شجون عراقية:(الأدمان على وسائل التواصل الاجتماعي)
اجنادين نيوز / ANN
بقلم
د. كريم صويح عيادة
يوميا من الصباح الباكر الى اواخر الليل يرحل بنا الفيسبوك بما يكتب وينشر الآخرون من احزان وافراح من خلال الموبايل، وفي لحظة ما يظهر أمامنا أعلان لاحد مشاهير الطبخ بفيديو طهي تفوق مشاهداته ال 5 مليون..بعدها نجد انفسنا مع عالم الحيوان والوحوش والافتراس بينا نحن متوترين ومشدودين من هول التوحش والدم ، فجاءة يظهر لنا مقطع من فلم لانعرف اسمه والرابط في التعليق الأول لنعيش لحظات الحب والغرام والسعادة، وما نلبث قليلا وإذا بفيديو حول فوائد بعض الأطعمة والأعشاب والثوم …
وحين نخرج من ذلك نجد عيوننا وعقولنا تدور في الاخبار والاحداث المؤلمة في الشأن اللبناني واليمني والعراقي والفلسطيني ثم ياخذنا الفيس على حين غرة الى الشأن الافريقي والهجرة غير الشرعية لاوروبا..بعدها يرحل بنا لعالم الموضة ونحن على ابواب العام الجديد.
وعندما نتذكر بعد ساعات عديدة نعود لما كتب أحدنا على صفحته ليجد أن لا أحد يدري بحاله “ويتناسى ان الكتابة تصبح ملك القارئ بعد تخرج من انامل كاتبها”، بينما هو يعرف بكل خلق الله ويشغل نفسه بتوافههم..حينها يقرر الخروج من تلك الدوامة لانجاز عمل ما تدفعه نفسه اللوامة بالاطلاع على النشرة الجوية وسعر صرف الدولار من عدة مواقع او يشاهد مباراة نادية المفضل ليدخل بنوابات من الهستريا .
وبعد ساعات من الضياع تتخللها وجبات طعام او اسقاط فرض بعبادة او عمل بوظيفة نخرج من الفيسبوك لنجد أنفسنا قد وقنا بشرك تويتر او اليوتيوب وفي عالم آخر يعيش حالة العنف الفكري والتراشق منزوع الرقابة، وإذا بنا نسبح بين أمواج التفلسف والتحليل الباهت والمنحاز..لنخرج من هذا العناء ونذهب إلى الواتساب لنجد ما لذ وطاب من النسخ واللصق والمجاملات بالليكات للمسؤولين والفانشستات أكثر من اجمل مقال لمفكر او نثقف، أضافة للمشاركات المتكررة التي تعبر عن توجهات اصحابها طائفيا وحزبيا في مجموعات تم انشاءها دون ضوابط، وهكذا يضيع ويهدر الوقت ليل نهار وتمر الايام والشهور وقد استنزفنا جزءا كبيرا من حياتنا في فراغات الآخرين وتعظيم السفاهات…
نصيحتي وانا ليس بمقام الناصح بأن نشتغل بانتاج ما يفيد أنفسنا مهنيا وما ينفع الاخرين في الحياة العامة كنشر الوعي المجتمعي ومحاربة الظلم والفساد عن طريق الفيس وتويتر والانستغرام والواتس والتلغرام والسناب، وأن نستفاد من العم كوكل وغيره معرفيا ضمن تخصصنا وفي اوقات فراغنا..وإلا فأننا عبيد لتلك الآفات الهادرة للحياة…
اللهم لا تجعل ختامنا ويوم نلقاك ونحن ننظر “نبحلك” في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة!!.