الهجرة غير الشرعية ومخاطرها الاجتماعية والنفسية على الشباب

اجنادين نيوز / ANN

د.حيدر علي الاسدي
ناقد واكاديمي

تشكل الهجرة غير الشرعية احدى اهم التحديات المجتمعية في السنوات الأخيرة وبخاصة بين فئة الشباب لما لها من مخاطر وسلبيات كثيرة على بنية المجتمع أولا وعلى الشباب انفسهم في الدرجة الثانية ففي البلدان العربية ونتيجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية هاجر العديد من الشباب العربي بصورة غير قانونية الى البلدان الاوربية تاركين خلفهم عوائلهم واهليهم وبعضهم (أعمالهم) للأسف الشديد مثل هؤلاء سلكوا طرق غير مشروعة للسفر خارج البلد والكثير منهم لقى حتفه في البحر وحتى الذين نجحوا بالعبور لاقوا معاملة مهينة في تلك البلدان التي تدعي الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ونتحدث من شواهد حقيقية ومن تجارب شباب عائدين ، اذ ان الهجرة غير المشروعة تسبب العديد من السلبيات أولها هو فقدان رأس المال البشري في تلك الأوطان (الموارد البشرية) ولاسيما طبقة الشباب الذين هم مفعمين بالحيوية والقوة والقدرة على العمل والإنتاج اذ ان الأولى بهم خدمة اوطانهم لدعم عجلة التنمية وزيادة الناتج المحلي من خلال تنمية اقتصاد بلدانهم ناهيك عن المخاطر الكبيرة التي يواجهونها في طريق الهجرة غير الشرعية والتي قد تفقدهم ومرافقيهم حياتهم كما حصل للعديد من الشباب للأسف الشديد ، والامر الأخطر هو الفقدان الذي يخلفون في عوائلهم فالكثير تركوا والدة حزينة او والد متألم لفقدان ولده وهذا شرخ كبير في بنية الاسرة وبالتالي ينعكس على الفاعل المجتمعي لتلك الاسرة ناهيك عن الجوانب النفسية التي ستظهر على المهاجر ومنها شعوره بالاغتراب او الحنين الى الوطن والعودة لأحضان الاسرة والوطن وهو الهاجس الذي يراوده يوميا ويشتت ذهنه بخاصة ان لم يكن مرتاحاً بالمرة في تلك البلدان الاوربية التي تكدس المهاجرين (بكرفانات) تحت أجواء وطقس قاسي سواء اكان بارداً او في حاراً في الأجواء الحارة مع الأطفال والنساء واحيانا التعرض للاساءة والاهانة وتقليل الكرامة والعيش على (فتات المنظمات الغربية) وكأنك تتسول حياتك وكرامتك من تلك البلدان التي تدعي حماية الانسان ولكنها بالحقيقة لا توفر ادنى مقومات العيش الرغيد للمهاجرين وتعتبرهم عالة على بلدانهم ولذلك يكون تعاملهم وفقا لهذا المنطق لانهم يعتقدون بان هؤلاء المهاجرين يأتون بالقوة وهم ليسوا بحاجة الى المزيد من المهاجرين غير الشرعيين وكلنا يعلم ماذا يجري من عنصرية مقيتة اتجاه المهاجرين حتى وان استقروا في تلك البلدان ونالوا جنسيات تلك البلدان بل ونالوا مناصب عليا في تلك البلدان ولكنهم يتعرضون للعنصرية بصورة يومية ويبقون في نظر تلك البلدان بانهم ( غرباء) غير مرحب بهم ، والحمد لله تعالى في الآونة الأخيرة الكثير من البلدان ومنها بلدنا العزيز (العراق) تحسنت الظروف الأمنية والاقتصادية فيه واصبح من افضل البلدان التي يمكن ان يعيش فيها الانسان بل اصبح مقصد سياحي وقبلة للعديد من رؤوس الأموال الاستثمارية واصبح بيئة اقتصادية جاذبة وهناك فرص عمل كثيرة للشباب وبالتالي لا يوجد أي مسوغ نفسي او اجتماعي او اقتصادي يدعو الشباب لمغادرة البلد وعلى الشباب ان يدركوا انهم قيمة عليا في المجتمع وانهم بناة الغد والمستقبل لهم وبسواعدهم تبنى الأوطان وعليهم ان يرسخوا اكثر هويتهم الوطنية وحبهم لبلدهم وان لا يتركوا أماكنهم في هذا البلد لانه منحهم وجودهم التاريخي والحضاري والثقافي وبالتالي من واجب الأبناء ان يردوا الجميل لأوطانهم بان يعملوا على خدمة هذا البلد والتضحية من اجل بناءه وبناء جميع مؤسساته بغض النظر عن الاختلافات في العمل او الحياة العامة والاجتماعية لانها موجودة في كل مستويات الحياة فعلينا التركيز على دعم بلدنا من خلال البقاء لا المغادرة ، فالوطن ليس فندقاً نغادره عندما تسوء خدمته!

زر الذهاب إلى الأعلى