شجون عراقية: (جمعة غير مباركة!!).
اجنادين نيوز / ANN
بقلم د كريم صويح عيادة
بالسبعينيات كلمة(عيب) كانت السائدة والرائدة وربما كرهها الكثير لتكرارها من الاباء والامهات والاساتذة وكبار السن ولكن مع الزمن عرفوا قيمتها وأهميتها عندما غابت أو ماتت في مجتمعنا، كانت اشبه بالمدرسة نتعلم منها الاحترام والذوق او كأنها مضيف “ديوان” للأنضباط المجتمعي والستر لمنع السلوكيات المنحرفة، أو أنها تشبه الجامعة والأكاديمية لتخريج طلبة أصحاب رجولة واخلاق وطالبات عفيفات صابرات ومجتمع يعتز بنفسه ويحافظ على كيانه وخصوصياته.
من كلمة(عيب) تربى الشباب على غض البصر، وعدم التحرش ببنات الحي، وعدم رفع الصوت بوجه المعلم والكبير والجار والمراة، وعدم الاستهزاء من المسن والمريض، ومن مدرسة العيب تعلم الصغار بعدم نقل سر الجار والدار والصديق.
كان الأب يقف بكل ثقة ويقول لأبنه، عيب؛ عمك، خالك، أخوك، جارك، معلمك، سَلِّم، سامح، ساعد، ارفع الخبزه عن الأرض وقبلها، طريقة أجابتك غير صحيحة، تسريحة شعرك غير لائقة.
كانت الام او المعلمة تقول بصدق للبنت، (عيب)؛ لا ترفعي صوتك، لا تلبسي هذا، لا تعرفي الطبخ والخياطة، فتربت البنات والطالبات على الحشمة والستر والأدب والتدبير الأسري والاستعداد للحياة الزوجية.
كان عيب علينا أن لم نحترم الشخص الكبير والمعلم والجار، واليوم أحترام الاب والاخ الاكبر والمعلم من الصفات النادرة.
كان التلفزيون(عيب) أن يفتح لمدة أسبوع وربما أكثر عندما يتوفى احد من الجيران أو من الزقاق اي كانت درجة قرابته، والان الاخ وابن العم لا يراعي شعور أخيه وابن عمه.
من مفهوم كلمة(عيب)؛ قدر الصغير الكبير ، وعطف الكبير على الصغير، واحترم الجار جاره، واستمرت صلة الأرحام بمحبة وشوق، واليوم متفضل من يرسل الصباحيات او التهاني وجمعة مباركة لوالديه وأخوته واقرب اهله على الوتساب.
كان عيبا ان لم نشارك الجار السابع كل افراحه واحزانه وربما في بناء بيته، واليوم الغيبة والنميمة وكف الاذى كل مايطلبه الجار والقريب والبعيد.
كان عيبا في العطلة الصيفية ان لم يذهب الكثير من الشباب صباحا لمساعدة اباءهم بالعمل أو الذهاب الى المكتبة العامة للمطالعة كلا حسب عمره، واليوم معظم الوقت يقضيه شبابنا على الفيسبوك والنستغرام ونشر الستوريات والبوبجي..
رحم الله كلمة (عيب) برحمته الواسعة، والهمنا الصبر والسلوان على فراقها، وجازى ناطقيها خيرا وغفر للهاربين والمستخفين بها.
اللهم احفظ العراق وشعبه وكل بني الإنسانية.