الشاعر علاء المرقب في ضيافة اجنادين

اجنادين نيوز / ANN

أجراه الصحفي :داود الفريح

في فضاء الأدب العراقي، يبرز اسم الشاعر والناقد علاء المرقب كأحد الأصوات الأدبية التي استطاعت أن تثري الساحة بنتاجاتها المتنوعة، ولد علاء في مدينة البصرة عام 1971، وبدأ مسيرته الأدبية منذ مراحل شبابه، متنقلا بين الشعر والنقد والرواية والقصة، ليقدم إسهامات هامة تحظى بتقدير واسع، نال علاء المرقب العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة النيل والفرات عام 2019 عن كتابه “إمكانية الإبداع لدى الكاتب الشمولي”
وكنتيجة لمسيرته الحافلة، بات المرقب عضو في اتحاد الأدباء العراقيين ومؤسساً لمؤسسة ثغر الفيحاء للثقافة والإعلام، في هذا الحوار، نحاول التعمق في تجربته الأدبية، والتعرف إلى أفكاره حول قضايا الأدب والمجتمع.
مرحبا بك في صفحة أخبار الأدباء

1. بداية حدثنا عن نشأتك ومرحلة بداياتك الأدبية، كيف كانت تلك الرحلة الأولى نحو عالم الأدب؟

– كأغلب البدايات، كتابات بسيطة بعمر ١١ عاماً، واستمرت بشكل نصوص تتطور مع مرور الوقت حتى شعرت بنضجها عند ١٨ عاماً (تقريبا) وبهذا العمر أي عام ١٩٨٩ جربت كتابة القصة أيضاً. في ١٩٩٥ طبعت أول مجموعة نصوص بعنوان ” عيد ميلاد سعيد”، أضافة لكتاب آخر تحت عنوان ” الصلاة”.

2. كيف أثرت مدينة البصرة وتاريخها العريق على مسيرتك الأدبية وشخصيتك ككاتب؟

– وجود أبواب متعددة للثقافة في البصرة، ومنها وفرة المكتبات كان مشجعاً للقراءة، ومع النضج يشعر المرء أنه يرتبط بمدينة تغص بالمفكرين والأدباء على مر تاريخها، وتلك مسؤولية للسعي من أجل مواكبة شخصياتها وحضارتها كمدينة وكمجتمع، إن لم نقل تقديم أفضل مما قدموا لترك بصمات إضافية فاعلة لهذا الإرث الحضاري الكبير.

3. لدينا فضول لمعرفة دوافعك لاختيار مجالات متعددة كالشعر والنقد والرواية، كيف ترى هذا التنوع الأدبي؟

– هي ليست اختياراً، إنما هي فطرة. ممكن أن يمتلك الفرد قدرة كتابة الشعر فقط، وممكن أن تكون لديه مواهب أخرى قد تتوازى قابلياته فيها، أو يحدث بعض التفاوت ما بين جنس وآخر، بمعنى أن يكون المؤلف شاعراً، لكنه يكتب السرد أو النقد وغيرها، أو أن حب المؤلف لجنس معين كفيل أن يتطور به، وقد يشمل جميعها بالاطلاع والممارسة. أما التنوع فجميل جداً بل ويمنح التميز. وهي فرصة لنجاحات متتعدة، شريطة الإجادة.

4. أصدرت العديد من الأعمال النقدية
أبرزها كتاب “إمكانية الإبداع لدى الكاتب الشمولي” ما الذي دفعك لكتابة هذا الكتاب تحديداً، وما الرسالة التي أردت إيصالها من خلاله؟

– جواب هذا السؤال مرتبط بما قبله نوعاً ما، فقد قمت بتلك الدراسة لإثبات إمكانية الكاتب الشمولي، بأن يبدع في جميع ما يمتلك من مواهب أدبية بنفس القدرة وعلى مستويات متقاربة إن لم تكون متساوية، إن أولى لذلك اهتماماً، ولنا في ذلك أمثلة لاتحصى.

5. الشعر يحتل مكانة خاصة في مسيرتك، ماذا يعني لك الشعر، وهل ترى فيه أداة للتعبير الشخصي أم للمشاركة المجتمعية؟
– بالفعل للشعر مكانة خاصة، بعد أن عرف الجمهور بي، سواء داخل أو خارج العراق، وكأنه مهد لي الطريق لأكون ضمن المجتمع الأدبي مثلما أنا اليوم. كما أنه يعد وسيلة مؤثرة للتعبير عن الذات, أو عن الآخرين بما فيه من قضايا مهمة، أضافة لكونه الصوت الذي يقارع الظلم ويجابه التجبر، بمختلف أشكاله، سياسيا كان أو غير ذلك.

6. من الواضح أن أعمالك النقدية تهدف لتحليل الأدب بعمق، ما المعايير التي تعتمدها في نقد الأعمال الأدبية؟

– أول شرط لأن تنقد عملا أدبيا، أن تغض النظر عن اسم المؤلف “مطلقا”. بعدها أن تقسم العمل إلى جزئياته التي تكون منها، الفكرة، أدوات المؤلف لتطويع الفكرة، لغة المؤلف، بناء النص لغوياً وفنياً. أما إمكانية تقديم دراسة وافية عن نص ما فيعتمد على عوامل عدة، أهمها فراسة الناقد وموهبته، ثقافته، خبرته. ذلك ما أعتمده عند دراسة أي نص، أضافة لجزئيات تكميلية، كأهمية النص وعمقه وتأثيراته وموكبته الحدث و غيرها مما تعد معاييراً للتقييم.

7. نلت تكريمات متعددة من جهات محلية وعربية، كيف ترى تأثير هذه التكريمات على مسيرتك ودورها في دفعك للأمام؟

– أكيد لها دافع إيجابي، وتروي شيئاً من طموح المؤلف، وتعطيه الثقة، وهي شيء من التقييم لمسيرته. كما أنها تلفت انتباه الجمهور.

8. ما أبرز التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك الأدبية؟
وكيف تمكنت من تجاوزها؟

– التحدي الأهم هو تقديم الأفضل، والتطور المستمر من خلال الخط البياني منذ خط الشروع وحتى آخر نقطة. بالنسبة لي أحاسب نفسي كثيراً، ورغم صدور أكثر من ٣٥ كتاباً لي، مازلت غير راض عن أي منها وإن حصلت على القبول والنجاخ والانتشار، لذا أحاول عند كتابة أي منجز أدبي أن يكون مختلفاً أولا، وأفضل مما سبقه ثانياً، وهكذا يستمر معي القلق من حصول تراجع، لذا تقييمي لكتبي أقل مما يقيمها القراء. كما إني اهتم للنقد الإيحابي، أما الانتقاد السلبي، فلا أباليه، بل أعده من ثمرات النجاح ويعطيني حافزاً أكثر للاستمرار.

9. أنت أيضاً كاتب قصص قصيرة وروايات، كيف تجد الفرق بين كتابة القصة القصيرة وكتابة الرواية؟ وأي النوعين يشكل تحدياً أكبر بالنسبة لك؟

– القصة لاتتطلب جهداً كما الرواية التي تتشعب أحداثها وتدخل فيها أساسيات كثيرة كالزمان والمكان وكثرة الشخصيات (بالغالب)، كما إني أستمتع بكتابة الرواية كوني أتفاعل مع الشخصيات والأحداث، لذا حتى حينما أكتب القصة، لا تكون قصيرة جداً، وأحاول أن أجعل القارئ مستنتعاً بأحداثها، من كونها ومضة قصيرة أشبه بالفلاش.

10. هل هناك أدباء معينون تأثرت بهم أو تأثرت بأعمالهم، سواءً على المستوى المحلي أو العالمي؟

– تأثير بمعنى السير على طريقتهم أو محاكاة أسلوبهم، لم يحدث لي ذلك، لكني أستمتع بمؤلفات زوسكند، نجيب محفوظ، همنغواي، غابريل غارسيا ماركيز، علي عباس خفيف، بالنسبة للسرد. أما الشعر فالمتنبي ونزار قباني، إيليا أبو ماضي أما عن النقد فأغلب ماقرأت، كان أسلوباً جافاً بلا روح، أو أنها مليئة بالاقتباسات والشواهد، التي تشعرنا أن الناقد هو ناقل. لذا كنت أسعى دوما أن تكون كتاباتي النقدية سهلة التناول، دون تأثر برؤية خارجة عدا ما أصل إليه، ولي قول في ذلك: لا ترني ما كتب غيرك، أريد أن أعرف ما عندك.

11. ما هو رأيك في حال الأدب العربي والعراقي اليوم؟
وما هي برأيك أهم التحديات التي تواجه الأدباء الشباب؟

– الأدب العربي لايرضي الطموح بشكل عام رغم وجود طاقات هائلة، إلا أننا لانرى نتائج تجعلنا راضين.
أحد اهم مايواجه المؤلف الشاب هو الحاجز مابينه وبين (النخبة)، ذلك الحاجز المصطنع الذي يجعلهم في عزلة، إضافة لمحاربة الصف (الأول) لمن بعده، إذا ما علمنا أن هذا الصف ليس مقياساً للكفاءة، لذا نفاجأ بين حين واخر أن أسما ظهر بقوة، كاسراً ذلك الطوق، إما من خلال الفوز بجائزة، أو نتاج أدبي يحقق نجاحاً لافتاَ للانتباه. وهنالك أمر آخر مهم ألا وهو سوء التسويق، وتلك مشكلة كبيرة تحتاج إلى جهد من الدولة والمؤسسات الأدبية الفاعلة أضافة لدور نشر تجازف بتبني كتابات الأسماء غير المعروفة.

12. نسمع عن مشاريع جديدة في الأفق، هل يمكن أن تحدثنا قليلاً عن أحدث أعمالك وما الذي تخطط له في المستقبل؟
– لدي عدد من الكتب للطباعة، شعر وسرد ونقد. كما أن هنالك مشاريع من خلال مؤسستنا، (مؤسسة ثغر الفيحاء للثقافة والإعلام)، بتبني مهرجان شعري و أعمال أدبية أخرى بالتعاون مع مؤسسات مهمة، سنعلن عنها في وقت لاحق.

13. ختاما ما الرسالة التي تحب أن توجهها للقراء، خصوصاً الشباب المهتمين بالأدب والشعر؟.

أن يبحث القارئ عن أسماء جديدة. ليكتشف أدباء جدد لم يسمع عنهم قبلاً، فيقدمهم ويكون مساهماً في نهضة الأدب، فالقارئ الحاذق مهم جداً وهو لايقل أهمية عن الكاتب المهم. كما أن الثقافة الجاهزة، والأسماء الجاهزة تبقيه في دائرة ضيقة، لاجديد فيها.

كلمة أخيرة لجمهورك الأدبي.

أنتم صناع الأدب، وأنتم من قدمتموني، فشكراً لكم.
وشكراً للأستاذ القاص والإعلامي داود الفريح لإتاحته هذه الفرصة.

زر الذهاب إلى الأعلى