شارع أبو مهدي المهندس: واجهة سياحية مهددة
اجنادين نيوز / ANN
كتب : عامر جاسم العيداني
يُعد شارع أبو مهدي المهندس أحد الطرق المهمة التي تربط العراق بالدول المجاورة ويعتبر حيويا بالنسبه لقضاء شط العرب ايضا ، ويُفترض أن يكون نموذجًا يحتذى به في التنظيم والجمال كونه يعكس صورة البصرة كواجهة اقتصادية وسياحية ومع ذلك فإن الظاهرة المستمرة لوجود الأبقار في هذا الشارع تُشكل تحديًا كبيرًا أمام تحقيق هذا الهدف.
إن تجوال الأبقار في شارع أبي مهدي المهندس، وهو ممر دولي، يُعد مؤشرًا على غياب التنظيم والرقابة على الأماكن العامة ومشاهد الأبقار وهي تأكل المزروعات التي تزين الشارع تعكس تحديات إدارة المرافق العامة خصوصًا في المناطق التي تمر بها وفود دولية أو زوار من الخارج، مما يترك انطباعًا سلبيًا عن المدينة.
إن شارع أبو مهدي المهندس وغيره من شوارع البصرة لا يجب أن يُترك عرضة للإهمال ، وان الاهتمام بالبنية التحتية والجمال الحضري يُعد خطوة أساسية نحو تعزيز مكانة المدينة على المستويين المحلي والدولي .
ومعالجة هذه المشكلة ليست مسؤولية حكومية فحسب بل هي واجب مجتمعي يتطلب مشاركة الجميع ، فهذا الطريق الدولي يُظهر الوجه الحضاري للبصرة ووجود مثل هذه الظواهر قد يُضعف الجهود الرامية إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز السياحة .
تعمل بلديات البصرة جاهدةً على زراعة الأشجار والنباتات لتحسين المشهد الحضري والتخفيف من التلوث ومع ذلك فإن السماح للحيوانات السائبة بالتجول بحرية يُدمر هذه الجهود ويُهدر المال العام ، وان هذه الأموال التي تُصرف من ميزانية المحافظة وتأتي من جيوب المواطنين، تجعل هذه المشاهد استهتارًا بالمسؤولية تجاه حقوقهم.
إن رؤية الأبقار تتجول في شوارع المدينة يعكس صورة غير حضارية عن البصرة ، فالبصرة التي تسعى لجذب السياح والاستثمارات تحتاج إلى بيئة نظيفة ومنظمة وليس شوارع تعج بالحيوانات السائبة.
بالإضافة إلى تدمير المساحات الخضراء، والأبقار التي تتجول في المدينة تترك مخلفات تُشوّه الشوارع وتُشكل خطرًا صحيًا على السكان كما أنها قد تتسبب في حوادث مرورية خاصة في المناطق المكتظة.
خطوات مقترحة لمعالجة الظاهرة
على الحكومة المحلية في البصرة أن تتخذ خطوات عاجلة لمعالجة هذه الظاهرة منها :
1. إجبار أصحاب المواشي على إنشاء أماكن خارج المدينة لإيوائها، بحيث يتم منعها من التجول في المناطق السكنية.
2. تطبيق القوانين بصرامة: يجب فرض غرامات على أصحاب الحيوانات السائبة الذين يسمحون لها بالتجول بحرية في المدينة. كذلك، تطبيق قرارات المصادرة الصادرة من الحكومة المحلية دون تهاون.
3. زيادة التوعية المجتمعية: على البلديات تنظيم حملات توعوية حول أهمية الحفاظ على البيئة الحضرية وكيفية التعامل مع الحيوانات السائبة.
4. تعزيز التنسيق بين الجهات المعنية: يمكن التعاون بين البلديات، الشرطة المحلية، والجمعيات البيئية لضمان حل مستدام لهذه المشكلة.
والخاتمة ، إن البصرة بما تمتلكه من إمكانيات وموارد، تستحق أن تكون مدينة نموذجية في العراق ومعالجة ظاهرة الأبقار السائبة ليست مجرد مطلب بيئي، بل ضرورة حضارية واقتصادية تُعبر عن احترام المسؤولين لمدينتهم وسكانها ، هل ستتحرك حكومة البصرة المحلية لمعالجة هذه المشكلة؟ أم ستظل الجهود التنموية تذهب سدى؟