حوار مع الاديب: ميثم الراعي

اجنادين نيوز / ANN

أجراه الصحفي: داود الفريح

يسرنا اليوم أن نلتقي بشخصية متميزة من البصرة، لها حضورها في المشهد الأدبي والثقافي والفكري بعطاءاتها وإسهاماتها الغنية، ضيفنا هو الأستاذ ميثم الراعي
الذي جمع في مسيرته بين الأدب والنقد والقانون والأمن، حيث حصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها وقدم مجموعة من المؤلفات التي عكست رؤيته العميقة في الأدب والنقد، مثل كتاب “تعالق القصيدة والصورة الفوتوغرافية في الشعر العربي الحديث” و”ضوء النص” لم يقتصر إسهامه على الأدب فقط، بل امتد إلى المجال القانوني والأمني، حيث يعمل كضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية العراقية، ولديه مؤلفات تسهم في توجيه أفراد الأمن مثل “دليل رجل الشرطة طبقاً للقوانين والأنظمة والتعليمات النافذة” كما شارك بفعالية في عدد من المنتديات والاتحادات الثقافية والقانونية، وحصل على تقدير من العديد من المؤسسات الأكاديمية والنقابية.

اليوم نتحاور معه لاكتشاف رحلته التي تجمع بين الأدب والأمن والقانون، ونسلط الضوء على تجاربه الفكرية ونستمع إلى رؤيته حول قضايا الأدب والمجتمع.

مرحبا بك في صفحة أخبار الأدباء
* أهلاً وسهلاً ومرحباً بصفحة أخبار الأدباء متمثلةً بالأديب والإعلامي الأخ داود الفريح المحترم.

1. نبدأ الحوار بسؤال عن النشأة والبدايات، كيف كانت طفولة ميثم الراعي في البصرة
وكيف بدأت اهتماماتك الأدبية والثقافية؟
* كانت النشأة في قضاء المدينة الذي يبعد عن مركز مدينة البصرة إلى الشمال منها ب ٩٠ كيلو متر تقريباً وكانت نشأة تجمع بين المدينة والريف حيث ان طفولتي كانت في مركز القضاء ولكن هناك ارتباط مع سكان الأهوار ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة لذلك الهور الكبير الممتد بين محافظات الجنوب الثلاث ( البصرة وذي قار وميسان) وكنت متأثراً بما اسمعه في المجالس والمضائف من حكايات وإلقاء الشعر الشعبي المتوارث والجديد الذي يؤرخ لحوادث تاريخية وحوادث آنية تحصل في تلك المناطق ثم تأثرت ببعض من اشرفوا على تعليمي في صباي من المعلمين سواء في المدرسة أو خارجها وكانت لشخصية جدي الحاج حسن راعي ( رحمه الله) الاثر الكبير في صناعة الذائقة الأدبية لديَّ.

2. باعتبارك تحمل شهادة ماجستير في اللغة العربية وآدابها، ما الذي دفعك لاختيار هذا المجال بالتحديد؟
وهل كان لهذا الاختيار تأثير على مشوارك الأدبي؟
* كانت دارستي الأولية لشهادة البكلوريوس في كلية الآداب جامعة البصرة عام ١٩٩٧م هي المفتاح الأول للانطلاق في دراسة اللغة العربية بوصفها اللغة التي يجب علينا الاهتمام بها وتحسين مستوانا المعرفي بها كونها لغة القرآن الكريم ولغة أجدادنا العرب فهي هوية لكل عربي لا يمكن الابتعاد عنها.
نعم كان لدراستها الأثر الكبير في توجيه ميولي الأدبي نحو الكتابة.

3. كتبتَ مجموعة من الكتب والمقالات النقدية مثل “تعالق القصيدة والصورة الفوتوغرافية في الشعر العربي الحديث”
كيف تنظر إلى العلاقة بين الصورة والشعر في الأدب العربي الحديث؟
* هنالك علاقات متعددة بين الصورة الفوتوغرافية والشعر الحديث نتجت من التقاط صور فوتوغرافية وكتابة نصوص شعرية مجاورة لتلك الصور قام بها مجموعة من الشعراء، وهذا النمط الجديد من الاشكال النصية الذي يسعى إلى توظيف الصورة الفوتوغرافية وتعشيقها بالنص الشعري لانتاج شكل نصي جديد مكون من تفاعل الصورة والقصيدة، بحيث لا يكون الصورة عبئاً على القصيدة ولا تكون القصيدة عبئاً على الصورة بل كلاهما يجد السير لخلق علاقات جديدة بين فنيّن مختلفين، ومن اهم تلك العلاقات ( علاقة التقرير والإيحاء وعلاقة التكامل والتفاعل وعلاقة التفسير) وهذا الموضوع هو مشروع دراستي للماجستير الذي حصلت فيه على هذه الشهادة وبتقدير جيد جداً عال في جامعة بابل.

4. عملك في مجال القانون والسياسة إلى جانب الأدب يعد من الأمور التي تثير الفضول.
كيف توفق بين التزاماتك الأدبية ومسؤولياتك كضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية؟
* نعم هناك صعوبة في التوفيق بين الوظيفة بوصفها عملاً إدارياً وبين العمل الفكري الأدبي إلا أنني مصرٌ ومتعاهد مع نفسي ان لا اترك القراءة والكتابة، فلا استطيع الراحة ويبقى البال مشغولاً ان لم انتج شيئاً، فالقراءة هي مفتاح النجاح ولو أراد أحدنا أن يخصص وقتاً للقراءة والمطالعة فالوقت متاح نوعاً ما ولكن يجب ان تتوفر إرادة حقيقية لمشروع القراءة والكتابة.

5. حدثنا عن كتابك “دليل رجل الشرطة طبقاً للقوانين والأنظمة والتعليمات النافذة”
ما الذي ألهمك لكتابته، وما الدور الذي يلعبه هذا الكتاب في توجيه أفراد الشرطة؟
* يعد هذا الكتاب بمثابة كراس تعريفي لرجل الشرطة إذ تضمن كل القوانين والأنظمة والتعليمات التي تخص عمل الشرطة وفيه وفرتُ جهداً لرجال الشرطة من العودة إليه بدلاً من البحث عن متون القوانين في جريدة الوقائع العراقية أو في المواقع الإلكترونية، وقد أثنى على الكتاب مجموعة من الضباط والمنتسبين بعد الإطلاع عليه مستفيدين منه في سرعة الرجوع إلى القوانين والأنظمة والتعليمات.

6. تكتب أيضا عن الأمن وحماية المواقع الحساسة.
كيف ترى أهمية هذا المجال في الوقت الحالي
وكيف تعتقد أن خبراتك الأدبية أثرت على توجهك نحو هذا الموضوع؟
* تأتي الكتابة عن الامن ضمن الواقع العملي الذي مارسته في حماية وأمن المطارات، فأشتغلت لسنوات عديدة في المطارات وكانت حصيلة تلك السنين أن اكتب كتاباً عن حماية وامن المطارات يمكن الاستفادة منه في حماية أي موقع آخر.
أما ما يخص الخبرات الأدبية فهي تسعفني في الصياغة الصحيحة والاسلوب الامثل لإيصال المعلومة المراد كتابتها بطريقة أنيقة للقراء الكرام.

7. أنت عضو في اتحاد الأدباء والكتاب وعضو مؤسس لمنتدى جزائر البصرة الثقافي
ما الدور الذي تلعبه هذه المنظمات في دعم الحراك الثقافي في البصرة؟
* ان الاتحادات والمنتديات الأدبية لها دور ثقافي واضح من خلال ما تقوم به من عمل في إقامة الجلسات والنشاطات الثقافية وتعبر عن هويتها الأدبية بالرغم من قلة إرتيادها من قبل المجتمع، فهي تؤثر بثلة قليلة لكنها باقية تحمل عنوانها الثقافي الذي أنشأت من أجله.
وللحديث عن منتدى الجزائر الثقافي فهو من المنتديات الفتية تأسس عام ٢٠٢٢م واستطاع خلال هذين السنتين ان يكشف عن شخصيات مغمورة في تراث البصرة لها أثر علمي وأدبي وديني كبير، وأصدر عدد من الكتب والكراسات التي توثق ذلك التراث المغمور، والمنتدى مهتم فقط بتراث بمنطقة جزائر البصرة التي تمتد من القرنة حتى تخوم هور الحمار ومركزها قديما ( قضاء المدينة) وقد حصل بتأثير المنتدى صحوة لدى الشباب المثقف لإعادة قراءة التاريخ والمراجع والتدقيق في تاريخ أجدادهم.

8. قدّمت بحوثا ومقالات نشرت في مجلات محكمة وصحف يومية
ما المواضيع التي تجد نفسك منجذبا للكتابة عنها
وما التحديات التي واجهتها في نشر هذه الأعمال؟
* النقد والادب هو ما أجد نفسي فيه كاتباً ومتعلماً دائماً، إما ما يخص النشر فهو متاح في هذه الأيام إلا انه مبني على العلاقات الخاصة لتحقيق السرعة في النشر، فالاعم الأغلب من المجلات والصحف وللأسف لا تنظر إلى المادة المكتوبة بالقدر الذي تنظر فيه لمن كتبها، وهذا أحد اسباب ابتعاد كثير من المبدعين عن النشر واكتفوا بالكتابة في متصفحهم الشخصي أو يطبعون كتبهم ولا تلق حقها نشراً.

9. هلّا حدثتنا عن تأثير كتاباتك على جيل الشباب، وهل تلقيت آراء أو ردود فعل من القرّاء الشباب حول أعمالك الأدبية والنقدية؟
* نعم، وردتني كثير من الآراء التي بدى اصحابها معجبين بكتاباتي وذلك من خلال نشرها في المواقع الإلكترونية وبيان ذلك في تعليقاتهم أو طلبهم لنسخة من الكتاب الصادر، واتذكر رأي لأحدى اخواتنا الشاعرات عندما قرأت كتاب (ضوء النص) كتبت لي نصاً (( الآن فهمت النقد بعد أن كنتُ ضائعة في ركام النظريات النقدية الحديثة ولم أفهم منها شيئاً))

10. ما خططك المستقبلية في مجال الكتابة والنقد؟
وهل تعمل حالياً على مشروع جديد يمكن أن نرى صدوره قريباً؟
* كما أسلفتُ فالكتابة هي مشروع حياة لا يمكن ان تتوقف، وهناك مشروع كتابي جديد عنوانه ( الحركة الأدبية في جزائر البصرة) سوف يدفع إلى المطبعة قريباً بإذن الله تعالى.

11. بعد مسيرة طويلة حافلة بالعطاء، ما النصيحة التي تقدمها للشباب الراغب في دخول عالم الأدب أو التخصص في الدراسات النقدية؟
* اقول لمن يريد التخصص بالدراسات النقدية عليك أن تقرأ التراث النقدي العربي بصورة جيدة قبل الولوج إلى مناهج ونظريات النقد الحديث، ويجب ان تتلمذ على يد شيخ من شيوخ النقد الماهرين الذين هم أقل من القليل في وقتنا الراهن.

12. أخيراً، كيف تلخص تجربتك حتى الآن
وما الذي تود تحقيقه مستقبلاً سواءً في المجال الأدبي أو الأمني؟
* هي تجربة يمكن القول عنها إنها ناجحة رغم التحديات وكان لأستاذي وشيخي الاستاذ الدكتور عبدالعظيم السلطاني الأثر الكبير في نجاحها فهو من فتح الافق لديّ في معرفة اسارير النقد ولا زلت أنظر إليها ولكتبه ككنز معرفي في تخصص النقد الحديث لا يمكن الابتعاد عنه. وأبقى مصراً على الاستمرار في القراءة والكتابة ولا ادخر جهداً في نفع الآخرين سواء بتقديم خدمة عامة لهم أم بتقديم منفعة علمية.

كلمة أخيرة لجمهورك الأدبي
لا يسعني إلا ان أشكر كل مد لي يد العون في مشروع الكتابة الأدبية واتمنى للقراء الكرام الإفادة من كل ما هو نافع بصرف النظر عن الكاتب، فتفحص المكتوب هو أنفع.
وشكري لصفحة أخبار الأدباء وبالاخص للصحفي الاستاذ داود الفريح.
محبتي لكم.

زر الذهاب إلى الأعلى