شجون عراقية:(كرة القدم السلطة الخامسة بالعراق)

اجنادين نيوز / ANN

بقلم د كريم صويح عيادة

يقول خبير في الامم المتحدة في الثمانينات ان ما عمله اللاعب الهولندي كرويف خلال 90 دقيقة لم يعمله رجال السياسة خلال اعوام.
هناك رأيان متناقضان بالعراق حول كرة القدم أحدهما يراها الا اضاعة للوقت ونوع من الملهاة والتخدير للمجتمع من قبل الحكومات..وهناك رأي اخر يرى كرة القدم ما هي الا تعبير عن ثقافة المجتمع، ومستواه العلمي والأجتماعي والنفسي وقدرته على التخطيط وأدارة الازمات، ولها دور مميز في المجال السياحي والاقتصادي والرياضي.
في رأي المتواضع كلا الرأيان محترمان، الا في المبالغة بهما(أعتبار كرة القدم مجرد لعبة لا قيمة لها وكذلك اهمال اللعبة وعدم دعم الاتحاد والاندية وتطوير الملاعب وأختيار مدربين ولاعبين غير أكفاء واهمال رأي الجماهير..أو أعتبار كل مباراة مسألة حياة وموت، وما تسببه من اضطرابات مجتمعية وقطع للشوارع وعطل رسمية ومهاترات وعنف بين المشجعين وتوظفها سياسيا، كالروابط الرياضية المتعصبة “الأترس”..)، فهنا تقع المشكلة.

يقول علماء الاجتماع؛ لو كان اللعب غير مهم، فلماذا يبدأ الأطفال في استكشاف العالم عن طريق ألعابهم!؟، واللعب ياتي بالدرجة التالية بعد تلبية الحاجات الأساسية لهم كالطعام والشراب والعيش بين الاهل!..ولماذا يلعب الكبار مختلف الألعاب حسب مستوياتهم الثقافية والطبقية والعمرية!؟.في كتاب “الألعاب والبشر” للفرنسي “روجيه كايوا” صنف الالعاب ل 4 أنواع، كل نوع منها يشبع رغبة إنسانية معينة:
الالعاب التنافسية التي يفوز بها الاذكى كالشطرنج..وألعاب الفرص والحظ كالنرد والدومينو والروليت..والالعاب البهلوانية التي تصيب الجسم بالدوار “الدوخة والاسترخاء”،مثل السيرك ودوختيني ياليمونة..والعاب التظاهر مثل الادوار الخارقة، والخير والشر، والمحيبس والغميضة .

كرة القدم تاخذ من جميع الانواع المذكورة اعلاه جزء محددا(المنافسة الشريفة والتخطيط والجهد..الحظ واستغلال الفرص..الحركات البهلوانية قبل وبعد تسجيل الاهداف..لعب الادوار المختلفة بين الدفاع والهجوم) لتشكل مدرسة مكتملة الأركان، ننهل منها مجموعة من الدروس، كالتشبث بالتفاؤل رغم الأزمات، ومواصلة الاجتهاد في سبيل النجاح، كما تفتح عقولنا على إدارة العلاقات الإنسانية، لذلك هي حياة مصغرة تعمل فيها كافة الأحداث والسلوكيات والمشاعر، اضافة لتأثيرها على الاقتصاد والسياحة والاعلام والاتصالات.

أخيرا فأن الألعاب وخاصة كرة القدم لها دلالة على وجود الروح بشكل من الأشكال، لذلك الاسوياء يفضلونها على الالعاب الاكترونية الجامدة، وأن اللعب يمكنه أن يشبع مساحات في النفس الإنسانية، ربما لا تستطيع النشاطات الجادة كالقراءة والعمل أن تشبعها، لكن المبالغة فيها وأعطاءها اكثر من قيمتها الحقيقة ربما تصبح مردوداتها السلبية أكثر من فوائدها.
نتمنى لمنتخبنا الوطنى الفوز بمباراة اليوم وحظ اوفر للخاسر..

زر الذهاب إلى الأعلى