حوار مع الفنان فتحي شداد أجراه الصحفي داود الفريح
اجنادين نيوز / ANN
في عالم المسرح البصري، يقف الأستاذ فتحي شداد المياحي، برؤية عميقة وموهبة تتجاوز الحدود، مؤمنًا بأن المسرح هو وسيلة للارتقاء بالذوق العام وحمل رسائل مجتمعية هادفة، فمسيرته التي بدأت منذ الطفولة وتطورت مع الزمن، شهدت إنجازات مهمة وأسهمت في رفد المسرح العراقي بأعمال متميزة جعلته أحد أبرز الأسماء في هذا المجال، يشغل حاليًا منصب رئيس نقابة الفنانين (فرع البصرة)، حيث يسهم في تطوير الحركة الفنية والنهوض بالمسرح البصري. في هذا الحوار، سنتحدث عن مسيرته، رؤيته للمسرح والتحديات التي تواجه الفن المسرحي في العراق.
مرحبا بك
1. كيف بدأت رحلتك مع المسرح؟ وهل كان لديك دافع منذ الصغر للالتحاق بهذا المجال؟
ج1: الفن قبل كل شيء هو موهبة فطرية حاله مثل كل الاجناس الأدبية والرياضية أيضا قبل أن يت صقلها وتعزيزها بالدراسة الاكاديمية.. هكذا كان هو الحال معي، فقدت ولدت فناناً، أحببت الفن والمسرح بوجه الخصوص منذ صغري، وكنت أتابع أخبار الفنانين وأحضر بعض المسرحيات.. وهذا ما دفعني للدخول الى هذا المجال.
2. حدثنا عن دور أستاذك حميد مجيد مال الله في بداية مسيرتك، وكيف أثر في توجيهك نحو المسرح؟
ج2: الاستاذ الكبير الناقد المسرحي الراحل حميد مجيد مال الله كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في ولوجي الى عالم المسرح حيث في المرحلة الابتدائية كان مشرفا وأخذ بيدي وشجعني للدخول الى دار الفنون
3. شاركتَ في أعمال متنوعة خلال مراحل دراستك، ما هي الأعمال التي تركت أثرًا خاصًا لديك؟
ج3: شاركت خلال مسيرتي الفنية بعدد من الاعمال المسرحية اذكر منها في المرحلة المتوسطة مسرحية الفلاح ومسرحية الطبيب الطماع ومسرحية التعليم الالزامي وهي من تاليف عبد الجليل دايش وجميعها من تأليفي وشاركت في النشاط المدرسي بمسرحيات واوبريتات منها مسرحية الوحوش من تأليف واخراج السيد هاشم الشرع واوبريت السيف تأليف واخراج طالب جبار واوبريت انشودة تأليف واخراج عبد المحسن عبد الزهرة وكذلك شاركت مع الفرقة القومية للتمثيل بعدة اعمال منها مسرحية العريف علوان من تأليف شاكر العطار واخراج الدكتور حميد صابر ومسرحية الصوت من تأليف الشاعر كاظم الحجاج واخراج د. حميد صابر ومسرحية البرحية تأليف شاكر العطار واخراج محمد وهيب وفي معهد الفنون الجميلة شاركت بعدد من المسرحيات منها الراكبون البحر اخراج حميد مجيد وعبد الله العاشق اخراج كريم محمود وقرقوش في المدينة اخراج كريم خزعل والاميرة القبيحة اخراج الراحل قاسم علوان وايضا اخرج لنا مسرحية ماكبث ومسرحية الحلاج اخراج عبد الرسول مذكور ومسرحية رجل برجل اخراج عبد الجليل دايش والبلبل اخراج الراحلة لمياء هاشم واخرجت مسرحية لقمة الزقوم والاسكافية العجيبة وفي كلية الفنون الجميلة اخرجت مسرحية في انتظار غودو
ومسرحية الصندوق تأليف عبدالكريم العامري واخراجي ايضا
4. كيف أثرت دراستك الأكاديمية في مسيرتك، وهل ترى أن الدراسة الأكاديمية ضرورية للفنان المسرحي؟
ج4: طبعا للدراسة الاكاديمية تأثير على تطور الحس الفني من حيث التمثيل والاخراج فقد توسعت مداركي واستوعبت المسرح بكل تفاصيله واعتقد أن الموهبة كما ذكرت تأتي في الدرجة الاولى ومن ثم يمكن تطويرها بالدراسة وهذا لايعني ان الشهادة هي الاساس فهناك فنانون قدموا اعمالا رائعا دون أن يكونوا من خريجي الفنون.
5. بعد حصولك على شهادة الماجستير مؤخرًا، ما هي خططك المستقبلية في مجال الإخراج المسرحي؟
ج5: الماجستير عتبة اخرى في تطوير الامكانات وخططي تكمن في مد يد العون لزملائي من خلال المشاركة باعمالهم او الاستشارة التي يحتاجونها في هذا المجال
6. باعتبارك رئيسًا لنقابة الفنانين في البصرة منذ عام 2016، كيف ترى تطور دور النقابة في دعم الفنانين والمسرح البصري؟
ج6: الفنان مازال بحاجة الى من يدعمه ونحن في النقابة نقدم ما باستطاعتنا ولا ندخر جهدا دون أن نكون عونا لزملائنا فهم يحتاجون منا كل الدعم لكن ومثلما يقول المثل الشعبي العين بصيرة واليد قصيرة لكننا لن نتوقف عن تطوير عمل النقابة اداريا وفنيا.
7. ما هي أبرز التحديات التي واجهتها كنقيب للفنانين في البصرة؟ وكيف تعاملت مع هذه التحديات؟.
ج7: كل عمل نقابي قد يصطدم بتحديات ونقابة الفنانين حالها كحال بقية النقابات الا اننا وجدنا التحدي الاول هو في مبنى النقابة (المقر) حيث استلمنا مبنى خربا لا توجد فيه ابسط المقومات فضلا عن اطماع بعض المتنفذين في الاستحواذ على المبنى كونه يقع في مكان متميز بمنطقة العشار لهذا كان هذا التحدي الاول والحمد لله نجحنا في أن نجعله بالصورة التي هي عليه اليوم بوقوف عدد محدود من المسؤولين معنا ووقوف الزملاء الفنانين مع الهيئة الادارية
8. كيف ترى تأثير المسرح في توعية المجتمع ومناقشة القضايا الاجتماعية والسياسية؟
ج8: للمسرح تأثير قوي على الحراك الجمعي للمجتمع، فهو مصدر الاشعاع خاصة في الوضع الذي نعيشه وبالفعل من خلال متابعة العروض التي قدمناها في المهرجانات العربية والوطنية والمحلية فهي تقدم ما يحتاجه المواطن من عيش كريم وحياة رغيدة وهذا ما نصبو اليه
9. شاركتَ في مهرجانات عدة مثل “مهرجان ضد الإرهاب” كيف كانت تجربة المشاركة؟
وهل ترى أن الفن يمكن أن يسهم في مواجهة التطرف؟ج9: شاركنا في دورات المهرجان العراقي ضد الارهاب وفي الدورة الاولى حصلنا على الجائزة الكبرى بمسرحية جعبان للكاتب العراقي عبد الكريم العامري واخراج الدكتور حازم عبد المجيد.. نعم الفن يساهم بشكل كبير في مواجهة ومعالجة التطرف بكل مستوياته وهذا ما قمنا به لتوعية الجمهور
10. حدثنا عن دورك في إعادة مقر نقابة الفنانين إلى موقعه في العشار، وما الذي دفعك لهذا القرار؟
ج10: تحدثت لكم عن التحديات التي واجهناها في استلامنا لمبنى النقابة الذي كان عبارة عن خرابة يخلو من كل شيء والذي دفعنا لاعادته هو ما يعانيه الفنان من تهميش في تلك الفترة خاصة وان البصرة تخلو من المسارح بعدما تم تحويل بهو الادارة المحلية الى مول تجاري كان همنا وما يزال أن نجد مساحة للعروض المسرحية لهذا جددنا مسرح النقابة واقمنا عليه عروض عدد من المهرجانات منها مهرجان نظران المسرحي ومهرجان المونودراما والاغنية الوطنية وغيرها.
11. كيف تقيّم مستوى الإنتاج المسرحي في العراق اليوم؟
وما الذي ينقص المشهد المسرحي العراقي للنهوض مجددًا؟
ج11: المشهد المسرحي العراقي بحاجة الى اهتمام اكبر من قبل المؤسسات المعنية بالثقافة والفن وأرى أننا مازلنا نتطلع الى مهرجانات عربية في البصرة مثل مهرجان المربد الشعري اي أن نقوم باستضافة فرق مسرحية عربية وهذا يحتاج الى سيولة مالية نحن نفتقدها.
12. هل تجد صعوبة في التعامل مع الجمهور اليوم مقارنةً بالماضي؟ وكيف تتعامل مع تغيرات الذوق العام؟
ج12: الذائقة تختلف من زمن الى آخر بالامس كانت ذائقة الناس تتجه الى الاعمال المسرحية الشعبية والجادة التي تخلو من كل ما يسيء للانسان اما اليوم فالذائقة اختلفت بوجود التطور التقني من خلال الانترنت لهذا تجد كل مستوى هابط ينال قبولا للأسف الشديد وهو ما نجده في عروضنا المسرحية ايضا حيث نقدمها في المهرجانات فقط اما الاعمال الهابطة أو ما يطلق عليها التجارية تقدم على مدار السنة وهذا ما يشير لك الى اين وصل بنا الحال من حيث الذائقة التي تعرضت الى اختلال في البوصلة الاخلاقية.
13. من بين كل الأعمال التي قمت بإخراجها أو أشرفت عليها، أيها الأقرب إلى قلبك ولماذا؟
ج13: كل عمل شاركت فيه او قدمته يكون قريبا على نفسي فالاعمال مثل الابناء لا يمكن ان نفرق بينها فهي الاحب الى النفس.
14. برأيك، كيف يمكن للمسرح العراقي أن يستعيد بريقه في ظل الأوضاع الحالية؟
وما هو دور الفنانين في تحقيق ذلك؟
ج14: المسرح نتاج الوضع القائم اقتصاديا وسياسيا فما دمنا ندور بهذه الرحى سنبقى رهينين هذه المعادلة.
15. ما هي نصيحتك للفنانين الشباب الذين يرغبون في دخول عالم المسرح؟
ج15: انصح ابنائي الفنانين الشباب هو أن يختاروا الاعمال التي تقدمهم جيدا وتبرز طاقاتهم وان لا يأخذهم الغرور فالغرور يقتل الابداع ونحن في النقابة سنبقى عونا لهم باذن الله.