم الأدبيات والكاتبات العراقيات، خولة عضو في اتحاد أدباء العراق وجمعية المترجمين العراقيين.

مرحبا بك

1. بدايةً، كيف كانت رحلتكِ الأولى في عالم الكتابة؟
وما الذي ألهمكِ للانخراط في هذا المجال؟
-بداية كانت لي محاولات متواضعة في كتابة الشعر اثناء مرحلة الدراسة الاعدادية ، ثم توقفت عن الكتابة بعد فترة بسيطة ولم اعاود الكتابة إلا في مرحلة عمرية متأخرة نسبيا
وتحديدا بعد انخراطي بعدة ورش ودورات في فن الكتابة الصحفية .

واثناء كتابة المقالات والتحقيقات الصحفية ، كنت اكتب بعض الخواطر والقصص التي شجعني بعض الزملاء على نشرها وقد كانت بداية مجموعتي الاولى (لائحة باسماء الملائكة) ..
تستطيع القول أن مجرد مسك القلم اغراني بالكتابة الابداعية ..
وهكذا كانت البداية مصادفة و بدون سابق تخطيط

2. قدمتِ مجموعتين قصصيتين وهما ” لائحة بأسماء الملائكة” و “جنوب خط 33” ما الذي يميز كل واحدة منهما عن الأخرى من حيث المواضيع والأفكار؟

-مثل ما قلت قبل قليل المجموعة الأولى كانت بالمصادفة وحضرت لها بسرعة وهي تحمل كثير من القصص الحقيقية التي خبرت اصحابها عن قرب .
مع هذا فيها عدد لا بأس به من القصص التي احبها مثل اضواء خرمشهر و لائحة باسماء الملائكة وصاحب الميزان.
اما المجموعة الثانية فقد اخذت مني وقتا اطول واعتمدت في كتابتها تقنيات مختلفة ، كما ابتكرت فيها تقنية الهاتشتاگ ك عنوانات فرعية وكخطوة اولى لنشرها الكترونيا بطريقة مختلفة .
هذا بالأضافة الى الحس الفنتازي الواضح لبعض قصصها ..
ايضا كان للارقام دلالات مميزة في هذه المجموعة بدءا من العنوان الى عدد القصص وتفاصيل اخرى .

3. لديكِ مجموعة قصصية جديدة قيد الطبع بعنوان “طائر الرفراف” هل يمكنكِ أن تشاركينا فكرة هذا العمل الجديد وتوقعاتكِ حول ردود الفعل؟

3.طائر الرفراف اكملت كتابتها ، لكني لم اقتنع بمستواها الفني ، لهذا اجلت طبعها .. تحتاج بعض التعديلات ، لكني لا اجد الوقت او المزاج اللازم لاتمامها ..
-طائر الرفراف كقصة سبق ونشرتها ضمن كتاب هن يكتبن الحكايا وهي قصة جميلة اشاد بها النقاد ..
بعض القصص اعتمدت الثنائيات العاطفية او الكبلات التي علقت باذهان جيلنا ..واعتمدت ثلاثة نماذج ، ثنائيات شعرية وتشكيلية وممثلي سينما .

4. هل تأثرتِ بكتاب معين أو تيار أدبي معين ساهم في تشكيل أسلوبكِ الخاص في الكتابة؟
-تأثرت بداية بالأدب الروسي ، وخاصة ديستوفيسكي وغوغول وتشيخوف ومن ثم الادب الفرنسي مثل روايات اميل زولا و بلزاك وغيرهم ..
واكيد تأثرت بالأدب الانكليزي ، لأنه مجال دراستي الاكاديمية
ولا ننسى تأثير ماركيز الكبير على كل جيلنا

5. كيف تجدين تأثير الأحداث السياسية والاجتماعية في العراق على إبداعكِ الأدبي؟
-الاحداث السياسية التي مر بها العراق
اغنت تجربتي كثيرا وهي رغم كونها احداث سيئة بالعموم إلا انها ذات تأثير مهم .. وكما يقول المثل الضربة التي لاتكسرك تقويك .
او حسب تعبير جلال الدين الرومي تجعل الضوء يتدفق من تلك الصدوع والكسور

6. شاركتِ في كتب مشتركة مثل “لعبة السرد” و”تغريدات بلا وسم” كيف كانت تجربتكِ في العمل ضمن هذا النوع من المشاريع؟

-صراحة لا احب تواجدي ضمن اعمال مشتركة ..
أن كانت النصوص المشاركة ليست بالمستوى سينسحب الأمر على كل النصوص المشاركة في المجموعة ، وحتى الجيدة منها ستفقد بريقها ..
اما عندما تكون النصوص المشاركة بمستوى ممتاز قد تحصل المقارنة والتباين بالمستويات وتظهر عيوب لم تكن بالحسبان ..
القصد ان الانسجام بين النصوص قلما يكون موجودا ..وهناك امر يغفله اغلب جامعي النصوص وهو ايجاد طريقة تنسيق مناسبة عدا الترتيب الابجدي والذي يجعل نغمات اغلب تلك الاعمال نشاز وغير متوافقة مع بعضها .

7. باعتباركِ كاتبة أنثى، كيف ترين واقع الأدب النسوي في العراق اليوم؟ وهل تعتقدين أن هناك تطوراً في تناول القضايا النسوية في الأدب العراقي؟

– دائما اقول واكرر القول بأني لا اكتب ادبا نسويا وانما احاول الكتابة بحس انساني ..
كوني كاتبة امرأة يقيد من حريتي كثيرا في الكتابة مع انه يمنحني بعض المميزات ..
من المفارقات ان الكتاب الرجال افضل من النساء في تناول بعض القضايا النسوية .
ربما لأنهم يمتلكون مساحة حرية اكثر في التعامل مع التابوهات الاجتماعية .

8. إلى أي مدى ترى خولة الناهي أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة للتغيير المجتمعي؟
– الأدب مالم يقترن بوسائل الحداثة مثل السينما والغناء والسيكيتشات التمثيلية والدراما وما شابه لن يصل لدرجة التأثير المرجو وسيبقى حبيس الكتب والدراسات الاكاديمية .

9. ما هو رأيكِ في ترجمة الأدب العراقي إلى لغات أخرى؟
وهل ترين في ذلك فرصة لنقل صورة العراق الحقيقية للعالم؟.
الترجمة مهمة جدا في نقل الادب والتبادل الثقافي والحضاري وهذا امر لايختلف عليه اثنين .

10. باعتباركِ عضواً في اتحاد الأدباء العراقي وجمعية المترجمين العراقيين،
ما هو دور هذه الجمعيات في دعم الأدباء والمترجمين الشباب؟
-جمعية المترجمين لست على تواصل معها فهي في العاصمة فقط . لهذا لا اعرف عن نشاطاتها شيئا ..
اما عن اتحاد الادباء فهو عادة يقدم الدعم من ناحية النشر واقامة الجلسات الادبية والمهرجانات والمسابقات .. الخ .
قد لاتكون بمستوى الطموح ولكنها بمستوى لا بأس به حاليا ..

. طبعا نتمنى لو كان هناك دعما اكثر

11. أخيراً، ما هي المشاريع الأدبية المستقبلية التي تطمحين للعمل عليها؟
اتمنى فعلا التأسيس لاكاديمية ابداعية في اتحاد ادباء البصرة تمهد لتعليم الكتابة الابداعية ، خاصة وان المدارس عندنا تغفل هذه الناحية واغلب الكتابات لدينا هي اجتهادات شخصية من الادباء ولم تكن يوما عن دراسة وتحصيل ..
لدي عدة مشاريع لكنها غير مكتملة واتمنى ايجاد الوقت والفرصة لاتمامها

كما اتمنى تقديم عمل ادبي يرضيني ويعجب القراء

زر الذهاب إلى الأعلى