حوارات مع المبدعين: الادلاء البحريبن..خبرة طويلة في انسيابية خروج ودخول السفن إلى الموانئ العراقية العراقية

اجنادين نيوز / ANN

كمال الحجامي

لاشك أن عمل الادلاء البحريبن (المرشديين البحريين) كانت ولازالت محط الاهتمام والتقييم في تواصلهم وخبرتهم الطويلة والتي قاربت اكثر من (100)عام في دخول وخروج الناقلات والسفن التجارية وبواخرصيد الاسماك وغيرها من السفن الصغيرة.الى الموانى العراقية بكل يسر وامان.ولغرض تسليط العمل في هذة القناة الملاحية من منطقة الانتظار . ( Waiting ) كانت لنا هذة اللقاءات مع بعض الادلاء البحريين وفي خبراتهم الطويلة في هذا المسلك البحري والتي عملوا بها في مجال اختصاصهم الطويل كان لنا هذا اللقاء مع الكابتن (المرشد البحري الاقدم/الحقوقي)عبد الزهرة عبد المهدي الشحماني, ليحدثنا عن عمله في هذا المجال البحري قائلاً: يعود تاريخ الارشاد البحري في المياه الاقليمية العراقية وفي شط العرب إلى ماقبل تشكيل الحكومة العراقية عام (1921).

واضاف الكابتن الشحماني.لم تكن هناك عمليات ارشاد تحت اي مسمى خلال الحكم العثماني ولم تحظ البصرة باي اهتمام من الدولة العثمانية إلى اسباب كثيرة لامجال للتطرق لها.لذا لم يكن هناك في البصرة سوى رصيف صغير تم انشاءه قبالة دائرة الكمارك لاغراض الجباية.وبعداجتياح البصرة من قبل القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى بقوة كبيرة قوامها عشرات السفن الحربية وهيه محملة بالمؤن والمعدات العسكرية وحاجة هذة السفن إلى ارصفة تمكنها من انزال تلك المعدات بالسرعة.فقد كانت البصرة تفتقر لمثل هذة الارصفة.لذا لحق بهذة القوات التلكؤ والتباطئ مما دعا قادة هذة الحملة إلى التفكير الجدي بانشاء ميناء في البصرة لخدمة قواتهم.وبالفعل تمت المباشرة بانشاء ميناء (المعقل)والذي تم الانتهاء من بناء عدد من الارصفة الخشبية عام (1916) ومن الصعوبات التي واجهت تلك السفن هي ضحالة المياه في مدخل شط العرب والذي لايتعدى المترين ونصف المتر وشحة العلامات الملاحية وكثرة التعرجات والانحناءات في تلك القناة.مما أدى إلى جنوح الكثير من سفنهم البحرية.
ولتجاوز هذةالمحنة بدأ التفكير الجدي لدى قوات التحالف بالاستعانة بخبرات ربابنة السفن الصغيرة الذين كانو يترددون على البصرة خلال نقلهم البضائع من الموانئ الايرانية أو المناطق العربية في الضفة الأخرى من الخليج العربي.ولديهم من الخبرة والمعرفة الكافية التي تمكنهم من اجتياز مدخل شط العرب بسلام دون معوقات.هذا وقد باشروا عملهم بارشاد السفن العسكرية والسفن الساندة لها منذ عام (1915)واستمروا هؤلاء الاشخاص بتولي مهمة السفن القاصدة للبصرة أو للموانئ الايرانية.بالخصوص بعد الاعلان عن تحول ميناء البصرة من خدمة المجهود العسكري إلى النشاط التجاري المدني في كانون الاول من عام (1919)ليشكلوا النواة الأولى لسلك (الدلالة)الرسمي في شط العرب.ولغرض زيادة اعداد المرشديين البحريين في ذلك الوقت اخذوا باستقطاب اقاربهم من الابناء أو الاعمام.وتشكلت بذلك مسميات محددة من الاسر التي تربطهم صلة الرحم أو رابطة دم.واستمرالحال على هذة الالية ردحاً من الزمن ولغاية عقد السبعينات حيث تم خلالها اختيار/المرشديين البحريين ومن المرشديين النخبة..نذكر هذة الأسماء التالية ونسال الله لهم الرحمة والغفران/حجي ابراهيم/حجي عبد الله حمزة/محمد حسين/حسين صقر/جعفر صقر/خليفة علي/ياسين الادريسي/رضا بن محمد/علي خليفة/وغيرهم من الذين شكلوا النواة الاولى لسلك الدلالة البحرية.ومن الجيل الذي تلاهم نذكر كل من/محمد كرم وابنه/جاسم محمد كرم/عبد الله طعمة وابنه نجم عبد الله/محمد محمود داغر وابنه مؤيد محمد داغر/توماس دوشا/عبد القادر احمد/فرج بني/فارس بدر السهيل/سويد بدرالتميمي/وابن أخيه حنظل حميد بدر/جميل غضبان/مثنى معن العجلي/شاتي كعيد/فاروق حجي عبدالله/عبدالله السهيل/فهمي حمود السعدون/عبدالسلام الصالحي/كانوا هؤلاء المرشديين يؤدون خدمة عامة لذا لم تكن لديهم رواتب شهرية من ادارة الميناء وانما هناك مدخول مالي تم تحديد مقداره بموجب جداول العوائد والاجور يعتمد على مايقوم به المرشد من نوبات ارشاد تعتمد على طول مسافة الارشاد. فارشاد السفينة من البحر إلى البصرة يختلف عن ارشادها إلى المحمرة أو عبادان أو الفاو.كذلك يعتمد على غاطس السفينة والبقاء على المرساة والارشاد الليلي والخطورة وغيرها.وهذةالمبالغ تجمع ويتم تسديدها من قبل وكلاء السفن للمرشديين البحريين.

لذا كانت مداخيلهم المالية عالية جدا تضاهي رواتب الوزراء وكبار موظفي الدولة في ذلك الوقت.اما ماتزيد عليهم إلا أنهم كانو يعانون من الشحة المالية في حالة الحروب أو الركود الاقتصادي العالمي الذي يحول دون ورود السفن لتلك الموانى.وقد بادرت الدولة العراقية في عقد الستينات إلى دمجهم بالكادر الوظيفي لها.واقرت لهم رواتب اسوة باقرانهم واعتبار خدمتهم لغرض العلاوة والترفيع والتقاعد.واضاف الكابتن الشحماني بان طول القناة الملاحية من مدخل شط العرب وحتى مرسى الخورة بحدود (70)ميل بحري فيما تبلغ قناة خور عبد الله المؤدية إلى ميناءي (إم قصر)و(خور الزبير)بحدود (45)ميل بحري.وان جميع القنوات الملاحية تحظى بنظام ملاحي صارم لخصوصية الملاحة في شط العرب ومؤثثة باحدث العوامات والفنارات الملاحية التي اضحت من اجمل القنوات البحرية واكثرها سلامة لما يتمتع به/المرشد البحري/من كفاءة عالية ميزته عن باقي المرشديين في العالم ويحظى برضا جميع الربابنة الاجانب الذين زارو البصرة وكانو شهود على كفاءتهم وحنكتهم في العمل.وهناك الكثير من الدول ومن ضمنها العراق لاتملك موانى مطلة على البحر بشكل مباشر.بل لديها قنوات ملاحية طويلة مع ضحالة مياه في معظم اجزاءها تحتاج إلى اشخاص متمرسون ذو خبرة عالية يتولون قيادة السفينة وارشادها بسلام إلى الميناء المقصود أو البحر المفتوح والتي لايملك ربان السفينة الدراية والمعرفة الكافية بهذة المسالك وبالقوانيين الملاحية المحلية وحركة السفن الأخرى المستعملة لتلك القنوات مما قد يعرض السفينة ومنشاة الميناء وممراته الملاحية إلى الاخطار..فالارشاد لغة يعني الهدي والهداية والدلالة وارشاد الضال.اي هدايته إلى الطريق والمسلك الصحيح.والمرشدالبحري هو الشخص المخول والمرخص من الدولة والذي يتولى قيادة وارشاد السفن في الممرات الملاحية لضمان سلامتها وسلامة منشات الموانى وانسيابية عملهاوله خبرة ودراية وتحصيل علمي يؤهله لااشغال هذة الوظيفة ويكون ملما بحدود منطقة عمله وقواعد منع التصادم والقوانيين المحلية والعوامات وفنارات الاخطار الملاحية فيها ويمنح المرشد البحري المتدرب بعد انتهاء فترة التدريب الأولى شهادة الدلالة الموقتة بغاطس محدود ولسفن صغيرة لمدة ستة اشهر ثم يرحل إلى دليل بحري درجة ثالثة ولمدة عمل لاتقل على ثلاثة سنوات بعدها يرحل إلى الدرجة الثانية والاولى.ومحطةالارشاد البحري تاخذ موقعا عند مدخل القنوات البحرية شمال الخليج العربي وتعد نقطة الاتصال الاولى بالسفن القاصدة للموانى العراقية.ويقوم بادارتها رئيس المرشديين البحريين ويعمل بمعيته طاقم من ضباط اللاسلكي لتامين الاتصال بالسفن ونقل المعلومات عبر البرقيات إلى المحطات الساحلية التي تقوم بارسالها إلى ادارة الميناء المقصود لغرض اتخاذ اللازم بشانها.وهناك معوقات ومشاكل تواجه عمل المرشد البحري منها 1/ضحالة المياه 2/الغوارق3/انعدام الرؤيا بسبب الضباب والاتربة الكثيفة 4/ارتفاع الامواج بسبب سوء الأحوال الجويه 5/الاعطال الغير متوقعة لمحركات السفينة خلال فترة الارشاد 6/سوء التفاهم المحتمل بين المرشد وربان السفينة 7/اللامبالاة في ملاقاة أو الاجتياز في القنوات الملاحية 8/ضعف انارة العلامات الملاحية أو فقدانها أو ادامتها…من جانبه اشار الكابنن البحري الاقدم (هاشم عدنان عبد القادر) أن الموانى العراقية لها اهمية في تاريخ البصرة بشكل خاص وبشكل عام في تاريخ العراق.وفي عام (1971)تم افتتاح المدرسة البحرية لغرض اتاحة للمتقدميين فرصة التعليم والتدىيب للعمل البحري على البواخر العاءدة للموانى والحفارات والساحبات وغيرها ومنحهم شهادات بحرية للعمل/ربابنة/على القطع البحرية باشكالها..والادلاء البحريين عملهم هو دخول ومغادرة البواخر التجارية والناقلات النفطية من الميناء إلى البحر ومن منطقة ارساء البواخر/منطقة رمي المخطاف إلى الميناء.وفي سنة (1975)تم إفتتاح اكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية.ومنهاالمدرسة البحرية والمركز المهني والكلية البحرية والتي تمنح لهم شهادات بحرية وأيضا للعمل على البواخر التجارية وناقلات النفط وبواخر صيد الأسماك وغيرها واضاف الكابتن هاشم.. أن العمل بموانى العراق وقسم الشؤون البحرية والملاحة البحرية عمله الادلاء البحريبن وربابنة المرفا وربابنة الساحبات لدخول ومغادرة السفن للميناء.والموانى عملها بعد ارساء السفن على ارصفتها تقوم بعمليات تنزيل البضاعة على الارصفة ونقلها على ساحات الخزن ومن ثم تنقل إلى منطقة الكمارك وبعدذلك اخراجها من الميناء ودفع صاحب البضاعة كل المصاريف المتعلقة ببضاعته
الشكر والامتنان للمرشدين البحريين في اداء عملهم ضمن مشوارهم الطويل في دخول وخروج السفن في عالم البحر وعواصفه ومخاطره في جميع الاوقات من سني عملهم فلهم كل الامتنان والتقدير في مسيرة حياتهم البحرية على تلك المعلومات القيمة والتي زودونا بها فالف شكر وامتنان لهم

زر الذهاب إلى الأعلى