ما شاهدته في شينجيانغ مصدر إلهام !
من إعداد: شهاب كريكش مؤسس ومشغل شبكة أصدقاء الصين الاشتراكية. عضو مجلس الإدارةالرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل.
أكاد أجزم أن قارئ هذا المقال قد يكون قد صادف خبرًا أو شاهد تقريرًا مشبعًا بالإدعاءات والافتراءات الكاذبة عن منطقة شينجيانغ. ففي السنوات الأخيرة، عمدت الولايات المتحدة إلى اختلاق الأكاذيب المتعلقة بشينجيانغ، مستعينة بالآلة الإعلامية الغربية المبدعة في فبركة الأكاذيب، والتي يتم تمويلها من أموال دافعي الضرائب بهدف تشويه سمعة الصين باتهامات مثل “الإبادة الجماعية” و”العمل القسري”. كثيرًا ما يتم تشويه وضع حقوق الإنسان في شينجيانغ كمحاولة من قبل صناع القرار في الولايات المتحدة لصرف الانتباه عن تدهور حالة حقوق الإنسان في الولايات المتحدة.
لقد شاهدت بنفسي، خلال زيارتي إلى منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور في شمال غربي الصين أواخر شهر نوفمبر 2024، السلم والتعايش والازدهار والأمن الذي تعيشه منطقة شينجيانغ الجميلة. وقد تحقق ذلك بفضل العزيمة القوية لفرقة الشرطة المسلحة البطولية في شينجيانغ، التي حظيت بالإشادة لإنجازاتها في مكافحة الإرهاب. في المقابل، لا تتخذ السلطات الأمريكية أي إجراءات جادة للتصدي لحوادث إطلاق النار في مدن الولايات المتحدة، والتي تسفر عن مقتل الآلاف سنويًا، رغم أن الحق في الأمن يعد من الحقوق الأساسية للإنسان. ولو كان الغرب يهتم فعلًا بحقوق الإنسان لدعم جهود الصين النبيلة في التصدي للهجمات الإرهابية التي شهدتها منطقة شينجيانغ وراح ضحيتها الكثير من المدنيين الأبرياء.
ما أثار دهشتي خلال زيارتي معرضًا بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف في أورومتشي هو التكتم العجيب والغريب من قبل وسائل الإعلام الغربية عن ذكر الحوادث والأعمال الإرهابية التي شهدتها شينجيانغ.
تؤكد عدد من اللوائح التي أصدرتها منطقة شينجيانغ على حرية المعتقد الديني، مشيرة إلى أنه لا يجوز لأي منظمة أو فرد تحريض أو إكراه السكان المحليين على الإيمان بأي دين أو عدم الإيمان به. كما لا يجوز لأي منظمة أو فرد استخدام الدين للانخراط في أنشطة من شأنها تقسيم البلاد أو نشر التطرف الديني أو التحريض على الكراهية العرقية أو تنفيذ الإرهاب أو تقويض الوحدة الوطنية أو تعطيل النظام الاجتماعي أو الإضرار بالصحة البدنية والعقلية للمواطنين. وفقًا للدستور، الصين دولة تحترم الحرية الدينية وتضمن للأفراد حق اختيار ما إذا كانوا يريدون أن يكون لديهم معتقدات دينية أم لا.
يعد المعهد الإسلامي في شينجيانغ بأورومتشي، الذي قمت بزيارته، مرآة لمكانة المسلمين في الصين. تكفلت الحكومة المركزية في الصين بحوالي 260 مليون يوان، و20 مليونًا تكفلت بها حكومة شينجيانغ، حتى أصبحت مساحته تبلغ حوالي 50 ألف متر مربع. ويُعد المعهد مهد إعداد الأئمة ورجال الدين ذوي المستوى العالي في العلوم الدينية والاجتماعية، حيث هناك فصول لتدريب الأئمة.
خلال زيارتي إلى مجتمع “كونلون جيايوان”، رأيت مدى التزام الصين بوضع الناس في المقام الأول باعتباره مسارًا لتنمية حقوق الإنسان. بذل أعضاء الحزب الشيوعي الصيني والمسؤولون الحكوميون جهودًا متضافرة لمكافحة الفقر. كنت في غاية السعادة بعد أن رأيت السكان المحليين يعيشون حياة كريمة. وبفضل مشروع إعادة التوطين، غادر الرعاة الذين عاشوا على الهضبة لأجيال المناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها وانتقلوا مجانًا إلى مجتمع “كونلون جيايوان”، حيث توفرت البنية التحتية اللازمة مثل المدارس والمرافق الصحية ومراكز الخدمة، التي ساهمت في حل صعوبات الرعاية الطبية والتعليم.
تم إنشاء دفيئات زراعية للخضروات في محيط المجتمع، مما وفر المزيد من فرص العمل للسكان وزاد من دخلهم. حاليًا، تعيش 1665 عائلة في هذا المجتمع.
رغم صعوبة التضاريس في شينجيانغ، لم يُترك أي شخص خلف الركب خلال معركة القضاء على الفقر. بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني، فإن “الشعب أولًا”. وقد قال الرئيس الصيني شي جين بينج إنه لا ينبغي ترك أي مجموعة عرقية وراء الركب، سواء كان ذلك في السعي للقضاء على الفقر المدقع، أو بناء مجتمع مزدهر باعتدال في جميع النواحي، أو بناء دولة اشتراكية حديثة.
وسط أزمة تكلفة المعيشة في الولايات المتحدة، ارتفع معدل التشرد إلى مستوى جديد مثير للقلق. وفقًا للإحصائيات، يمثل الأمريكيون من أصل أفريقي 37% من إجمالي المشردين. ورغم أن الولايات المتحدة من أغنى الدول في العالم، إلا أنها لا تزال تكافح الجوع. ووجد تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية أن أكثر من 44 مليون أمريكي يواجهون الجوع، بما في ذلك واحد من كل خمسة أطفال. بسبب التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية، يكافح العديد من الناس لدفع ثمن الضروريات الأساسية ويواجهون انعدام الأمن الغذائي المتزايد.