الشاعر حميد السيد ماجد في ضيافة اجنادين

اجنادين نيوز / ANN

يسرنا ويسعدنا أن نلتقي اليوم بالشاعر حميد السيد ماجد، أحد الأصوات الشعرية المبدعة التي برزت من البصرة، وتحديدا من قرية باب سليمان في قضاء أبي الخصيب، حميد الحاصل على بكالوريوس في تربية اللغة العربية من جامعة البصرة، يعمل أستاذا للغة، وقد أثبت حضوره في المشهد الأدبي من خلال قصائده ومقالاته التي تنشر في الصحف الورقية والإلكترونية وهو عضو في اتحاد الأدباء وعضو مؤسس في منتدى السياب الثقافي، كما صدر له ديوان شعري بعنوان “شفتاكِ مقصلة العيون” مع مجموعتين شعريتين مخطوطتين
وقد شارك في العديد من المهرجانات الشعرية، مما يعزز مكانته كصوت شعري جميل في هذا الحوار نتعرف اليوم أكثر على رؤاه وتجربته

مرحبا بك

1. بداية كيف كانت بداية علاقتك بالشعر؟
ومن هم أبرز الشعراء الذين تأثرت بهم؟
ـ أنا من الذين يؤمنون بأنّ الشعراء يولدون شعراء مؤجّلين يغردون شعرا خلف جدار الصمت بأدقّ تفاصيل حياتهم ، التدقيق في كل شيء والحس المرهف والفطنة والكثير من العلامات إلى حين التعرف على النفس الشاعرة وهيمنتها بشكل علني على كل شيء ، في التأثر صادقتُ أبا الطيّب فهو أول من ظهر أمامي وصادقتُ الجواهري وكان آخر أصحابي عبد الرزاق عبد الواحد ، هؤلاء كانوا أقرب أصدقائي شعرياً ولكن الشاعر الحقيقي في رأيي صديق نفسه وصديق كل شيء حوله وهو من يضع كل هذه الصداقات بمصلحة شاعريته بروحه الخاصة.

2. منذ صدور ديوانك الأول “شفتاكِ مقصلة العيون”
كيف ترى أثر هذا العمل على مسيرتك الشعرية؟
وهل لديك خطط لنشر المجموعتين المخطوطتين قريبا؟
ـ السعادة الأولى كونك تمتلك كتاباً عظيمة وهذا بحد ذاته دافع كبير نحو التطور في المجال نفسه ، المجموعة طبعت بأكثر من ٥٠٠ نسخة ونفدت مبيعاتها كلها وهي الآن في طور الطبعة الثانية ، كل هذا وأنت ما زلت شاباً حتماً فيه كثير من التحفيز نحو الأفضل والتطور دائما ، أما المجموعتان المخطوطتان ستطبع واحدة منهما قريباً..

3. كونك تعمل أستاذا للغة العربية، كيف ترى علاقة التعليم بالشعر؟
هل هناك تأثير متبادل بين عملك كمعلم وكتاباتك الشعرية؟
ـ المناهج الدراسية فيها من عيون الشعر العربي الأصيل والمعاصر وتدريس الشعر حتماً سيكون أقرب وأكثر متعة وإبداعاً انطلاقاً من القول المأثور ” أهل مكة أدرى بشعابها” فالشاعر قبل أن يكون أكاديمياً كان شاعرا مادته اللغة ومطلعاً بشكل تام على الأدب العربي مما يجعل مهنة تدريسه هواية ومتعة قبل أن تكون مهنة .
ـ الشاعر يلتقط صورا كثيرة لا يراها الآخرون وتدريس اللغة العربية منهجاً وطلاباً بستان كبير فيه الكثير والكثير من الصور المميزة.

4. البصرة مسقط رأسك تحمل إرثا أدبيا وشعريا كبيرا
كيف أثر هذا الإرث على تجربتك الأدبية؟
ـ أتذكر مقولة لأحد الأدباء البصريين يقول: ” في البصرة تحت كل نخلة شاعر” ، أن تكون شاعرا بصرياً فهذا بحد ذاته مسؤولية كبيرة لما في هذه المدينة من قامات أديبة وطاقات شبابية لا تنضب وإرث ثقافي عظيم ، وهذا بحد ذاته يشعرك بالفخر والمسؤولية وبوجوب التطور دائما لتجاري الحركة الأدبية البصرية ولتكون مستحقاً أن يقال: هذا شاعر بصري ، وبالتالي كل هذا يؤثر إيجاباً على التجربة الأدبية.

5. حدثنا عن دورك في منتدى السياب الثقافي كمؤسس
ما هي الأهداف التي تسعون لتحقيقها من خلال هذا المنتدى؟
ـ منتدى السياب الثقافي كان محطة مهمة في تجربتي الأدبية وكعضو مؤسس كان وما يزال الهم الوحيد لي هو تطوير الحركة الأدبية في أبي الخصيب وجذب الناس نحو بيت السياب وأن لا يقتصر على النخب الثقافية فقط ، أعمل على هذا دائما من خلال التثقيف أينما أجلس أو ألتقي وأرفد الحركة الأدبية الخصيبية بالكتابات التي أحرص على التوازن فيها دائما بين النخبة والعامة لكي لا تحبس نصوصي في الرفوف فقط.
ـ الهدف الرئيس هو صرخة ثقافية تقول للجميع إنّ في أبي الخصيب مكاناً خرج منه أعظم شخصية أدبية حديثة يجب أن يكون منزله قبلة للباحثين والسياح وطلبة الجامعات والمدارس لا أن يكون منفياً مثل صاحبه ، لم نحافظ على السياب في حياته فلنحافظ على آثاره ، الوفاء للرموز الثقافية الحقيقية يملأ عيون أعضاء منتدى السياب الثقافي وهذا جزء من أصالتهم وإيثارهم لرفد مدينة أبي الخصيب الشاعرة وتخليد رموزها لتكون محطة انطلاق لأجيال قادمة ترى قبلها العظماء فتشرع بحمل الأمانة لأن هذه المدينة تلد الرموز الأدبية باستمرار..

6. كيف ترى الوضع الراهن للأدب والشعر في العراق؟
وهل هناك تحديات يواجهها الشعراء العراقيون اليوم؟
ـ العراق منذ القدم بلد مواكب للتطور الأدبي ولو تصفحنا قليلا لوجدناه حاملاً راية التطور الأدبي في كل عصر كما هو الآن ، لكن أهم ما يواجهه الأديب العراقي اليوم هو سوء الإعلام المشاهد وتسليطه على جوانب بعيدة عن الأدب وهذه المسؤولية لا يتحملها الإعلام وحده بل تتحملها المؤسسات الثقافية والأديب نفسه بشكل أدق لأنه نزع إلى أساليب في الكتابة تجعل بينه وبين الجمهور برزخا كبيراً ، الأدب العراقي المعاصر أكثره رائع جدا ولكن يفتقد إلى الإعلام والنصوص التي تلامس قلب البسطاء وذائقة النخبة وتواجهه أيضاً الانتقاء الإخواني في الدعوات الأدبية والبرامج المشاهدة.

7. نلاحظ أن كتاباتك تنشر في الصحف الورقية والإلكترونية، فما رأيك في تأثير وسائل الإعلام الحديثة على انتشار الشعر والأدب العربي؟
ـ في ظل احتكار البرامج المشاهدة والنشاطات الثقافية المؤثرة حتماً سيكون الفضل الأكبر لوسائل الإعلام الحديثة في الوصول إلى أي مكان في العالم وهذا يضع جزءا كبيرا من المسؤولية على عاتق الأديب بنشر نتاجه دون الحاجة إلى مؤسسات ثقافية.
8. شاركت في العديد من المهرجانات الأدبية، ما هو تأثير هذه التجارب على مسيرتك الأدبية؟
وهل هناك تجربة معينة تركت أثرا عميقا في نفسك؟
ـ الاختلاط مع نخبة كبيرة من الشعراء له تأثيره الإيجابي حتماً فهو يوفر فرصة لتلاقح الأفكار والرؤى الأدبية ويضيف إلى التجربة الأدبية أفكاراً متبادلة ، التجارب بشكل عام كلها جيدة وتركت انطباعات أغلبها جيدة وعليها ملاحظ طبعاً.

9. يعتبر الانضمام إلى اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين خطوة مهمة لأي كاتب أو شاعر.
كيف ساعدك الاتحاد في دعم وتطوير مسيرتك الأدبية؟
ـ الانضمام إلى الاتحاد سعادة كبيرة ولكن لم يقدم هذه المساعدة ربما لأنني عند دخولي الاتحاد كنت شاعرا ، أما الجلسات الأدبية التي فيها من الثقافة الكثير فهذه يستطيع حضورها والفائدة منها من كان عضواً أو لم يكن عضواً حتى..

10. ما هو رأيك في علاقة الشاعر العراقي بجمهوره؟
وهل تجد أن الشعر ما زال يلقى الاهتمام الذي يستحقه من الجمهور؟
ـ إنّ عصا النرجسية والمثالية الورقية شقت النهر الذي كان يكونه الجمهور والشاعر العراقي والجمهور عبر إلى ضفة أخرى ، أما مستوى الاهتمام فهو لا يرقى إلى جمال ووفرة ما يطرح الآن وأسباب هذا كثيرة ذكرت بعضها أعلاه.

11. أخيرا ما هي طموحاتك المستقبلية؟
وهل تعمل على مشاريع أدبية جديدة ترغب في مشاركتها مع قرائك؟
ـ كشاعر أطمح إلى تمثيل مدينتي وبلدي بشكل يليق بعظمة تراثهما حيثما أكون ، أعمل على تكوين جيل جديد من طلبة المراحل الاعدادية يحمل مستقبل أبي الخصيب الأدبي بكل الأجناس الأدبية.

كلمة أخيرة لجمهورك الأدبي
ـ أصدقائي وطلبتي وكل من يعرفني ، كفة الميزان التي يرتفع بها البلد وثقافته من خلال دعمكم لكل ما هو يستحق فنيا وأرجو أن أكون عند حسن الظن..

زر الذهاب إلى الأعلى