حوار الفنان المسرحي مجيد عبد الواحد أجراه الصحفي داود الفريح

اجنادين نيوز / ANN

مجيد عبد الواحد النجار واحد من أبرز الشخصيات الفنية في المسرح والسينما والتلفزيون، ولد عام 1960 وقدم العديد من الأعمال التي ثبتت اسمه كفنان ومخرج مبدع في المشهد الفني، شغل مناصب هامة في هيئات ومؤسسات ثقافية وفنية عديدة وشارك في لجان التحكيم في عدد من المهرجانات، إلى جانب أدواره المميزة في أعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية.
في هذا الحوار نقترب أكثر من مسيرته الفنية وآرائه حول المشهد الفني الحالي، كما نستكشف رؤيته المستقبلية وتطلعاته

مرحبا بك في صفحة أخبار الأدباء

1. بداية كيف كان دخولك إلى عالم الفن؟
وما الذي دفعك لاختيار هذا المجال؟

• لا اعرف كيف حصل دخول الى عالم الفن، فلم أكن افهم شيء عن الفن، سوى مشاهداتي للتلفزيون، وكنت حينها حريص على متابعة افلام شاري شابلن، كان يدهشني كل ما يقدمه هذا الرجل، كنت أتابعه دون معرفة ماذا يسمونه او ماذا يسمى العمل بمعنى لم اكن ادرك ان ما يقوم به شاري شابلن هو فلم سينمائي، وكنت افهم كل ما يقوله وأتابعه بشغف، رغم ان افلامه غير ناطقة. كما كان يستهويني التقليد حيث كنت اقلد أصوات وحركات بعض الناس أمام عائلتي واصدقائي، وكنت اقوم بأفعال تسمى حاليا(مقالب) من اجل اسعاد الاخرين، كل هذا لم يكن تحت يافطة الفن، لأنني لم اكن بعد واعيا بهذا الجنس الجميل.

ما دفعني، حقيقة لا اعرف، لكني كنت استمتع بما اقدم، الى ان دخل علينا يوما من الايام معلم التربية الرياضية، حينها كنت في الصف الخامس الابتدائي، اتذكر هذا جيدا، وهو معلم جديد، لا زلت اتذكر تفاصيل وجهه الباسم المرح النشيط كان حيويا، يمازح الطلبة، ويحاول اضحاكنا باي طريقة، كان معلم حريص على عمله، كنت اتذكر جيدا الدرس الاول للأستاذ المرحوم جبار جيجان وهو يعطينا التمارين الرياضية، لن انسى ذلك اليوم الذي اختاري فيه للجوق الموسيقي لرفعة العلم، كان يدربنا على الايقاعات، والابتسامة لم تفارق وجهه الجميل، هذا الدرس جعلني اتعلق به وكنت اتابعه اين ما يذهب، لحين ما بدئنا اول عمل مسرحي وهو من تأليفه وبدئنا نتمرن على العمل- طبعا كان التمرين هو للحفظ فقط ليس هناك اخراج بالمفهوم الحالي- وتم عرض اول عمل في اجتماع للإباء والمعلمين، ومن ثم استمر النشاط دون انقطاع حيث كان يقدم عملا بكل مناسبة رحمه الله.

2. شاركت في العديد من الأعمال المسرحية كيف تقيم التجربة المسرحية مقارنة بالأعمال السينمائية والتلفزيونية؟

• المسرح اساس الدراما، وانا اعتقد من لم يحترف بالمسرح لن يجيد العمل امام الكامرة، وبعدها من لم يتمكن من ادواته كممثل، سيكون وقوفه امام الكامرة كمن يقف امام جلاد. المسرح هو الاساس. طبعا هذا لا يعني من لم يصعد خشبة المسرح لا يستطيع التمثيل امام الكامرة، ولكن اقصد ان مرحلة المسرح هي شبيه بالتلميذ الذي لم يدخل الصف الاول الابتدائي، لا يمكن ان اعطيه دروسا في الصف الخامس او الرابع او حتى الصف الثالث من اجل تعليمه، يجب ان تكون البداية من الصفر، رهبة المسرح، والخوف الذي يرافق الممثل، لا تنتهي ولكن بالعمل الجاد والاستمرارية يتمكن من السيطرة عليه اقصد الخوف، الذي يلازمه في كل شخصية جديديه، وطبعا لكل قاعدة شواذ.

3. شغلت عدة مناصب في الهيئات الادارية مثل عضوية الهيئة في نقابة الفنانين واللجان العليا
ما الذي أضافته هذه التجارب لمسيرتك المهنية؟

• اكيد الممارسة في الاعمال الادارية ، تزيد الشخص خبرة في العمل وتعلمه كيفية التعامل مع الاخر، العمل النقابي او الاداري في اي مكان يطلب من المعني، التعقل والحكمة والدراية الكاملة في تفاصيل عمله لا يمكن لشخص ان يضع قدمه في مكان لن يعرف عنه شيء، كما الداخل في مكان مظلم.

4. من بين أعمالك المسرحية والسينمائية ما العمل الذي تعتبره أقرب إلى قلبك؟
ولماذا؟

• كل الاعمال التي قدمتها يشرفني ان اتحدث عنها، فانا سعيد بما قدمت، وسعيد انني عملت مع مخرجين كبار، كانوا لي عونا في شق طريقي في مجال الفن، وكان اولهم استاذي ومعلمي حيدر الشلال، واستاذي ومعلمي الدكتور طارق العذاري الذي عملت معه بعد التخرج من معهد الفنون الجميلة اغلب اعمالي المسرحية، وكان الدور المهم للسينمائي الكبير قاسم حول بمنحي الدروس العملية والنظرية في الفن السابع، هؤلاء لم ولن انساهم ،لهم كل الاحترام والتقدير.

5. هل تعتقد أن المسرح اليوم يحتفظ بجاذبيته أمام جمهور الشباب؟
وكيف يمكن للمسرح أن يجذب أجيالا جديدة

• اليوم المسرح اختلف كثيرا عن السابق، لان البعض من الفنانين يلجؤون الى تقديم اعمال النخبة، وهذا اثر سلبا على هروب الجمهور من المسرح، بعض الفنانين لن يتمكنوا من النزول الى مستوى الجمهور ومن ثم الارتقاء بهم، كحال المجمعات السكنية المرتفعة الاسعار من اجل عدم دخول الناس بسيطة الدخل. ثم ان وسائل التواصل الاجتماعي اخذت مأخذها من الجمهور وشغلتهم كثيرا عن الذهاب الى المسرح، بمعنى ان الذهاب للمسرح اصبح للمترفين فقط، وكانه عاد الى اصله القديم فقد كان كذلك في السنوات الغابرة.

اما عملية الجذب فأصبحت الان صعبة جدا بعد هذا الفراق الطويل وانقطاع الجمهور عن ارتياد المسرح، لا زلت اتذكر المسرح العمالي والمسرح الفلاحي، وكيف كان الممثلين يتنقلون على عربات خصصت للعرض المسرحي، وكأنهم يحاكون(ثسبس) الاغريقي. ارى من الصعب عودة الجمهور الى المسرح وقد اغلقت الكثير من المسارح، لدرجة ليس هناك قاعة للتمرين على الاقل في محافظة البصرة.

6. شاركتَ في لجان تحكيم العديد من المهرجانات
ما المعايير التي تعتمدها في تقييمك للأعمال الفنية؟

• اول معيار في تقييم الاعمال الفنية، هي العلمية، ليس هناك عمل يقدم خارج السياقات الاكاديمية، ولا اقصد بالأكاديمية هي التقيد بالقواعد التي تدرس في معاهد وكليات الفنون، انا اعتقد على من يتخرج منها ان يكون حافظا لكل القواعد التي تعلمها من اجل كسرها، والاتيان بشيء جديد يسجل له، فلا يكفي ان تضع القطار على السكة بل عليك ان تأتي بسائق ماهر يقوده بمهارة ودراية، الفن ليس مهنة للعابرين، بل هو علم ومعرفة وادراك.

7. برأيك ما هي التحديات الأساسية التي يواجهها الفنانون في الوقت الحالي؟

• التحديات كثيرة، منها واهمها المجاملات، التي فسحت المجال للطارئين، الذين اصبحوا الان في المقدمة، بل البعض منهم تجاوزوا على اساتذتهم وقدوتهم، وهذا جريمة كبرى بحق الفن، كما ان اغلب المدن العراقية تعاني من انعدام المسارح وابتعاد الجمهور عن ما يقدم على البعض المتيسر من العروض، التي لجأت اغلبها الى ما يسمى بـ (مسرح الشارع) للتخلص من الانتاج، قلة الانتاج المشكلة بل المعضلة الكبيرة لم يعد المسرح كما السابق، اليوم البعض من المخرجيين، ومنهم الشباب الواعد المحبين، لديهم خيالات كبيرة، وواسعة، من اجل تنفيذها يحتاجون للوقوف معهم، والاخذ بأيديهم، من اجل رفع ذائقة الجمهور.

8. باعتبارك ممثلا ومخرجا، ما النصيحة التي تقدمها للمواهب الشابة التي تسعى لتحقيق النجاح في عالم الفن؟

• من اهم النصائح للشباب، هي التواضع، القراءة ثم القراءة ثم القراءة، السماع للأخر، ان لا يعتبروا كل ما يقال عن العمل هو تهديم له، فالنقد للعمل ليس لشخصك، ومن ثم الناقد لا يفرض رايه عليك، لذك اسمعه جيدا وتمعن في كل كلمة يقولها، فهي من ترسم المستقبل لك.

9. ما هي رؤيتك للمشهد الفني العربي في السنوات المقبلة؟
وهل لديك أي خطط لمشاريع جديدة؟

• المشهد الفني العربي، اغلبه اصبح للمهرجانات والمجاملات، واصبحنا نادرا ما نشاهد ونسمع عملا فنيا يرتقي بذائقة الجمهور، المسرح للناس، يجب ان يعرف هذا الجميع. خططي لنفسي، بعد ان وجدت ان الاعتكاف مع الكتب، هو افضل من جولة على العالم، وما موجود في السوشل ميديا، وجب علي متابعة كل ما هو جديد بالقدر الممكن، واتمنى ان يوفقني الله في مشروعي الذي اعمل عليه منذ سنوات.

. أخيرا كيف ترى دور الفن في إثراء الثقافة والمجتمع؟

• اعتقد المدينة التي لا يوجد فيها مسرح او سينما مدينة فقيرة، لان الفقر ليس في الجيوب بل في العقول.

كلمة أخيرة لجمهورك الفني.

اتمنى ان يكون حواري خفيفا عليهم ونافعا، واقول لنحب بعضنا من اجل الارتقاء في عالم العلم والمعرفة؟

زر الذهاب إلى الأعلى