شجون عراقية: (كثرة الصور ونبش القبور !!)
اجنادين نيوز / ANN
د.كريم صويح عيادة
يتساءل الكثير لماذا يقوم رجال السياسة وخاصة الطغاة بوضع أسماءهم وصورهم وتماثيلهم وأقوالهم في الشوارع والميادين العامة وعلى جدران الابنية وفي داخلها!؟، وكأن كل واحد فيهم يتعامل مع بلده كصفحته على انستجرام أو الفيس بوك..!؟.اعتقد انها نوع من “الحضور المهيمن” للشخص، ونوع من الرمزية التي تقول؛”إنا هنا وهناك وفي أي مكان، فانتبهوا واحذروا لأني أراكم انا ورجالي من حيث لا تروني”، كما أنها نوع من عبودية الفرد باعتباره ولي النعمة، ومنح الطاغية انجازات لم يقوم بها.
ربما يتساءل الكثير من أين جاءت للمتطرفين فكرة نبش قبور الموتى رغم أن الدين الاسلامي اكد على حرمة الموتى وطلب ذكر محاسنهم!؟، اعتقد أنها نوع الحقد الأعمى والتشفي والأنتقام البدائي من الاخر الذي ترك جرحا غائرا في نفوس النباشين.
أول من نبش قبور الاخرين هم العباسيون في دمشق، حين أخرجوا رفات خلفاء بني أمية وأحرقوها..يقال إن الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية العراق وسفاح الأمويين الاول، أدرك وتوقع هذا المصير باكرا، فأوصى أن يدفن في مدينته(واسط) بالعراق، وأن يكون ذلك في قبر غير معروف، حتى لا يصل إليه المظلومون الذين آذاهم وأنتهك كرامتهم، والجميع يعلم تفنن الحجاج في التمثيل بالمعارضين له حتى إنه أبقى رفات ابن الزبير فوق الصليب أياما طويلة، واما التعذيب في سجونه فلا تقاس الا بسجون الطغاة المتاخرين(الرضوانية العراقي وصيديانا السوري وسجن ابو سليم الليبي وغيرها الكثير).
كان الحجاج ذكيا، وكان يدرك فداحة جرمه، ولكن الأمويين الذين كان يدين بالولاء لهم، لم يكونوا بمثل ذكائه، فجعلوا قبورهم معالم مشهرة، فنبشها بني العباس..ظنا منهم ان القبر قد بنته السلطة ليكون رمزا معبرا عن أشياء جليلة..
كلما زاد الطغيان وكثرة الصور زاد احتمال نبش قبور اصحابها..اتمنى ان يستفاد من هم بالسلطة الان ويقللوا من صورهم ويزيدوا من انجازاتهم لعلهم يحافظوا على جثثهم من النبش والحرق بعد الوفاة، ولحساب الاخرة اشد واقسى.
اللهم احفظ العراق وشعبه وكل بني الإنسانية