حوار مع الشاعرة سهاد البندر أجراه الصحفي داود الفريح
اجنادين نيوز / ANN
يسرّنا اليوم أن نلتقي بالكاتبة والشاعرة سهاد البندر، التي أثرت المشهد الأدبي بإصداراتها المتميزة في قصائد النثر والقصص القصيرة، منذ انطلاقتها الأولى عام 2016 مع إصدارها “أغنيات لا تتخطى الشفاه”وحتى كتابها الأحدث “القميص الأبيض” الصادر عام 2022 تميزت سهاد بلغة شعرية عميقة ورؤية سردية فريدة، نالت عضوية اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة عام 2020، وشاركت في العديد من المهرجانات الأدبية محليًا وعربيًا، حيث كرّمت لمساهماتها الأدبية، من خلال هذا الحوار، سنستكشف معها مسيرتها الأدبية، ورؤيتها للإبداع، وما يعنيه لها الأدب كأداة للتعبير عن تجاربها وأفكارها.
مرحبا بك
1. بدايةً كيف كانت رحلتك في عالم الأدب؟
وما الذي دفعكِ للكتابة في قصائد النثر والقصص القصيرة تحديداً؟
متذ صغري وانا انتمي الى عائلة تهتم بالادب والثقافة .. فتحت عيني على مكتبة زاخرة بالكتب الادبية والسياسية والفلسفية .. قرأت كثيرا .. (يقال ان الكأس عندما تمتلئ .. تفيض) .. بدأت الكتابة منذ كنت طالبة في الثانوي والجامعة .. لكن لا احد يقرأ سوى زميلاتي ومدرستي ..
عندما غادرت العراق الى ليبيا اشتد علي وجع الحنين للوطن .. ماجعلني اكتب خواطر نثرية وقصص قصيرة … اسكب حنيني على الورق .. واحتفظ بها … نشرت كم نص في الصحف الليبية …
وعند عودتي للوطن في عام 2014 ابتدأ مشواري الادبي .
2. حدثينا عن تجربتكِ في إصدار أول كتاب لكِ “أغنيات لا تتخطى الشفاه” في 2016 كيف كانت ردود الأفعال؟ وكيف أثّر هذا الإصدار على مسيرتكِ الأدبية؟
كان لمواقع التواصل الاجتماعي اثر في تفتح قريحتي الادبية بعد ان دخلت بعض الصفحات الادبية وتعرفت على اصدقاء من الوسط الادبي اطلعوا على كتاباتي المنشورة وشجعوني على اصدار اول كتاب عن دار الضفاف في دبي بإسم (اغنيات لا تتخطى الشفاه) مجموعة من النصوص النثرية القصيرة …
3. كيف تجدين الفرق بين الكتابة الشعرية والنثرية؟
وهل تجدين نفسكِ أقرب إلى أحدهما؟
الشعر هو الشعر نظما او نثرا .. هو نقل مشاعر او صور تحكي احاسيس عصية على البوح .. بمفردات لغوية جميلة ومتناسقة ومعبرة …
اما الشعر العمودي … اعتقد ان الالتزام بالنظم والقوافي غالبا ما يسرق المعنى المقصود .. والقيود التي تفرضها عروض الشعر تثقل كاهله … مما يجعله رتيبا مملا ضائع المعنى .. يستثنى من ذلك الشعراء الفطاحل والمتميزون الذين ختموا اسرار اللغة وحفظوا مفرداتها بحكمة و تمكن…وزينوا الشعر بايقاعات محببة …
اما الناثر الذي سبر اغوار اللغة العربية فهو يحلق في عالم الكلمة دون قيود .. ويرسم بريشة الخيال صورا جميلة وعميقة بكل ما اوتي من جمال اللغة واسرارها
اجده اجمل واكثر روعة وتعبيرا .. لذلك اميل لقصائد النثر ..
4. “أطلق سراح ضفيرتي” و”القميص الأبيض” كل منهما يحمل عنوانًا يثير التساؤل، ما قصة هذه العناوين؟ وكيف تختارين عناوين كتبك؟
بالنسبة لكتاب (اطلق سراح ضفيرتي) اغلب قصائده كانت تحاكي آلام ومعاناة المرأة والقيود الاجتماعية المفروضة عليها .. من ذلك اقتبس اسم الكتاب .
واما كتاب القميص الابيض كان عنوانه يحمل اسم قصيدة لها اهمية عندي …
على اني اختار عدة عنواين ثلاثة او اربعة للكتاب ثم اعمل تصويت عليها بين الاصدقاء المقربين و اختار العنوان الذي يحصل على اعلى الاصوات.
5. إلى أي حد تعتبرين أعمالك الأدبية انعكاسًا لتجاربك الشخصية؟
وهل تأثرتِ ببيئة البصرة في قصائدك أو قصصك؟
كان لبيئتي او بالاحرى لبصرتي اثر كبير على كتاباتي الشعرية والقصصية … فعلا كانت انعكاسا للمعاناة التي عشناها ايام الحروب .. و ايام الغربة والحنين الى البصرة وشط العرب .. بالرغم من الحرمان الذي عشته ايام الطفولة فيها …
كانت الذاكرة تزدحم بالصور والاحداث والحكايا عن بصرتي الحبيبة…
6. ما الدور الذي لعبته عضوية اتحاد الأدباء والكتاب في العراق في دعم مسيرتك الأدبية؟
الدعم المادي الخجول من خلال المنحة السنوية … و طباعة كتابي الاخير (القميص الابيض) ذلك كل الدعم الذي حصلت عليه من عضوية الاتحاد …
اما منتدى اديبات البصرة ايام كان تحت ادارة الصديقة الاديبة بلقيس خالد ..له اثرا كبيرا في دعمي وتشجيعي و من خلاله تجاوزت خوفي و وقفت اول مرة خلف المايكروفون لالقاء قصديتي … لها كل الشكر و الامتنان..
7. شاركتِ في العديد من المهرجانات الأدبية، مثل مهرجان المربد في البصرة والجواهري في بغداد، كيف تساهم هذه المشاركات في تطوير وتوسيع نطاق تجربتك الأدبية؟
اهمية المشاركة في المهرجانات بشكل عام تكمن في التفاعل مع جمهور متنوع و تبادل للخبرات والثقافات في مختلف المجالات الادبية
. من خلال الاطلاع والتقييم
والوقوف خلف منصات متنوعة …
8. حصلتِ على تكريمات متعددة، سواء من مؤسسات محلية أو عربية. ما أهمية هذه التكريمات بالنسبة لكِ، وكيف تؤثر على تطورك الأدبي؟
لا اهمية للتكريمات مجرد بروتوكول في انشطة الاحتفال بالمؤسسة لا تساهم في اي تطور … هو روتين مؤسسي متفق عليه …
9. كتاب “أنوثة مؤجلة” يتناول قصصًا قصيرة. هل هناك قصص من الواقع ألهمتكِ لكتابتها؟
وهل ترين أن للقصص القصيرة قدرة على طرح قضايا إنسانية عميقة؟
كم من امرأة في الحياة أجّلت انوثتها لاجل غير مسمى لتربية اطفالها او لذاتها او عائلتها حتى تجاوزها الزمن …
كتاب انوثة مؤجلة … هي فعلا صور وحكايات لما خزنته الذاكرة من لمحات و ومضات من عالم المرأة المحبطة و الطفولة والبدايات تمت بمعالجة صنعها الخيال .. هذا الكتاب هو اول مساهمة خطها قلمي في عالم القص ..
فعلا القصة القصيرة قادرة على طرح قضايا كبيرة من خلال تسليط الضوء على مسائل جديرة بالاشارة لها او سبر اغوارها ..
وانا اعتبر القصة القصيرة في عالمنا الان اكثر اهمية وتداولا من الروايات …
فالرواية عالم كبير كالمحيط لايمكن ان يغوص الى اعماقه الا سباح بارع …على ان اكثر كتّاب الروايات الحديثة لايجيدون السباحة لذلك تراهم يغرقون في المنتصف
كما ان تناول القصص القصيرة وهضمها اسهل كثيرا في زمننا الحاضر الملئ بالاخبار والقضايا المصيرية التي تستهلك وقتنا ..
10. ما هي تطلعاتكِ للأدب العراقي والعربي بشكل عام؟
وكيف تنظرين إلى مستقبل قصيدة النثر في ظل التنوع الأدبي الحالي؟
اجد الشعر العربي بشكل عام بدأ يفقد بريقة واصالته بسبب انتشار الزجل الشعبي بدل العربي الفصيح هذا ما لاحظته في دول عربية زرتها … في العراق وسوريا الامر افضل من ناحية التمسك بالحرف العربي الفصيح والشعر العربي بكل مدارسه ..
اما قصيدة النثر اراها هي السائدة وفي حال من التطور المستمر …
11. أخيرًا، ما هي مشاريعك القادمة؟ وهل تخططين للتوسع في مجالات أدبية جديدة؟
لدي مجموعة قصصية جديدة في صدد تحضيرها تجاوزت المنتصف .. في بداية عام 2025 ستكون جاهزة
اتمنى ان تنال مكانتها بين المجاميع القصصية
كلمة أخيرة لجمهورك الأدبي
اخيرا ….
شكرا لمن يقرأ كتابي من الاصدقاء وغير الاصدقاء
شكرا لمن يدلي بملاحظة نقد سلبا او ايجابا ..
شكرا لمن اقتنى كتابي بمقابل او بدونه …
وشكرا للصديق الاديب والاعلامي استاذ داود على هذا اللقاء..
اتمنى ان يكون نتاجي الادبي ومضة بسيطة في عالم الادب …
تحياتي واحترامي