دروس من حياة أذربيجان

اجنادين نيوز/ ANN

بقلم: عبدالحميد الكبي: كاتب يمني ورئيس مبادرة أصدقاء أذربيجان في اليمن – مبادرة شبابية تهتم بالعلاقات الاخوية والصداقة مع أذربيجان – وعضو في اللوبي الدولي (العربأذري) الذي يترأسة الأكاديمي مروان سوداح (الأردن).

الصورة الحقيقية الآنية لأذربيجان الحاضرة قد بان نورها بشكل أوسع يشمل هذا النور مختلف أرجاء الكون، بخاصة ارتكازًا على إنجازاتها الكثيرة المتلاحقة، وها نحن أولاً نرى ونتابع كيف أنها أخذت تعرض على العالم صورًا جديدة، تحكي قصة تحركها باتجاه المستقبل بقوة، ولتشرع أبوابها المختلفة امام العالم.
تقيم أذربيجان اليوم النهضة الحقيقية، التي تتميز بارتباطها بالقِيم الجوهرية لشعب أذربيجان القديمة والمعاصرة وانسجامها مع الشعب ولأجل استمرار إشعاعه العالمي، فمن عوامل نجاح النهضة الأذربيجانية الحديثة، حب الشعب للعمل والانضباط فيه، وإعلاء قيم العمل وانتاجيته.

ـ الهمّة والنشاط:
يُعجبني مشهد الأذربيجانيين في الصباح الباكر وهم يذهبون إلى أعمالهم بهمة ونشاط، وترى كل واحد منهم عاشقاً لعمله أو مهنته، الأمر الذي يُعطي حافزاً للنمو، وتطوير الإمكانات ايضاً يُعدُ من قيم الصّبر والذكاء في الشخصية الأذربيجانية، التي هي واحدة من أهم المقومات لانبثاق قيمة حب العمل والتقدم والإتقان فيه أيضاً، وهي موازية لقيمة العِلم. فبالتأكيد لم تكن قيمة العِلم عند الأذربيجانيين قيمة جديدة، فقد عرف العالم القديم والجديد ما تميزوا به من علوم، على مِثال علم الفلك، والرياضيات، والطب، والأدب، والموسيقى وغيرها.
واليوم يهتم الأذربيجانيين بمختلف العلوم، لا سيّما الطبيعية والتكنولوجية والعلمية والطبية، وعلوم الفضاء، فإنهم ينفقون الكثير على المدارس والجامعات ومؤسسات البحث العلمي والنشر والترجمة ونحو ذلك، وهذا لا يُنظر إليه بالمعايير النفعية فحسب، وإنما بصفته قِيمة عليا للشعب الأذربيجاني والدولة القائدة منذ تولي الزعيم الوطني الراحل حيدر علييف، وتستمر في ظل حكم الرئيس الباني إلهام علييف الذي صار على خطى ونهج الزعيم الوطني حيدر علييف وشهدت أذربيجان تحولات كبرى في مختلف المجالات بشكل فعّال .

ـ الالتزام الصارم بالنظام:
الالتزام الصارم بسلوكيات اجتماعية هو ما يميّز الشعب الأذري، زد عليه التزامهم بالنظام بدقة وتفان كقضية خاصة بكل شخص منهم، ولا غرابة أن يكون حب النظام والالتزام به، هو أحد عوامل التقدم في المجتمع الأذري المعاصر.

ـ روح التسامح:
روح التسامح أيضاً هي من عوامل النجاح في المجتمع الأذربيجاني، التي يزداد عدد سكانها بشكل كبير ومطرد، إذ أن أذربيجان تجمع تحت جناحيها العديد من اللغات والقوميات والأديان والأعراق، وكلهم ينضوون تحت لواء دولة واحدة، والجميع يعمل في سياق النهضة الأذربيجانية ، ولم يتعارض ذلك التعدد والتنوع مع وحدة الأمة الأذربيجانية التي تجمعها روح أذربيجان الحديثة ، لكونها القيمة الجامعة، قيمة التسامح التي ترجمت تربوياً واجتماعياً بصورة مُبدعة.

  1. ـ التواضع.. سلوك عام:
    يمثل التواضع أحد أهم سِمات الشخصية الأذربيجانية، بل أنه يمثّل قيمة لها أثرها الفاعل في الممارسة النهضوية الشاملة.
    بالتأكيد، إن هذا التوضع لا يمثل قيمة أخلاقية فحسب، بل ينطوي على نظرة علمية، فأنت لا تجد في أذربيجان الحديثة مديراً علمياً أو رئيساً لشركة أو مسؤولاً في قطاع من القطاعات إلا ويباشر عمله ميدانياً، ولا يخجل من أن يعمل بيديه إذا اضطر على ذلك، خلاف النظرة السلبية التي تسود في مجتمعاتنا إزاء الحِرف والأعمال اليدوية، حتى إن بعض الدول في عالمنا العربي تعتمد اليوم كلياً في تسيير هذه المهن على غير مواطنيها!
زر الذهاب إلى الأعلى